المثقف - نصوص أدبية
ساقية!
- التفاصيل
- كتب بواسطة: ا. د. عبد الله الفيفي
رِئَـةُ الزَّمَانِ صَغِـيْرَةٌ لا تَـقْـدِرُ
وفَمُ الحَـيَاةِ يَظَـلُّ فِـيْـنَا يَـكْـبُرُ
وإذا عَبَرْتَ فِجَاجَها ولِـجَاجَها
عَـبَّـتْـكَ مِنْـها لُـجَّـةٌ لا تُعْـبَـرُ
تَرْدِيْ بِنَا صَدْرَ النُّجُوْمِ كَوَاكِـبًا
وتَـرُدُّنـا والدَّارُ صِفْـرٌ تَصْـفِـرُ
لا تُـمْهِلُ الغُصْنَ النَّدِيَّ بَـنَانُـهُ
حَتَّى تُـرِيْـهِ بَـنَانَـهُ يَـتَـكَـسَّـرُ
لا تَسْأَمُ الأَثْكَالَ تَنْزِفُ سَرْمَـدًا
إِذْ تَـسْأَمُ المـِيْلادَ صُبْحًا يَقْطُـرُ!
هِيَ في رَوابِيْ صَهْوَتَيْها لا تَرَى
صَيْدًا سِوَى ما أَنْتَ مِنْها تَحْذَرُ!
***
أَ تَـشاؤمًا؟ مُتَشائلًا، مُتَـفائـمًا!
وهِيَ المُنَى.. لا فَرْقَ فيما تَـشْعُـرُ
تَسْرِيْ بِكَ السُّفُنُ البَوَارِحُ سُنَّحًا
والبَحْـرُ لَـيْلٌ زَمْهَرِيْـرٌ أَحْـمَـرُ
قِفْ ضاحِكًا لا باكِيًا مِنْ ذِكْرِها
ماذا يُـعِـيْـدُ بُكَاءُ نَاسٍ نَذْكُـرُ؟
* * *
أَخَذَتْ بِرَأْسِيْ، ثُمَّ قالتْ: يا فَتَى،
لَكَ نِصْفُ كَأْسِيْ والشَّرَابُ مُقَدَّرُ
لا تَنْـتَظِرْ ما لا انْـتِظارَ لِفَجْـرِهِ
والشَّمْسُ لا تَصْحُوْ لِـمَنْ يَتَنَـظَّـرُ
جَـفَّتْ مَوَاعِـيْدُ الغَرَامِ بِدَفْتَرِي
والحُبُّ في كَفِّ اشْتِيَاقِيَ مُمْطِـرُ!
***
قَبَّلْتُ ساقِـيَـتِيْ بِمَفْرِقِ عِطْرِها
ومَضَيْتُ والدُّنْيَا عُـيُوْنٌ تَـأْمُـرُ:
غَامِرْ وحَاذِرْ ساعَـتَيْنِ بِسَاعَـةٍ
وغَدٌ سَيَرْحَلُ مِثْلَ أَمْسِ ويَحْضُرُ
هِـيَ قِصَّـةٌ مَكْـتُوْبَـةٌ بِدُمُوْعِـنا
يا عَـلَّ خاتـِمَها ابْـتِسَـامٌ أَخْضَرُ!
***
أ.د/ عبدالله بن أحمد الفَيْفي
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.