أقلام ثقافية

سلاسل وقبور آشورية في الاهوار

amar hamidتشكل منطقة الاهوار الممتدة مابين العراق وايران منطقة واسعة تتراوح مساحتها ما بين 9000 الى 20000 كيلومتر مربع وعلى الرغم مما عانته هذه المنطقة من اهمال متعمد وعمليات عسكرية أضرَّت بالنظام البيئي والأجتماعي فيها الا ان عامل الغموض المحيط بها لا زال أمراً يميزها بما تحتويه من مواقع وتلول أثرية لم تصل يد التنقيب اليها بعد ، خصوصاً ما تذكره بعض التدوينات التاريخية عن هذه المنطقة فالمؤلف اليوناني (فلافيوس) الذي عاش ما بين القرنين الأول والثاني بعد الميلاد يذكر في كتابه المهم* (تاريخ حملات الأسكندر الكبير) الفترة التي قضاها الأسكندر المقدوني في العراق وحملته الأستكشافية لمجاري الأنهر في بابل وجنوبها حتى وصوله الى الأهوار ويذكر رواية تشير الى ان أغلب مراقد الملوك الآشوريين كانت موجودة في هذه البطائح كما يذكر عندما اطارت الرياح قبعة الأسكندر المقدوني عَلَقت بقصبةٍ نابتة قرب مرقد أحد الملوك الآشوريين ويذكر (فلافيوس) في موقع آخر من كتابه ان الأسكندر دأب على رحلته النهرية حتى بلغ البطائح قرب جزيرة العرب وهناك رأى موقعاً أعجب به فشيد عليه مدينة وحصناً ثم أنه سرَّح عنده الجنود الأغريق الذين تطوعوا فبقوا وهم لايصلحون للخدمة العسكرية أبداً بسبب كبر سنهم او بسبب الأصابة بجروح وهي المدينة التي اطلق عليها اسم (ميسان) حيث من غير الواضح ماهي الأسباب التي دفعت الأسكندر المقدوني لأنشاء مدينة في هذا الموقع ولا الأسباب التي جعلته يعجب بالمكان ليُنشأ مملكة مهمة مثل (ميسان).

كذلك يذكر كتاب بعنوان (الحاج ركان او عرب الأهوار) ألَّفه كاتبين بريطانيين مجهولين واللذان أختارا لنفسيهما اسم (فلانين) كأسم مستعار وقامت جامعة بغداد سنة 1966 بترجمته فيذكر ظاهرة غريبة تتعلق بوجود سلاسل حديدية ضخمة في الأهوار فيروي المؤلفان عن بريطاني ذهب الى هناك انه قد سمع من قبل أشارات مبهمة عن هذه السلاسل ولكن أي سلاسل واين تكون وما هي وما أمرها وهي أسئلة كما يقول الكاتبان لم يعرف لها جواباً لكن كل ما يُعرف انها توجد في مكان ما في عمق الهور!  كما يذكر المؤلفان في مقدمتهما ان الفضل في تأليف كتابهما الى الآنسة (غيرترود بيل) فهي التي أقترحت عليهما تأليفه وهذه أشارة الى أهمية هذا الكتاب*

هذه السلاسل وكما نقل لي احد المقربين ان والد زوجته الذي كان احد سكان الأهوار في الأربعينات كان قد شاهد هذه السلاسل وان حلقاتها كبيرة بما يكفي لأن تحوّط رجلاَ حول خصره وآخر ما يقال عن هذه السلاسل انها الآن مطمورة تحت الأرض بسبب ترسبات الطين المتراكمة عبر سنوات ، ان هذه المنطقة وما تحتويه من أيشانات العديد من المخلفات الأثرية والغموض المحيط بهذه السلاسل والقبور الآشورية تبين مدى أهمية الحاجة لأستكشافها والتعرّف على الغاية التي وجدت فيها في منطقة كان السومريون اول من أستوطن بها فهي دعوة للآثاريين والمختصين لتسليط الضوء على هذا الموضوع وكشف صفحة غامضة ومهمة من صفحات التاريخ العراقي القديم.

 

عمار حميد مهدي

..........................

الهوامش

* ايام الأسكندر الكبير في العراق / فلافيوس آريناس / ترجمة: فؤاد جميل 2007.

* الحاج ركان (عرب الأهوار) / فلانين / ترجمة: جامعة بغداد 1966.

 

في المثقف اليوم