صحيفة المثقف

قضية المرأة بحاجة للوعي أكثر من حاجتها للنضال

المهدي بسطيليلا شك أن قضية المرأة بالمجتمعات المغاربية اليوم، بدأت تتضح معالمها في الدفاع عن حقها المشروع وإتباث قدرتها على الفعل وإحداث التغير الإيجابي، إلا أنها تجد دائما حيز التضييق على وجودها والرفض المجحف لفعاليتها، من خلال ثقافة إقصاء رسختها تقليدانية هذه المجتمعات والتي تعمل دائما على تصوير المرأة على أنها الحلقة الأضعف في الحياة .

وذلك أن الاختلافات بين الجنسين والتي يتخدها البعض مطية لهم، هي اختلافات اجتماعية بالأساس ويتعلق الأمر بمختلف أشكال التعليم الاجتماعي ومجموع الرموز والعلامات التي تتصل بها، والتي تتجه في النهاية إلى ترجمة وتجسيد مواقع الهيمنة سواء في السلطة أو الوضع الاجتماعي، والقيمي والثقافي واعتبار الاختلافات بين الجنسين اختلافات حتمية محددة بقوة الطبيعة تنتج علامات عملية ورموز، تشكل هوية المرأة وتضمن مفعول سلطويا هرميا وتراتبيا بين الجنسين.

ولعل التأمل في في مسألة المرأة بالمجتمع المغربي على الخصوص، يحيل على قواعد ضمنية مضمرة أخطر من ماهي معلنة، تساهم في تأطير وهيكلة العلاقات بين النساء والرجال وتحافظ عليها من خلال قنوات التنشئة الاجتماعية، عبر الممارسات والطقوس والعادات الهجينة التي نرعاها، والاستدعاء المجحف للنص الديني وتأويله في سياق إيديولوجي يكرس هذه الهيمنة .

نتجه اليوم للأسف ونصادف هذا التضييق المستمر والمجحف على الصورة المرأة المغربية، بهدف تكسير فعاليتها، والقول المستمر بهدف دسترة الصورة السلطوية ضد المرأة، ولا نتصور أبدا امتلاك هذه الأخيرة لسلطة وفاعلية تحكم وتؤطر سلطة الرجل حتى لو كان القانون يضمنها.

693 المغربأكتب الآن في سياق إنصاف المرأة المغربية، وخصوصا تلك التي أنجبت من خلال مسارها العلمي نخبة لهذا المجتمع، والحديث عن محاولات التضييق المتكررة على مسارها، وأقصد الأستاذة العزيزة "زينب صبيق" التي تشغل الآن منصب مديرة للثانوية الثأهيلية الجرف الأصفر بسيدي اسماعيل اقليم الجديدة، وكانت الأستاذة منذ بداية مشوارها الأكاديمي، أستاذة لمادة علوم الحياة والأرض بالسلك الإعدادي لتنتقل بعد ذلك كناظرة للمؤسسة، معلنة عن رغبتها في جعل الثانوية منفتحة على محيطها التربوي، وفاعلة في تخليق الحياة التربوية، وهو ما لمسناه منها كتلاميذ، علمتنا الأدب والأخلاق والأمل وسبل رسم المسار الناجح، والتأطير العلمي، والإنفتاح على المجال الثقافي والتنموي من خلال حرصها على تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية بالمؤسسة وتأطيرها بكل شغف.

ونحن اليوم ندين بشدة كل محاولات الإساءة لهذه المرأة المغربية قبل كل شيء، والتي أثبتت بجدارة طموحها العلمي والمعرفي في سبيل المنظومة التربوية، وفي سبيل أبناء المنطقة التي اعتبرتهم أبناء لها طيلة مسارها الذي يناهز الثلاثين سنة من العطاء، ولعل القول حتى وإن بلغ مداه لا ولن يفي السيدة حقها، ونحن نعلن بفخر تضامننا وإدانتنا لكل محاولات الإساءة للأستاذة العزيزة.

 

بقلم المهدي بسطيلي -  القنيطرة

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم