صحيفة المثقف

مناظرات نقدية في الفلسفة والفكر

1303 علي محمد اليوسفالمقدمة: في مؤلفاتي الفلسفية والفكرية السابقة  كان الاسهام الاكبر في طبعها ونشرها دار غيداء الغراء وأكثر من دار نشر اردنية أدين لها بالامتنان والعرفان الجميل، تبّنت طباعة ونشر بعض مؤلفاتي القليلة العدد 12 مؤلفا، وكنت دائما ولاأزال بعد ظهور كتاب مطبوع لي أحمل هموم أني ربما كنت قصّرت في بعض مباحث وموضوعات الكتاب من أيفائها حقها من الرصانة الفكرية والمناقشة والحوارالهادف بما يرضيني ويرضي دار النشر وأخيرا القاريء الذي ما أن يكون الكتاب جاهزا للمطالعة في متناول يديه ، حتى يصبح هو مالكه الحقيقي بلا منازع في الحكم له أو عليه .

ودائما ما كنت أتعب نفسي كثيرا أن كان فاتتني بعض الافكارالتي لم أضمّنها الكتاب، أو وقعت في بعض الثغرات التي لا يخلو منها أي مطبوع فلسفي، كون الافكار والشروحات والنقد لأي كاتب يخوض غمار هذا المنحى الفلسفي الصعب لا تمتلك العصمة من بعض الاخطاء التي لا منجاة منها على مستوى كبار الفلاسفة العالميين، وأنجاز كتاب هو بمثابة بداية مشروع فكري لن يكتمل في مؤلف واحد وأكثر، ويكون محكوما بما يحظى به من أفكار جديدة يتوجب معها المقارنة والافادة والنقد ، ولا تكتمل الافكارالفلسفية في كتاب الا في غيرها معها أو ضدها.

هنا في مقدمة هذا الكتاب أود الاشارة الى بعض الملاحظات السريعة التي أجدها جديرة بالتأشير :

اولا: رغم أن تقييم جهد أي كاتب لمنجزه الفكري الثقافي هو من أختصاص غيره على قدر ما يستحقه جهده من أهتمام، وما يحمله من ثراء ثقافي يستحق الوقوف عنده وأنصافه بكلمة حق، لذا أجدني ملزما القول أن مواضيع هذا الكتاب الفلسفي فيها من الجهد الفلسفي المعّمق، وصعوبة المعالجة والحوار وتقليب الافكار في الطرح والمناقشة والنقد والتثبت ما يشكل لي أضافة نوعية جديدة لما سبق لي نشره في مؤلفاتي السابقة.

ومكمن التجديد المهم أني ناقشت في مواضيع هذا الكتاب أطروحات فلسفية لكبار الفلاسفة المشهورين من رواد تاريخ الفلسفة عالميا من أمثال مارتن هيدجر، ماكس شيلر، جون بول سارتر، عمانويل كانط،، نيقولاي هارتمان،هنري برجسون،وأدموند هوسرل وغيرهم.

ثانيا : أستطيع الجزم أني طيلة متابعاتي مباحث الفلسفة المترجمة الى العربية علي أيدي مفكرين عرب كبار لهم تاريخ طويل وباع كبير ممّيز في مجال الاهتمامات والمباحث الفلسفية، يغفلون عن مسألة هامة جوهرية أنهم يتغاضون ويجتنبون النقد لآراء فلاسفة غربيين أفكارهم في بلدانهم وغيربلدانهم هي محط نقد قاسي جدا من لدن فلاسفة ومفكرين غربيين أنفسهم، ونحن نخجل من ممارسة النقد في حده الادنى الواجب الضروري، ويكتفي مفكرونا بالعروض الفلسفية التي غالبا ما يتحاشون فيها حتى التفسير الذي لا يخرج عن المباحث الفلسفية الغربية المعرّبة نصّا دونما الاشارة العابرة الى مثالب وعيوب تلك النصوص والمؤلفات وثغراتها الفلسفية الفكرية ، ومن غير أهتمام أين موقعنا كثقافة عربية تريد أن تبني مشروعها الفكري والفلسفي والمعرفي الخاص بنا، أقولها بأسف أني أفتقدت الكثير مما يجب أن يقال من لدن كبار من الفلاسفة والمفكرين العرب المعاصرين الكفوئين أن يدلوا بدلوهم فيما ينير الطريق أمام أجيال قادمة، في أن يقوم التفلسف على النقد والتساؤل وعدم التسليم أن ما يردنا من أفكار فلسفية لا يطالها التقصير لا من قريب ولا من بعيد.

بموجز عبارة أضعها أمام جميع من  يمتلكون كل المؤهلات الفكرية والثقافية من فلاسفة ومفكرين عربا أننا لا نحتاج عروضا وشروحات تمجيدية لهذا الفيلسوف الاجنبي أو ذاك ولا أنتقادات تجريحية غير منصفة محايدة أيضا، من غير أن تمر آراؤهم الفلسفية في تناول نقدي موضوعي نزيه وفلترة فكرية حازمة، تعطي مفكرينا العرب قيمتهم الندّية أنهم أصحاب أرث ثقافي فلسفي حضاري عظيم لا يجعلنا تابعين غير مبدعين أمام أصحاب الفكر الفلسفي الاوربي العالمي المعاصر.

ثالثا وأخيرا:سيجد القاريء رغم جهدي الكبير الذي بذلته قدر المستطاع في جعل مواضيع ومباحث الكتاب ميسّرة ألفهم والاستيعاب  وأن لا تكون لغتها معقدة عصّية على الاستقبال والتوصيل للمتلقي المثقف.الا أن ضرورات البحث في القضايا الفلسفية تجعل الكاتب محكوما في لغة توازي وتتعامل مع أفكار فلاسفة عالميين كبار لهم بصمة فلسفية متعالية ، يتوجب بالكاتب العربي مجاراتهم بلغتهم الفلسفية وأسلوبهم المنطقي الفكري في نقدهم  كي لا يكون نقدنا وحوارنا لأفكارهم من السطحية التي لا تستوقف المثقف الحصيف العربي عندما يكون نقدنا متدنيا لا يرقى الى مواجهة المنقود بحصيلة فكرية مؤهلة قادرة على المواجهة والندّية.

لذا أجد من الضروري القول أن مواضيع الكتاب تتطلب صبرا ومطاولة من  القاريء المثقف الاحث عن المعرفة الفلسفية ، ومباحث الكتاب ليست في تلك الصعوبة التي غالبا ما نجدها في الترجمات العربية لموضوعات ومباحث فلسفية عصّية لكنها ليست سهلة لدى قاريء لا يمتلك خلفية ثقافية فلسفية ضرورية.

أخيرا كعادتي في مقدمات كتبي السابقة لن أتحدث عن تفاصيل محتويات الكتاب وأحرم القاريء متعة أكتشافها بنفسه ما يجعله قريبا من موضوعات الكتاب ليس كقاريء متلق بل كمثقف وناقد متمكن يمتلك أدوات ووسائل التقويم والفرز والتمحيص في أرساء ثقافة هي من نضح هويتنا العربية في مشروعها الفلسفي الواعد الذي أجد بوادر تبلوره واضحة في بلاد المغرب العربي والاردن ولبنان ودول الخليج التي تتكامل وتتكافل معها جهود الكتاب المفكرين والقراء العرب  معا في أنجاح مشروع فلسفي عربي ناجز.

..................

المحتويات

- فلسفة الحياة (1900 – 1950)

- هيدجر وميتافيزيقا الوجودية

- كانط  والمعطى القبلي للزمان والمكان

- ماكس شيلر.. العقل والمعرفة

- نيقولا هارتمان والوعي الانطولوجي

- الماهية والمعرفة في الفينامينالوجيا والوجودية

- الوجود في مدركات العقل والفكر واللغة

- فرويد واللاوعي

- كيف يعي الانسان ذاته ؟

- كلمات وحكم فلسفية في الحياة والوجود ج3

- ميتافيزيقا الموت في الفكر الفلسفي الغربي

- حقيقة الوجود في ادب سارتر

- شذرات فلسفية

- الفلسفة والشعر

- مداخلة في فلسفة الفن

- وهم نهاية التاريخ

- الخيال والطبيعة في الفن

- هويتنا اليوم

***

علي محمد الموصل /الموصل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم