الرئيسية

طارق الكناني: حكم الابرقيچية وضياع الميزانية

tariq alkinaniكان الزعيم الهمشري الأوحد عبد الكريم قاسم قد ابتلي بمشكلتين الأولى أن أهل السنة حسبوه على الشيعة فهم لا يثقون به والشيعة وأقصد علماؤهم حسبوه على الشيوعيين ووقفوا ضده والمسكين قد أضاع مثلما يقال عندنا (المشيتين) ولكنهم لم يختلفوا على نزاهته فهو والحق يقال نزيه جداً .... حدث أن طلبت منه أوقاف السنّة أن يوظف العاملين بالمساجد من علماء وأئمة الجوامع والخدم الذي يقومون بخدمة الجوامع فاستجاب لهم وكان من بين هذه الوظائف وظيفة أطلق عليها تسمية (الإبريقچي) ... والإبريقچي هذا هو الشخص الذي يملأ الأباريق بالماء ويقدمها للمصلين الذين يريدون الوضوء وهذا ليس موضوعنا ... ولكن الزعيم أراد أن يتعامل مع القضية بموازنة حقيقية عندما قام بتعيين هؤلاء الناس صار لزاماً عليه أن يقوم بتعيين ما يقاربهم بالعدد من الشيعة فأختار من المشايخ المعممين لتعيينهم في سلك التعليم وهنا حصلت الكارثة، حيث قام كل من هب ودب بلبس العمامة ، فكان مستواهم العلمي على درجات متفاوتة ،فمنهم ما يوازي مستوى العلماء والفقهاء ومنهم مستوى وسط ومنهم مادون مستوى الابريقچي هذا ،والمهم كان من ضمن هؤلاء شخص معمم من النوع الأخير فهو دون الابريقچي بكثير ، وتم تعيين هذا الابريقچي عفواً المعمم كمعلم في مدرسة الفلاّح الابتدائية في منطقة (الجرية )أو الحسينية في كربلاء.... ومن طرائف ما فعل هذا الرجل ....

جاء في أحد الأيام إلى المدرسة حزيناً فسأله الطلبة عما جرى له فقال لهم أن الأم هي أصل الحنان وعندما تموت يفقد الأولاد حنانها ويبقون يتامى بدونها أليس كذلك يا أولاد فقال التلاميذ بأجمعهم نعم أستاذ ...فقال لهم لقد ماتت بالأمس دجاجتي وتركت سبعة كتاكيت يتامى وبقوا هؤلاء الكتاكيت يبكون على أمهم فهل تقبلون يا أولاد فصاحوا بأجمعهم لا أستاذ ولهذا السبب أنا أريد أمّاً لهذه للكتاكيت لعلهم يسكتون ويكفون عن البكاء ....

وفي اليوم التالي تفاجأ المدير بسرب من الدجاج بمختلف الألوان والإشكال منها (ورد الباگلة ومنها الدجاجة السوداء والكلب الصغير ومنها الصفراء فاقع لونها يسر الناظرين) وغيرها من الأشكال والمدير مستغرب لهذه العملية ... فسأل الطلبة لمن هذا الدجاج ...فقالوا بأجمعهم للأستاذ فلان .... لقد ماتت دجاجته .... وكتاكيتها يتامى...

لقد قام اليوم هؤلاء الإبريقچية بالسيطرة على العراق ولم يعد أحدهم يكتفي بالعمل في المسجد أو المدرسة فهم اليوم يديرون البلد على طريقتهم القديمة التي تدر عليهم بكل أنواع وألوان الدجاج البيّاض منه والخاص باللحوم

(لا وچماله يجيلك واحد يگول زوج معمم ولك هو اكو أنغل منهم)......