ثقافة صحية

تعقيب على (توعية وارشادات لمرضى الكلية وكيفيه خفض نسبة الكرياتنين – د. آيات حبة)

bahjat abaasوردت أخطاء علمية فيما يتعلق بمادة الكرياتنين أحبّ أن أشير إليها خدمة للعلم وللقارئ الكريم الذي يستحقّ بل يجب أن يتلقّى معلومات طبيّة صحيحة لأن الأمر يتعلّق بصحّته مباشرة. سأذكر بعض هذه الأخطاء، أما ما يتعلق بالقسم الثاني من المقال المخصص للمدرّرات، فله شأن آخر. سأذكر بعض المقتطفات من المقال التي تحوي هذه الأخطاء العلمية بإيجاز.

استهلّ المقال بجملة (كيف انظف جسمي من السموم الكرياتنين؟) وهذا شيء حسن، إذ هو اعتراف بأنّ مادة الكرياتنين سامّة بالرغم من تركيب الجملة لغويّاً، وهذا صحيح، فالكرياتنين مادّة سامة يجب التخلّص منهالكنّها  وتستطرد قائلة:

(مادة ينتجها الجسم، أو تدخل إليه ضمن النظام الغذائيّ، تخزّن بشكل أساسيّ في العضلات،)

لماذ ينتج الجسم الكرياتنين أو أي (عضو) منه؟ وأيّ غذاء يحتوي عليه وهل يُخزن في العضلات؟ ولماذا تخزن العضلات سموماً وتبقى سليمة؟ ثمّ تقول:

 (الكرياتينين من البروتينات التي يَسهُل على الجسم تكسيرها بسرعة فائقة)

الكرياتنين ليس بروتيناً ولا الجسم يستطيع تكسيره، وإلّا ما بقي (كرياتنيناً) جارياً في الدم.

 (تنخفض نسبته بتناول الخضراوات، لاحتوائها على نسبةٍ عاليةٍ من الفيتامينات، التي تساعد في خفض نسبة الكرياتينين في الدّم)

كيف تستطيع الفيتامينات تخفيض الكرياتنين في الدم؟ وإذا كان هذا صحيحاً، ولن يكون، فباستطاعة مريض الكلى أن يلجأ إلى التهام الخضروات بفيتامينها بدلاً من الديلزة.

(وبتناول الأسماك والمأكولات البحريّة تحديدا، لاحتوائها على نسبة كبيرة من البروتينات ذات الجودة العالية، مما يريح الجسم من إنتاج المزيد من منتجات البروتين، وبالتالي يقلّ إنتاج الكيراتينين في الدّم.) ماذا يعني (إنتاج المزيد من منتجات البروتين)؟ وإنّ السمك هو بروتين، وتناوله من مريض الكلى يجب أن يكون بحدود بالرغم من أنّه في هذه الحال (أهون) وأفضل من الحوم الحمراء، وبروتين السمك ينتج كرياتنيناً أيضاً.

 (مع الحرص والانتباه من تجنّب تناول المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على الكرياتينين، خصوصاً من قبل الأشخاص الذين يمارسون تمارين رياضية وكمال الأجسام، لزيادة حجم العضل لديهم.)

عملت 23 سنة كصيدلي في تورنتو – كندا ولم أر أيّ مادة تحتوي على الكرياتنين معروضة للبيع! إذ كيف تكون مادة سامة في مكملات غذائية!؟ وعلى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة البدنية وكمال الأجسام تجنّبها؟

المشكلة أنّ الدكتورة آيات حبة خلطت بين مادة (الكرياتين) الهامّة جدّاً للجسم وخصوصاً العضلات ومادّة (الكرياتنين) الضارّة والناتجة عند تحلّل المادة الأولى لإنتاج الطاقة اللازمة التي تحتاجها الخلايا لأداء عملها. فما هي مادة الكرياتين؟

الكرياتنين مادة عضوية نتروجينية تتكون من حوامض أمينيّة ثلاثة هي أرجنين، أورنوثين وگلايسين يقوم بصنعها الكبد بالدرجة الأولي ومن ثمّ تنتقل بواسطة مجرى الدم إلى العضلات والدماغ للخزن واستعمالها كطاقة لتوليد أدينوسين ثلاثيّ الفوسفات (أي. تي. پي. ATP ) ذي الطاقة الكبيرة الذي بواسطته تتم فعالية الخلايا والأعضاء والجسم. ونتيجة لهذا التأيّض ينتج (الكرياتنين) كفضلات يجب على الجسم التخلص منها

أمّا ما جاء في مقالي (مرض الكلية) المنشور في المثقف ألأغرّ في نوفمبر 2011 فهو:

(الكرياتنين هي جزيئة ناتجة عن تحطم الكرياتين الموجود في العضلات عند تحللها، وهو ناتج ضار، أي من الفضلات الموجودة في الدم نتيجة التأيّض والتي يجب أن يتخلص منها الجسم . لذا تقوم الكلية بهذه الوظيفة. فإذا كانت الكلية سليمة، فستقوم بطرح معظمه خلال مرور الدم فيها لتصفيته من هذه الفضلات الضارة، ويبقى قسم صغير منه يسري في الدم بنسبة معينة تتراوح بين O.6-1.2 mg/dL أو 60-120 ug/ml عند الرجل و 0.5-1.1 mg/dl (50-110 ug/ml) عند المرأة . أما إذا أصاب الكلية عارض أتلف جزءً منها فيرتفع مستوى الكرياتنين في الدم لعجز الكلية عن طرح كمية كبيرة منه، وكلما كان تلف الكلية أكبر يكون التخلص منه أقلَّ، فتزداد كميته في الدم، لذ يُستعمل قياسه في الدم مختبرياً  دليلاً على درجة فعالية الكلية وسلامتها أو نسبة التلف فيها . هذا التلف الذي يكون واضحاً جداً باستعمال التصوير الكلوي Renogram .  فالكرياتنين في الدم هو حاصل تصفية الكلية للدم، أي أنَّ وجوده بتركيز عالٍ في الدم يشير إلى أنّ الكلية مُصابة بتلف . أمّا إذا كان هذا التلف كبيراً جداً، يعني أكثر من ثلاثة أرباعها (أكثر من 75%)، فالشخص يحتاج إلى عملية الديلزة Dialysis ، هذا إذا كانت كلتا الكليتين عاطلة، لأنّ كلية واحدة سليمة أو نصفها أو ربما ثلثها قد يغني الإنسان عن الديلزة . تُستعمل نسبة اليوريا إلى الكرياتنين الموجودين في الدم أيضاً علامة على سلامة الكلية أو تلف جزء منها أو الفشل الكلوي)

3 نوفمبر 2011 .

 

ولقراءة المقال كاملاً عن (مرض الكلية) يرجى النقر على الرابط

 http://almothaqaf.com/index.php/health/56521.html

 

د. بهجت عباس

 

في المثقف اليوم