أقلام ثقافية

المقاهي الشعبية والمقاهي الإلكترونية

mohamad salihaljaboriالمقاهي الشعبية لها مكانة خاصة في قلوب المثقفين، فهي الملتقى الذي تطرح فيه المواضيع السياسية والأدبية والثقافية، ولها دور كبير ومؤثر على سياسة البلاد، وكان يرتادالمقاهي أبرزالشخصيات المعروفة في البلاد، واشتهرت مقاهي الشابندر والزهاوي وحسن عجمي في بغداد، وتقدم المقاهي الشاي والقهوة، والمشروبات الغازية، وبعض الناس يمارس لعبة (الدومنة والطاولي، والعاب التسلية الاخرى)، في المقهى، وبعض المقاهي لها برامج خاصة تبدأ بتلاوةمن القرأن الكريم، بأصوات أفضل القراء (عبد الباسط عبدالصمد، محمد صديق المنشاوي، محمود خليل الحصري، الحافظ اسماعيل، عبد الزهرة العماري، وتقديم الفطور العراقي الصباحي (اللبن، القيمر، الجبن، والبيض)، وكل مقهى يقدم اغاني خاصة لمطرب أو مطربة معروفة (عبد الحليم حافظ، فريدالأطرش، أم كلثوم، حضيري أبو عزيز، داخل حسن، صباح فخري)، ولكل مقهى روادها، وقسم من المقاهي تجمعها المهنة الواحدة وتسمى، مقاهي(الصنف)، مقاهي العمال، مقاهي الأدباء، والراديو له حضور في المقهى قبل ظهور (التلفزيون)، في بث الأخبار والبرامج المنوعة التي لها دور في السياسةوالثقافة، وكانت اذاعات قصر الزهور وإذاعة بغداد، وإذاعة البي البي سي، وصوت العرب، وإذاعة المانيا، لها دور في نقل أخبار الحرب العالمية، ومواقف الدول تجاه الحرب، والتحليلات السياسية، وتكوين الرأي العام، أما المقهى الإلكتروني فهو يحتوي على الانترنت، وينشغل رواد المقهى بالتصفح في المواقع الالكترونية ومتابعة البريد الإلكتروني، والفيس بوك، وهناك فرق كبير بين المقهى الشعبي والمقهى الإلكتروني، ولاننسى دور (الحكواتي) في تقديم القصص والسيرة في المقهى، ويبقى شاي المقهى له طعم خاص ونكهة تذكرني بأحداث، وطرائف جميلة .

محمد صالح ياسين الجبوري

 كاتب وصحفي

 

 

في المثقف اليوم