صحيفة المثقف

The She General

 

توطئة: وقع اختياري على هذه القصيدة للشاعر فائز الحدّاد لتكونَ ضِمنَ مجموعَتي المختارة من الترجمات ولو سُئِلتُ لماذا هذه القصيدة بالذات من بينِ قصائِدِه العديدةِ، التي تنافِسُ كلٌّ منها الأخرى  وتتفوَّق عليها، وعلى غيرِها مما كتبَهُ الآخرون، بما فيها من تفرُّد في بلاغَةِ التعبيرِ والصورِ التي ميَّزَ الحدّاد نفسَه بها فأعطتهُ قيادةَ المختلِفِ والاختلافِ بكلِّ وجهِ حقّ، لاحترتُ في الإجابة، ولكنَّ عذرِي أنّني لم أتعمَّد الاختيار، بل أنَّ القصيدةَ ترجَمَت نفسَها حالَ قراءتي لها يومَ أن نُشِرَتْ في النور ثم المثقّف، وكأنّها قد قدَّمَت نفسَها لي بكلِّ كَرَمٍ وأريَحِيَّة على طَبَقٍ من فضَّة، وما كان عليَّ إلا أن أتقبَّلَها دونَ ترَدُّد.

 

ربَّما هي الفاتِحةُ التي أمسَكَتْ بي... فهو حقّاً يجيد الفاتحة... وأكثر!... وفي الفاتِحةِ هنا يعلنُ الشاعِر قدسيةَ الحُب:

"أستميحك عشقا ياجنرالة الحب.. وامنحيني إجازة القول: ببعض ما تيسّر من تنزيل الهوى.؟"

وهو حينَ يَصِفُ حديثَهُ عنه بالتنزيلِ يقِفُ القلبُ خاشِعاً في انتظارِ ما سيأتي من هذا التنزيل!

أما العنوان "الجنرالة"... هل يَشِي بما ضمَّته سطورُ الحدّاد عن هذه المرأةِ التي يتَوَجَّهُ لها بالخِطاب؟ هذه التي يقفُ بجيشٍ متعبٍ أمامها وهي المدجَّجَةُ بكلِّ ما لدى المرأة من سِلاح...وهو البدوِّي الأسيرٍ الذي يطلبُ الرفقَ به، ولكن دونَ ركوع!

المرأةُ في شعرِ الحدّاد ــ وإن لم تكُنْ جنرالة ــ أهلٌ للحبِّ والاحترام، فهي ليست مستَضعَفةً ولا مُتَجَبِّرَة، لا مُستّعبَدةٌ ولا مُستَعبِدة، ليسَت بالراضِخَةِ وليسَت من الآلهة رَغمَ أنَّهُ يضعَها في منَصَّةِ الإجلالِ ويتلو عليها "ماتيسَّرّ من تنزيلِ الهوى!"... وهو حتى في غَضَبِهِ منها وعليها لا يُقِلُّ من قيمَتِها،

باختصار، المرأةُ في شعرِ فائز الحدّاد مخلوقٌ جميلٌ يفكِّرُ وينشرُ النورَ حولَه، كما يخلقُ الأعاصيرَ التي تحرِّكُ مشاعِرَهُ ليكتبَ ويُبدِع..

القصيدةُ تحتوي عدداً من التعابيرِ المعقَّدةِ في فحواها، غيرَ أنَّ الشاعرَ بأسلوبِه المُتفرِّدِ يقدِّمها بحلّةٍ بسيطةٍ وبسلاسةٍ في سياقِ القصيدةِ مما يسهِّل على القارئ استيعابِ الصورةِ التي أرادَ إيصالَها له، ولكن ببعضِ الجهدِ المحبَّب، إن لم يكُنْ هذا هو "السهل الممتنع" فما؟

لستُ أنوي هنا تقديمَ دِراسةٍ عن شِعرِ فائز الحّداد، ولو فعلتُ لضاقت بِيَ الصفحاتُ، فهو يكتبُ بمدادِ روحِهِ لا بصَنعَةِ حُروفِهِ وقوافِيه، وهو إن كَتبَ عن المرأةِ تمنَّت، ولا شك، أكثرُ من امرأةٍ لو كانت هي بينَ سطورِه، وإن كتبَ هجاءً فهو لاذعٌ في هجائِه ولكنَّهُ يصيبُ الهدَف بِرُقيٍّ حتى ليتمنّى قارِئُه لو كانّ هو المقصود دون قصدٍ أو سابق معرفة!

في مقدّمَتي هذه لعلّي أجبت دون عمدٍ عن السؤال "لماذا الجنرالة؟"، وما عليَّ إلا أن أتقدَّمَ بالشكرِ والامتنان للشاعر فائز الحدّاد لسَماحِه لي بنشرِ ترجَمَتي لقصيدته هذه وضَمَّها إلى مجموعتي من القصائدِ المترجمة.

 

The She Ganral

Arabic Poem By: Fayez Al-Haddad

Translation into English By:

Inaam Al-Hashimi (Gold_N_Silk)

 

I beg your passion, General of Love!

Grant me leave to say

Some of the divine revelation of love,

Though I don’t know but the opening verse,

Your endless opening,

To recite for your eyes the glory of what God loves;

As there is no peace,

When love is but messages

Akin to caged birds.

 

How could I conquer your heart

with my weary army,

When you break into my kingdom,

Heavily armed with the power of women?

 

Have mercy upon a captured Bedouin,

Who has nothing,

Save the clemency of your eye lashes

in the Holy Spear!

 

Glory!

Oh you! One with the solemn mouth

that is colored with music,

Oh you! Lung of water,

That is thirsty in me,

Oh you! One with the beauty mark,

and anklet wings;

Prophetess of promised kisses!

Sing what you wish of fancy,

and recite what your generous mouth lets out

Of precious hymns;

Trench me with the downpour of your honey,

As beyond your mouth, there is no spring,

But the “Well of Joseph” and the drought;

And beyond your lips, earthquakes trellis

In the dribbles of tales.

 

I tremor like the heart of a cold homer,

While the warmth lies in your chest a caldron;

Is it fear? Or is it love? Or,

is it hate in what you know?

Hate me as much as there is love in hate!

My heart thinks no more

of the taste of touches,

And adoration forgot to cheer in the pottery jars.

Name it as you wish,

but I am a heart fluttering under your wing..

Where no limb could vie for

its tenderness of yearning.

 

Draw closer to me,

But I fear for your clothes

From the flames of my narcissism;

And You know me:

I am aroused by your mere image,

How would meeting you, face to face, bear me?

 

Be the hot coffee,

For me to be shattered

On the rim of your cup,

As multiple mouths, breath of cups, and smoke pipes;

As I am….

Kisses,

Moans,

Songs,

And rendezvous’;

 

And I do not wait!

 

Translated on: 01/02/2011

 .................................................

الجنرالة

faez_alhadad

 

 

 

 

فائز الحداد

أستميحك عشقا ياجنرالة الحب.. وامنحيني إجازة القول :

ببعض ما تيسّر من تنزيل الهوى.؟

رغم إني لا أجيد إلا الفاتحة.. فاتحتك التي لا تنتهي

لأقرأ لعينيك بهاء ما يحب الله..

فلا من سلام.. حين يكون الحب رسائل.. كطيور سجينة

كيف لي :

أن آتي قلبك بجيش متعب..

وقد إقتحمت مملكتي مدججة بالنساء؟

رفقا بأسير بدوي، ما لديه سوى..

رحمة رمشك في الرمح المقدس

الللللله..

يا أنتِ يا جليلة الثغر الملون بالموسيقى..

يا رئة الماء الظامئة بي،

يا صاحبة الخال وأجنحة الخلخال، ونبيه الوعود بالقبل..

إهدلي بما شئتِ من الهوى

وما يتلو ثغرك من كرم التراتيل

أمطريني بوابل الشهد..

فما بعد ثغركِ من زمزم، غير بئر يوسف واليباب

وما بعد شفتيك من زلزال تعرّش في رضاب الحكايا

أنا، أختض كقلب زاجل يبرد، والدفء في صدرك مرجل

أهو الخوف أم العشق أم الكره فيما تعرفيه..؟

إكرهيني بقدر ما يحمل الحب من كرهٍ!؟

القلب سلا طعم اللمسات..

والعشق نسي أن يهتف بالجرار!!

سمِّه ما شئتِ، لكنني أرفرف تحت جنحك قلبا.. لا تنازعه الغصون

غضارة الشوق

تقربي الي..

واخاف على ثوبك من جمار تنرجسي

وتعرفيني :

أحتلم بكِ.. بمحض الصورة، فكيف سيتحملني اللقاء..؟

كوني قهوتي الساخنة، لأتشظى على فنجانك.. ثغورا وأنفاس كؤوس وآراجيل..

فأنا..

قبلات، وآهات، وآغان، ومواعيد.. ولا أنتظر..

 

01/02/2011

ترجمتها للانجليزية/ حرير و ذهب (إنعام) الولايات المتحدة

http://goldenpoems.wetpaint.com/

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1775 الأربعاء 01/ 06 /2011)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم