أقلام ثقافية

ما الفرق بين العشق والحب؟

akeel alabodان تعشق شيئا جميلا، معناه ان ترتبط مع نفسك خارج حدودها، بمعنى ان تحرر نفسك من جزئياتها العالقة بحواجز الزمان والمكان وما ينتج عنهما كالتاريخ. بمعنى ان يصبح لديك كيانا جديدا.

 والنفس هنا غير الذات، فهي معناها كيفية انسياب وسريان هذا الكيان، الذي وفقا لطبيعته يرتبط مع الموضوعات بنِسَب معينة، تتفاوت فيها المفردات التكوينية لتلك الموضوعات.

 والارتباط بالموضوعات، حالة جزئية مؤقتة يحدوها الماضي والحاضر، وكذلك المستقبل، هذا الذي لا يمكن ان يتم ادراكه الا من خلال اللحظة.

هنا بناء، العشق هو الارتباط خارج سقف ومساحة هذه اللحظة، فهو احساس ضمني يلد مع الانسان، ثم يكبر، وعندما تأتي اللحظة المناسبة يتحقق، وتحققه بناء على وجوده، لا على ولادته الانية، فهو يشبه الهلال الذي يتحول من طور الى طور، كالمحاق، والبدر. لذلك العشق حالة أزلية تُخلْق مع الانسان، تنبت في جذوره، تبحث عن كينونتها، تتحد وفقا لارضية ارتباطها الحسي والوجداني، وهذا الاتحاد، هو آمر مفروض، لا يشوبه الزوال، لانه ناتج فطريا من الداخل، وليس من الخارج.

 مثال ان يعشق الانسان صوت البلبل، ورقة الفراشة، وزقزقة العصافير، وخضرة الأشجار، وزرقة البحر، وطيران النوارس.  

اما الحب، فهو احساس متبدل، قابل للتغير، قابل للزوال، فهو ليس بشئ ثابت، كونه لا يشبه العشق، لان مساحته قابلة للتغيير، فهو واقع تحت سطوة وتأثير الخارج لا الداخل، فالحب احيانا يتحول الى كراهية، مثلما تتحول الكراهية الى حب.

هنا حالة تحول الحب الى كراهية يعقبها زوال، ومن ثم تحول. فالحب يزول اولا في بعض المواقف، ثم يتحول الى مخلوق جديد، وهو الكراهية. 

وهو يخص العلاقة مع الناس، والمعاني المتعددة للمشاهد والمواقف التي تنتج على أساس الجمع، والتفاعل بين الناس والموضوعات. فقد يحب الانسان إنسانا، وهذا الانسان تغيره السياسة والمنصب.

فقد يتحول الكائن الوديع الذي أحببته من ذلك الكائن المستقيم ، الى دكتاتور اثم، ويتحول حبك القديم له الى كراهية، بسبب مواقفه الجديدة. 

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم