صحيفة المثقف

احلام اليقظة..

"نجاحك يعتمد على احلامك ليست الاحلام التي تراها في نومك وانما في اليقظة"..انيس منصور

حلم اليقظة: هو الخيال الذي يلجا اليه الانسان لتحقيق رغبة ما عجز الواقع عن تحقيقها، لذا يلجأ الانسان الى الركون الى واقع افتراضي يرسمه لنفسه لتحقيق حلم طالما تمنى ان يكون واقعا ملموسا، فهو اذن ليس حلما بالمعنى المادي الذي يتطلب نوما عميقا، وليس مرهونا بصدفة او حدث او مشاعر داخلية اختزنها عقله الباطن تأتي على شكل حلم ليلا، بل انه هدف يود تحقيقه وهو بكامل يقضته، بل ويصر على ذلك عن طريق التخيل واغراق نفسه بتفاصيل دقيقة يضعها هو وفق سيناريو اعده لهذا الغرض وتلك هي ادواته لتحقيق هدفه..

وبما ان حلم اليقظة يخضع لقوانين الحالم نفسه، فمعنى ذلك انه قد يكون من الممكن جدا ان يتحقق بناءا على رغبته وارادته واصراره الشديد على تحقيقه، بل ان كثيرا من الاهداف في حياتنا كانت عبارة عن احلام يقظة-امنيات-كنا نتمنى ان نصلها وقد وصلنا اليها فعلا بسعينا الدؤوب، وذلك بتذليل الصعاب وتسخير الظروف المحيطة بنا واستثمارها احسن استثمار للوصول الى الهدف المنشود..

انا شخصيا اعتبر ان اغلب الاهداف كانت امنيات مؤجلة ليس لها وجود وبالتخطيط الممنهج والارادة والاصرار تحققت وخرجت الى ارض الواقع، لذا فان حلم اليقظة عملة ذات وجهين:الاول تحقيق رغبة ما للوصول الى هدف معين واخراجه الى النور وهذه حالة صحية تعود بالخير على صاحبها عن طريق تسخير كل الظروف للوصول الى المراد، اما الوجه الثاني هو ان يبقى الانسان في دائرة الحلم يتمنى ويتخيل فقط، بل ويندب حظه ويعيش حالة من اللاوجود المستمر رسمها لنفسه ليهرب من واقعه، كأن يتخيل النجاح اذاكان فاشلا ، ويتخيل الغنى اذاكان فقيرا وهكذا، ويبقى متقوقعا بدائرة الوهم يجتر اوهامه ويعيش عليها وهذه حالة مرضية ارتضاها الانسان الضعيف لنفسه من شانها ان تكبله وتقضي عليه..

من كل هذا نصل الى حقيقة مفادها ان كل موضوع مهما كان صغيرا اوكبيرا يحتاج الى خطوة اولى وان خطوة الالف ميل تبدا بخطوة ومع صعوبة الخطوة الاولى لكنها تكون المفتاح الحقيقي وكلمة المرور للدخول الى العالم الذي اختاره الانسان لنفسه ليكون ناجحا، تلك الخطوة هي الحجر الاساس الذئ سيبني عليه مشروعه الذي طالما حلم به وهو يقظا متجاوزا بذلك المصاعب والمطبات واضعا قدميه على ارض صلبة وصولا الى هدفه..

وعليه فالانسان يجب ان يكون مدركا لحقيقة حلمه ، مصرا على تحقيقه ولو بعد حين..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم