الرئيسية

طارق الكناني: أضواء على كتاب دعاة السراة: اختطاف جغرافية الأنبياء

tariq alkinaniلقد كان الباحث جريئا في طرحه وهو من الجيل المجدد الذي يُخضِعْ كل الوقائع التاريخية للمحاكمة مستخدما شتى العلوم منها علم التاريخ والجغرافية والميثروبولوجيا والفقه وعلوم التفسير وعلم الإجتماع وعلم اللغات موظفا هذه الحزمة الهائلة من العلوم للوصول إلى حقيقة تأريخية مجردة عن كل الشوائب التي أحيطت بالتاريخ القديم عند كتابته والحقيقة هؤلاء الباحثون ممن ينعقد عليهم الأمل في إستخلاص تأريخ حقيقي للإنسانية خالٍ من الأغراض التي تصب لصالح جهة معينة سواء كانت أغراض عرقية أو طائفية والتي تروم من خلال هذا التزوير تحقيق أغراض سياسية وإجتماعية ودينية على المدى البعيد من خلال فرض إيحاءات مجتمعية معينة تتخذ عبر أجيال من التداول حيزاً كبيراً في الفكر الجمعي للمجتمعات وتعتبر من المسلمات التأريخية لا تقبل النقاش وكما تدافع عنها الأجيال المتعاقبة بإعتبارها إرث حضاري راسخ وقديم ولا يمكن مناقشته، وهذا جيل قد عبر كل الخطوط الحمراء التي إختطتها المجتمعات القديمة بل وتجاوزها إلى أن قرع كل أبواب الكهوف التي كانت ملاذاً لهؤلاء المزورين وقرع على مسامعهم أبواب الحقيقة التي أرادوا أن يطمسوها وأذكر للتأريخ هنا أيضا صديقي الباحث الدكتور (علي عنبر السعدي) أستاذ علم الإجتماع، والمحقق (نجاح الطائي) ولهم مصنفات كثيرة في هذه التحقيقات التأريخية لا تقل شأناً عن الكتاب الذي بين أيدينا بل توازيه بالمضمون والإتجاه وغالباً ما يتعرض هؤلاء الباحثين للنقد الشديد وقد يتخذ طابع العنف كما كان يحدث للبروفسور الراحل (الدكتور علي الوردي) وبالرغم من أن بحوثه كانت إجتماعية صرفة إلا أنها كانت تمس الثوابت التأريخية والمسلمات الأكيدة لدى المجتمع ....

ويحسب للباحث أيضاً بالإضافة إلى هذا الجهد المضني دقة المعلومة التأريخية والرجوع إلى المخطوطات القديمة والخرائط ومتابعته الدقيقة لكل المفردات التي وردت في مصادر البحث بما فيها (القرآن الكريم) –للمرة الأولى يتم الاعتماد على القرآن كمصدر تأريخي- كما وأن اعتماده الكبير على القرآن كمصدر حقيقي في البحث أعطى بحثه جانباً كبيراً من المقبولية ولو أنه سيعرضه لهجوم البعض من المفسرين وطلبة العلم الذين درجوا على إعتبار كتب الأحاديث والسير والتفاسير هي خط موازي للقرآن، علماً بأنها كتبت في القرن الثالث الهجري وكلنا يعرف أن الأحاديث والسنة النبوية قد تم حرقها في زمن الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق (رض) ولا نعرف من أشار عليه بهذه الفكرة التي أضاعت الكثير من الإرث الحضاري للإسلام ولو كانت موجودة على حالها لأطلعنا على الكثير من الحقائق التي لا نجد اليوم لها أي تفسير وبقينا نخبط بها خبط عشواء ومن المرجح كانت هناك أقوام من اليهود دخلوا الإسلام لأغراض غير خافية على المتتبع اللبيب حيث بدأ هؤلاء بإدراج الكثير من الإسرائيليات في كتب الأحاديث وكان العرب حديثي عهد بالديانات السماوية فهم يسلمون بهذه الأمور -وكما درجوا- إلى اليهود دون قيد أو شرط فأشخاص مثل تميم الداري وإبن سلام وكعب الأحبار وغيرهم كان لهم القدح المعلى في وضع الأحاديث المستقاة من الإسرائيليات والتي لم ترد فيها تفاصيل في القرآن الكريم وأغلب الظن أن من فصيلة هؤلاء القوم هناك ممن أشار على الخليفة بحرق هذه الأحاديث وألصقت فيما بعد بـ (عمر بن الخطاب) (رض) كما قام الفاتحون بحرق مكتبة الإسكندرية ولا نعرف من أشار على الخليفة الراشدي الثاني (عمر بن الخطاب)(رض) بحرقها حيث كان الرجل لا يتصرف دون إستشارة الصحابة وله مواقف كثيرة في هذا الشأن ولا نعرف على وجه التحديد من كان المشير عليه في حرقها ولكنها أحرقت وضاع معها الكثير من العلم والتاريخ .....

ونحن هنا لسنا بصدد تقييم هذا الباحث الكبير فهو أكبر من رأينا فيه حتماً ولكننا نسجل احترامنا وتقديرنا لبحثه العلمي الدقيق الذي سيحدث فرقاً كبيراً على صعيد التنقيب والبحث في ظواهر تاريخية كثيرة سكتوا عنها المؤرخين أو أفتوا بما ليس لهم به علم وأذكر منها الرأي القائل (بأن آدم كان يزوج أبناءه من بناته وأن سبب اختلاف قابيل وهابيل وقتل الأول لأخيه كان بسبب جمال زوجته) والحقيقة كلما أقرأ هذه الرواية أستغرق بالضحك لحد الإغماء ، وأذكر أن هناك أستاذا كان يدرسنا مادة الثقافة القومية في المرحلة الجامعية وهو مازال حياً يرزق وهو الآن من أصدقائي ...كان هذا الأستاذ يسهب في ذكر التأريخ وغالبا ما كنت أناقشه في هذا الصدد وربما أختلف معه وهو يتقبل النقاش وكان على مستوى عالٍ من الخلق حتى جاء يوماً على ذكر هذه الواقعة فما كان مني إلا أن إستغرقت في الضحك وبشدة الأمر الذي جعله يبهت ويتوقف عن إكمال محاضرته فسألني عن هذا التصرف ولماذا فعلت هذا الشيء...

فأعتذرت منه وطلبت السماح حيث أني لم أتمالك نفسي من الضحك وقلت له لا أتصور إن هذه البشرية جمعاء هي من أولاد زنى فكيف يخرج الله أنبياءه ورسله من أصلاب غير طاهرة وأرحام غير طاهرة وأشرت له بأحاديث وآيات تخالف ما ذهب إليه هؤلاء القوم في تحديد طرق تكاثر النوع الإنساني وهل عجز الله أن يخلق لهم من أنفسهم أزواجا ليسكنوا إليها كما وإن هناك روايات كثيرة تشير إلى أن هناك خلق من البشر قبل أبونا آدم وفي رواية الإمام جعفر بن محمد(ع) يقول كان قبل آدمكم هذا ألف ألف ادم فقلت له كيف تسلم بهذا الأمر وأنت الباحث اللبيب ..... والحق يقال أن الرجل أعاد الكثير من حساباته بعدها ....

 

الكتاب:

في المقدمة : كانت هناك عدة تساؤلات للباحث طرحها على لسان عدة مفكرين عرب ويهود وغيرهم حول الإرث الثقافي للأمم الغابرة كالفرس والكلدان والآشوريين وغيرهم من الأقوام ولماذا وصل إلينا علم اليونان فقط ، وهل كان هذا بفعل فاعل أم محض صدفة ....وأنا أيضاً أتساءل على ماذا أعتمد علم اليونانيين هل كان علمهم هو البداية أم أعتمدوا على ألأمم التي سبقتهم وذكرناها .....

وكذلك يسوق الكاتب مقدمة جميلة ومقارنة لطيفة لا يخفى على القارئ أهميتها ويخلص إلى كمية الكذابة التي جاءت على حديث الرسول (ص) بعد أن أعياهم التحريف في كتاب الله وكذلك إستغلال النصوص القرآنية وتفسيرها حسب الأهواء....

كقارئ نهم للتاريخ فأنا أعترف بأن الكتاب اختطفني كما (أختطف الجغرافية) فتتبعت كل كلمة أوردها الباحث بشكل دقيق إبتداءً من المقدمة وحتى الصفحة (150) في اليوم الأول حيث عكفت عليه أدرسه ولست أقرأه فقط وقد حال إنهيار النظام في الكومبيوتر من إتمام عملية القراءة ولكن بالرغم من ذلك فقد أوقفنا الباحث على حقائق مذهلة سجلت له السبق في الكشف عن تزييف كبير في الجغرافية التأريخية وقد أعزى الباحث هذا التزوير الهائل الذي حدث في الجانب الجغرافي لعدة عوامل منها:

1. عوامل عقائدية :يراد من خلالها إثبات بعض الأكاذيب وترسيخها بالفكر الجمعي للمجتمعات المستهدفة وخصوصاً اليهود الذين كانوا وما يزالون لحد اللحظة يبتكرون الأشياء في سبيل تزوير التاريخ فهم يحاولون تدمير كل الآثار الحقيقية التي تفضح أكاذيبهم ونلاحظ الآن ما يجري بالعراق وسوريا من استهداف واضح لكل الكنوز الأثرية وتدميرها بغية طمس الحقائق وقطع الطريق أمام الباحثين لإستخلاصها من خلال الدراسة الموضوعية لهذه الآثار.

2. عوامل جغرافية: فهم من خلال هذا التزوير أثبتوا لهم حقوقاً جغرافية من خلال تأثيرهم بالفكر الجمعي العالمي وجعل رواياتهم من المسلمات التي لا يناقشها الباحثين مما أدى إلى خلق كيانات مصطنعة إستناداً لهذا الحق التاريخي المزعوم....

3. عوامل إجتماعية: وهي فرض بعض النظريات العنصرية التي تتيح لهم التسيد والتسلط من خلال هذه النظريات التأريخية .

4. عوامل إقتصادية :لا يخفى على المتتبع والباحث أن البنى التحتية للبلدان هي من مرتكزات البناء والنهوض وتسعى الدول الإستعمارية والدوائر الصهيونية من خلال فرض هذه النظريات للحصول على مكاسب إقتصادية كبيرة وذلك من خلال ترويج للسياحة الدينية واثبات حقوق تأريخية والإستحواذ على الموارد الطبيعية التي تختزنها تلك الأراضي ، ففي موضوع كتابنا هذا يتبين الدور اليهودي في تهويد مصر والعراق وسوريا وجعلها مركزاً رئيسياً لإنطلاق الديانة اليهودية في العالم مما يثبت لهم حق السيطرة على أماكن عديدة في هذه الرقعة الجغرافية وجاء ذلك نتيجة رسم خط سير مزيف للمسيرة اليهودية ونزوحهم من (مصر فرعون) وصولاً إلى أرض الميعاد كما يدعون ويرسمون خط سير الخليل إبراهيم من العراق نزولاً إلى الشام ....

5. إن الحقائق التي أفرزتها نتائج البحث جعلت الكثير من المسلمات التأريخية تتهاوى وتصبح غير ذات قيمة مما يتطلب من المؤرخين والباحثين إعادة النظر في الكثير من المسلمات التي تصافقوا عليها منذ البدء ولحد الآن.

6. إن تغيير خط السير كان متعمداً لإخفاء قيمة بعض البلدان التي وقعت فيها الأحداث وذلك لعدم أهميتها الإستراتيجية لهم فهم في المنظور البعيد لا تمثل لهم هذه البلدان عمقا إستراتيجياً من ناحية إقتصادية أولاً لإفتقارها للموارد التي يطمحون بالحصول عليها أو تكون ممرات إستراتيجية يمكنهم إستغلالها للسيطرة على حركة الملاحة الدولية وبالتالي التحكم بالتجارة الدولية .

أما أنا ما لدي من أسئلة حول ما ورد بالكتاب فأوردها كالآتي:-

1. أن مكة هي لاشك تعتبر من أقدس الأماكن لدى العرب في الجاهلية وإستمرت هذه الحالة في الإسلام وهذا نابع من خزين الفكر الجمعي للمجتمع العربي والأقوام المحيطة بهم من قدسية هذه المنطقة وكما أكد هذا الفكر الجمعي لدى هؤلاء القوم هو ما ورد على لسان الرهبان ورجال الكنيسة من اليهود والنصارى وتنبؤاتهم بمبعث أنبياء في هذه البقعة (الحجاز) سواء كانت بمكة أو بالمدينة وهناك روايات عديدة ترد بهذا الخصوص...وما أريد قوله إن إبراهيم كان قد خاطب ربه (ربي إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) كان هذا قبل بناء البيت بعقود من الزمن وهو يعرف قدسية هذا المكان ولكنه لم يكن يسكن فيه وإلا فما معنى خطابه السابق.

2. أن الاعتماد على ما ورد بالقرآن بقدر ما أفاد البحث وضعه أمام عدة تساؤلات فأنا لدي تساؤلات اعتمدت فيها على ما ورد في القرآن وعلى ما ورد في الأحاديث الصحيحة التي لا أشك بمتونها وإسنادها... لقد ورد في سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) .لم يذكر لنا الكاتب أين يقع هذا المسجد الذي بارك حوله الله .....هل هو بيت المقدس أم الذي موجود هو تيمناً بالمسجد الأصلي كما أخبرنا الكاتب...

3. أن عميلة الإغراق في قضية التيمن كانت تؤثر على مجريات البحث وتسقط الكثير من الحقائق الموجودة على الأرض فهناك أماكن عديدة مقدسة عند الله غير هذه البقعة وردت بها روايات عديدة مثل نينوى الأصل ونينوى التي سميت بها تيمناً والتي اتخذت منها الحضارات القديمة عاصمة وأعطيت نفس الاسم المقدس ل (نينوى) الأصل والتي كان يحج إليها الكثير من الأقوام وخصوصاً الأكاديون وكما أطلقت عليها العديد من الأسماء منها (كربائيلو) أي بيت الرب وهي ما يطلق عليها الآن (كربلاء) وكذلك وادي السلام حيث يعتقد بعض المؤرخين أنه هو الوادي المقدس طوى لا كما ذهب الباحث وبيت إدريس في منطقة السهلة (بالكوفة) مازال الناس يتخذونه مسجداً ولذلك نجد قبور الأنبياء مازالت شاخصة في هذه البقاع حيث هناك قبور (24) نبي ممن ورد ذكرهم بالقرآن الكريم وهناك أكثر من هذا العدد ممن لم يرد ذكرهم وكما ورد عن طريق الحديث عندما ذهب الرسول إلى الطائف ولقي ما لقي من أهلها ومن سوء إستقبال ولما جاءه غلام عتبة وشيبة وهو نصراني وإسمه عدّاس فقال له الرسول الأعظم قال من بلد الرجل الصالح يونس بن متى .

4. توجد بين أيدينا روايات عديدة بموضع دفن آدم عليه السلام ونوح عليه السلام في (النجف الأشرف) وهي روايات معتبرة السند والمتن عن علي بن أبي طالب (ع) في منطقة الغريّين وهي موضع دفنه عليه السلام وكما ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق في الزيارة المعتبرة (السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح) والله اعلم.

5. يعتقد بعض المؤرخين أن ظاهر النجف والجبل الذي هو مطلٌّ الآن على بحر النجف هي منطقة التيه ومازال يطلقون عليه إسم الطور وهو موجود ضمن أحاديث معتبرة كيف غفل عنها الباحث وهناك الكثير من الروايات تقول أن المكان القصي الذي انتبذته مريم هو كربلاء وقد شهدت بنفسي جذوع لنخلات يطلق عليها العوام نخيلات (مريم) وبإسناد لا بأس به...

6. أن الأرض تغيّر طبوغرافيتها بإستمرار فمثلا هناك بحار قد جفت وهناك انهار قد غيرت مجراها عبر العصور عدة مرات فمثلاً (بحر النجف ) قد جف منذ فترة طويلة ولكن مازالت آثاره باقية إلى اليوم وكذلك الفرات قد غير مجراه مرات عديدة وهذا لا يعني عدم صحة الروايات التي تحدث عنها العلماء في تلك الفترات والباحث ذكر قسماً من هذه الروايات .

7. كما وأن هناك آثار مازالت إلى اليوم ماثلة في بابل يطلق عليها آثار النمرود وكذلك الموضع الذي ولد فيه إبراهيم . كل هذه الأمور لا يمكن تجاوزها وإنكارها .

8. أن كنانة من نسل إسماعيل عليه السلام ولا وجود له في حياة إبراهيم .(قد يكون إجابته بأن هناك كنانة قبل حفيد إسماعيل صحيحة) ولكنها غير مسندة بدليل مادي يمكن الركون إليه حيث لم يرد في كتب الأنساب ذكر لقبائل كنانة قبل إبراهيم ليت الكاتب أوقفنا على هذه المصادر.

9. أن اللغة السريانية التي يتحدث بها إبراهيم عليه السلام هي من ضمن اللغات الشرقية المتحدرة من اللغة العربية حيث يعتبر علماء اللغة في العالم أن (العربية ) هي اللغة رقم (1) أو اللغة الابتدائية وعنها أخذت اللاتينية وعن اللاتينية أخذت الانكليزية والفرنسية والألمانية (الباحث الدكتور رشيد بن عيسى في لقائي معه تم نشره في صحيفة الحقيقة في العراق) . فليس من المستغرب تداولها في المنطقة التي تحيط بجزيرة العرب .

10. وادي حوران وادي يبلغ طوله عشرات الكيلومترات يبدأ من مدينة الرمادي وينتهي بمدينة السماوة العراقية وهو يفصل العراق عن السعودية ويشطر مدينة (جديدة عرعر) إلى شطرين شطر عراقي وشطر سعودي وهو وادي كبير تتخذ منه السيول ممراً لها وتصب في بحيرة ساوه العراقية واندثر جزء كبير منه حيث بقي الاتصال ببحيرة ساوه عبر المياه الجوفية المتأتية من هذا الوادي والذي يزور هذه البحيرة الكبيرة لا يجد أي مصب للمياه فيها والحقيقة إن الينابيع هي التي تغذي هذه البحيرة الصحراوية ....أنا استغرب كيف لم يرد ذكر هذا الوادي في البحث؟

11. لو كان هناك أنهاراً كبيرة كما يذكر الباحث في الدرعية أو الرياض حالياً لماذا لا نرى سدوداً أو آثاراً لهذه السدود كما في اليمن المتاخمة لنجد أي بمعنى أن الإنسان الذي يسكن هذه الأرض ذو خبرة ودراية كافية في بناء السدود وله تجارب كبيرة بها؟ أنا اعتقد أن هذه الأخاديد التي تحدث عنها الباحث هي ممرات مائية للسيول التي تحدث في الصحراء وكما هو معروف عنها ففي صحراء كربلاء الممتدة إلى السعودية نجد مثل هذه الأخاديد الكثير في منطقة الصفاويات والشعيب وغيرها....

12. كشفت دائرة المستعمرات البريطانية قبل مدة قصيرة لا تتجاوز الأشهر عن خرائط العراق التي تعود للعهد العثماني حيث كشفت هذه الخرائط أن الكويت والمنطقة الشرقية الإحساء والقطيف وحفر الباطن والبحرين وعبادان والأهواز والمحمرة وغيرها من إقليم عربستان هي عراقية تم إقتطاعها في معاهدة سايكس بيكو وهذا يعني أن الأحداث التي ذكرها الباحث هي مازالت في العراق .....

13. لقد أجاب البحث عن كثير من تساؤلاتي حين قرأت التأريخ ففي تأريخ الطبري وابن الأثير وإبن كثير كنت أمر على أسماء عربية لملوك وفراعنة مثل سنان بن الأشل بن عبيد وقابوس وغيرهم ولا أجد هناك إرتباط بين ما يذكره المخزون التأريخي العالمي من أسماء لملوك القبط وهذه الأسماء.

14. إن عملية طي الأرض كانت خاصية لكثير من الأنبياء والأوصياء بل وإزدادت أكثر في ملك سليمان وكما ذكر الله عزوجل بالقرآن وكذلك علّموا حتى منطق بقية المخلوقات وكان تسخير الرياح له ولجيشه وتسخير الشياطين، هذا كان أيضاً لخاتم الأنبياء حيث أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ولحكمة إلهية فأن الله لايحرم أنبياءه من هذه الخواص بل هناك أناس عاديين وكما ورد بكتب الحديث كانت لهم هذه الكرامات فلا غرابة في سرعة التنقل والانتقال .

 يبقى البحث رائداً في مجال الاختصاص وينم عن جهد حقيقي تم بذله من قبل الباحث ويعتبر مرجعاً أثرى به المكتبة العربية ومنطلقاً لكل الباحثين في هذا المضمار ...علاوة على كونه بحث علمي شيق فيه من المفاجآت التأريخية المبنية على الكثير من الأسس العلمية .