أقلام ثقافية

دور المرأة في خلق جيل قادر على مواجهة التحديات

تعد المرأة ركيزة المجتمع، فالمرأة التي تدرك حقيقة دورها، وتلتزم بواجباتها، وتحرص على ممارسة حقوقها، إنما تؤثر في حركة الحياة في وطنها تأثيراً بالغاً، يدفع به إلى مزيد من التقدم والرقي وملاحقة الركب الحضاري، على مستوى العالم أجمع.

يقسم دور المرأة في بناء المجتمعات الى قسمين:

- دائرة الاسرة

- دائرة المجتمع

  فالاسرة هي اللبنة الأولى في بناء الأمة والخلية الاساسية في المجتمع الانساني ,وللمرأة دور رئيسي في الاسرة لا يمكن تغييبه فهي الحجر الاساس الذي ترتكز عليه الاسرة, حيث يقع على عاتقها تربية أجيال المستقبل وتنشئتهم على الطريق المستقيم وتعلمهم في المدارس وتغرس المبادئ والقيم في نفوسهم، فمنذ أن يولد الطفل تتولى الأم رعايته بشكل كامل في الملبس والمأكل والمشرب والرعاية بكافة صورها، وعندما يكبر قليلاً ويدخل الصف التمهيدي تتولى رعايته مربيات متعلمات ومثقفات يشرفن على بدء تعليمه وتأهيله للدخول إلى مرحلة المدرسة، لاشك أن المراحل الأولى لحياة الإنسان مهمة جداً، لأن ما يتم زراعتة فيها سيجنيه الفرد والمجتمع عندما يكبر ويصل سن الشباب والفتوة، فإن كان الزرع طيب كان لصلاح الفرد والمجتمع، أما إذا كان الزرع خبيث كان هلاك الفرد والمجتمع. وهي ايضا الزوجة المعينة لزوجها على الحق، و الأخت الرفيقة في المحن والشدائد، والعالمة التي تقدم أروع انجازات علمية.

ولقد شهد الجميع عبر العصور على قدرة تحمل المرأة لأعباء الأسرة والمقدرة على تسيير أمورها أكثر من الرجل، فالمراة على مختلف الحالات التي تشغلها داخل الأسرة " أم، أخت، زوجة، إبنة، جدة" لاتبخس بأي مجهود يمكن أن تبذلهه في سبيل إسعاد الآخرين أو مساعدتهم.

 فضلا عن ذلك فهي عنصر فعال في المجتمع. حيث ان المراة موجودة في كافة الميادين التنموية، فهي العاملة في المصنع والتي تقف على آلة الإنتاج لتشارك في التطور والرقي بمنتجاتنا المحلية، وهي المعلمة في المدرسة والجامعة تشارك في سير العملية التعليمية ببراعة، وهي الممرضة والطبيبة التي تسهر على راحة المرضى.

تركت لنا المرأة عبرالتاريخ صفحات مشرقة حافلة بالسيرة العطرة والمواقف الرائعة فمنهن من ذكرها التاريخ في مجال العلم والعبادة كالسيدة خديجة زوجة النبي الاكرم محمد (ص)، ومنهن التي سطر لها من باب الصبر والإيمان كالسيدة مريم العذراء (ع)، ومنهن من غيرن في تاريخ البشرية وصنعن المجد ووضعن بصمة على خط التاريخ في العديد من المجالات, كالمراة الفذة (ماري كوري) التي كان لها الدور الريادي في اكتشاف وتصنيع معدنيين مهميين في الطبيعه (البولونيوم والراديوم) واللذين لهما اثر بالغ في الفيزياء النووية وما تبعه من بحوث معمقة في خصائص هذيين العنصريين في تصنيع الطاقة الكهربائية فضلا عن دور هذيين العنصريين في علاج الكثير من الامراض المستعصية ومنها السرطان باستخدام الاشعة الناتجة منهما, وتحولت من طفلة يتيمة الى عالمة عظيمة. كذلك نذكر المعمارية الرائعة زها حديد التي اشتهرت بتصميماتها المتميزة  في فنون العمارة, وغيرهن كثيرات. خلاصة القول المرأة هي نبراس الحياة لذا يتوجب على المجتمعات والحكومات أن تسعى لنشرثقافة الحياة الديمقراطية من خلال مناهج التعليم كافة؛ لتحقيق التواصل الفكري والتماسك في المجتمع الواحد.

 

اعداد: م. ايناس صادق حمودي

 كلية اللغات / قسم اللغة الاسبانية

 

 

في المثقف اليوم