صحيفة المثقف

القدس عروس عروبتكم...!

khadom almosawiهذه الايام يوزع عبر وسائل التواصل الاجتماعي الواسعة الانتشار، شريطا فيديو، من فلسطين المحتلة. هذان الشريطان يحكيان القصة، وارض المقدس تتعرض لابشع اساليب التنكيل والقمع والتهويد والتوحش .. ويذكران بقصيدة الشاعر الكبير مظفر النواب، التي تتكرر ابياتها كل يوم، القدس تنتهك حرماتها وما زال من يدعي حمايتها وخدمتها مشغولا بغلمانه ومحظياته في قصوره الموزعة قرب البحار والمحيطات المحادة للوطن العربي الصامت، المتفرج، المحرج، المخجل...

امر محير فعلا ماذا حل بهذه الامة؟ وما اصابها ومتى تعيد لتلك الايام مجدها، حين كانت اكف شبابها تهز الدول وتهزم الامبراطوريات. انها ماساة او كارثة او نكبة متجددة. كررنا كثيرا اغنية او انشودة جوليا بطرس الشهيرة بشأنها.

الشريط الاول لشاب من القدس يستصرخ الضمائر، ينادي من بين دموعه المنسكبة من ينتظره، هو وصحبه المعدودين، ان ينتفض ويتصدى لالة العدوان المنفلت، ويشرح وقائع الحال، "لم نبق غير افراد، وها نحن نتحدى وحدنا، اذا اغلق العدو ابواب القدس القديمة علينا لم يبق بايدينا امر يرده، ورغم ذلك وعدنا كثيرا ولم نحصل بعد، حسبنا الله ونعم الوكيل". ويكفكف الشاب دموعه بعزم الانتصار وارادة المواجهة..

والشريط الثاني لطفلة فلسطينية، تطالب الحكام الذين وقفوا على ابواب غرفتها ينتظرون صرختها.. ان يعيروا الفلسطينيين مدافعهم ليوم لا مدامعهم.. وتناشد اخوة الاسلام بعبارات موجعة، وتسأل اذا سمع السؤال اليوم في دوامة مشاغل من ينتصر على اخيه العربي والمسلم ومن يدفع من ميزانية او صندوق الاجيال كما سموه كل مدخراته،  او ما يقرب من خمسمائة مليار دولار لشراء الاسلحة والحماية والتواطؤ وخيبة المآل، او من يقمع حراكا شعبيا مطلبيا ويسجن ابناء شعبه لراي او احتجاج وآلة اعلامه التضليلية تصرخ باتهامات بعضهم لبعضهم.. ما اخسهم وما اردأهم؟!

القدس عروس عروبتكم.. هل بقيت كذلك؟ متى تشعرون بكرامتكم وتحسون بمكانكم وتنتبهون لمصيركم؟!.

تواصل الطفلة صرختها؛ اعيرونا .. اعيرونا .. اعيرونا مدافعكم.. اعيرونا ولو شيئا ندافع فيه عن الاقصى.. اتنتظرون ان يمحى وجود المسجد الاقصى وان نمحى. وتواصل نشيدها ببراءة الطفولة وقسوة الواقع.. وتذكر بالمحرمات التي انتهكت والمعالم التي نسفت والمساجد التي هدمت والشهامة التي قتلت والكرامة التي ديست امام عيون الجميع وخصوصاً المذكورين في قصيدة النواب.. ولتختم مطالبة باخبارها: متى تغضب.. متى تغضب.

 

كاظم الموسوي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم