صحيفة المثقف

المبدع حين يرتضي دور الهزأة .. / سلام كاظم فرج

يتقمصونه للفت الأنظار إلى ذواتهم انطلاقا من شعور كامن بالضعة ..

ولسنا بصدد البحث عن الأسباب الكامنة التي تدعو مثقفا يمتلك بعض موهبة الى تخريب موقع آواه ورعاه وقدمه للقراء بأكثر مما يستحق . بل بصدد البحث عن ظاهرة المثقف المخرب الناكر للجميل..

بالتأكيد سنظلم الحطيئة (الدكتور مصطفى جواد يقترح (الحطيأة) حين نقارن صاحبنا الذي غادر المثقف بنص يحفل بالمتهافت من الكلام به. فالحطيئة شاعر فحل. وصاحبنا مشروع شاعر موؤود..حين اتصل بصحيفة المثقف بدأها بمقالة كان نصيبها الحجب لما تضمنته من مقذع القول للموقع الذي غادره وكل كتابه..والمثقف اختطت لنفسها سياسة تتجنب الإساءة إلى زملاء المهنة مهما اختلفنا معهم أو تقاطعت مبادئنا مع مبادئهم..

وحين تداولنا بشأنه اقترحت على الأستاذ ماجد الغرباوي أن نمنحه فرصة التعبير عن موهبته وترويض ما يمكن ترويضه في نفسيته المجبولة على المشاكسة... وقلت بالنص ربما هي روح متمردة ولتمردها مبررات.... فلنزرع الورد في طريقها لكي نثبت لها أن العالم بخير..وأن الصحيفة يمكن لها أن تكون بيته الذي يجد عنده الدفء والاستقرار.. وان نلقي الورود في طريق الجاحدين أفضل من أن نلعنهم ونحاربهم فنظلمهم مثلما ظلمهم  المجتمع وزرع فيهم هذه الخصال المدمرة لذواتهم قبل أن تكون مدمرة للآخرين...

 ودخل الرجل بكل قوة يكتب وينتقد ويشاكس.. وكانت ترد للصحيفة عشرات الرسائل تنتقد وجود هكذا مشاكس في صحيفة رصينة. فكان جوابنا أن لغريبي الأطوار مكانتهم أيضا فتحملوه انطلاقا من ديمقراطية الثقافة.. وقدمت نصوصه على طاولة النقد ووجدت صدى طيبا لدينا..

 لكنه أبى إلا أن يتقمص دور الهزأة.. يشتم نفسه تارة ويشاكس الأقلام الرفيعة تارة أخرى. (ويخاطب كبار النقاد والتشكيليين بلغة متعالية كأنهم تلاميذه.).. حتى بلغ به الامر الاستهانة بنزاهة الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم.. مفضلا عليه الملكة اليزابث!! وقصر اليزابث. جاهلا ان ملكة بريطانيا وشعبها ما وصلوا الى هذا الرقي لولا بحر من الدموع والتضحيات ليست اقل من تضحية كريم قاسم . وسفر طاسه وغرفته المتواضعة)..( ومع ذلك كنا ننشر كل آرائه حتى المتعسف منها عملا بحرية النشر. والمضحك انه يتهم المثقف بالطائفية الشيعية ومجاملة المحتل !!!). وكنت أجيب على من يسأل عن السر في احترام من لا يحترم  الآخر.. أنها الديمقراطية. وأدعو لمن يحتج على مشاكساته إلى إجابته بما يليق.. وعلى تورياته .. مواجهته بتوريات مناسبة.. كل ذلك يدخل في باب تعميق حيوية النقاشات البناءة..

وكنت أصر على حماية تعليقاته من الحجب.. حتى وإن تجاوزت الحدود سيما حول نصوصي ونصوص أصدقائي المقربين.. بعضهم تفهم ذلك كالشاعر السماوي الكبير . وبعضهم لم يخف امتعاضه مني ومن صاحبي (المجنون)..

 وكنت أقول مثلما إن لكل حارة مجنونها.. فليكن هذا السيد مجنون الصحيفة . ولنتحمله. وكنت انتظر منه أن يكون بهلول الموقع الذي يقول ما لايسمح وقارنا قوله.. ولم أكن التفت إلى انه لم يفرط بدوره كهزأة حتى فاجأ الموقع بنص غاية في الإسفاف وقلة المروءة..فتذكرت الحطيأة ولا قياس.. وتذكرت بروتس ولا قياس..

 فكانت تجربة مرة مضحكة مبكية. لكنها بالتأكيد لن تكون درسا مفيدا لنا.. فقد آلينا على انفسنا. أن نزرع الورد في طريق الأبرار والجاحدين. .. ومن يزرع الورد.. لابد أن ينتظر الأشواك أيضا.. ومن ينتظر الشوك فليتقبل بعض دم على أنامله. وما أجمله من دم..

 

سلام  كاظم فرج

صحيفة المثقف

15 – 2 - 2012

 

تنويه

هذه المادة غير مشمولة بالتعليقات، فيرجى من الجميع مراعاة ذلك وشكرا

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2030الثلاثاء 14 / 02 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم