صحيفة المثقف

تجلي الذاتية في نص: ردي لي روحي للسامية خليفة

تطالعنا الشاعرة سامية بنص شعري جديد، امتاز ها النص بانه كتب باسلوب استطيع ان اسميه المرثاة الغزليه، فهو نص ذاتي يقدم نفسه كاشفا عن الحالة النفسية للحبيب الذي يختطف الموت منه حبيبه، ويتركه في حالة من الذهول والاضطراب النفسي الذي يهيمن على الحياة ويدعه في متاهة دروبها، وهو تتملكه المشاعر المتوترة وتتلبسه الرؤى لتذهب به الى احلام اليقظة حيث يستيقظ الخيال ليساهم في شحن العواطف التي تزداد التهابا وهي تعيش في حضن المأساة، وعندم  طغى الحنين راحت تخاطب روحا مجهولة للمتلقي ولكنها معلومة للشاعرة التي هداها خيالها لاجتراح روح اخرى لها مستقلة في نفس الوقت عنها، لتكون رسولها الى الحبيب الغائب، تحملها رسالتها اليه، وهي تحذرها من فتحها لانها فيهاسر الموت واذا مافتحتها ستتحول الى دمعة حزن، ثم تختصر المسالة عبر تخيلها بانها بعد ان قبلته عبر الغياب تجد نفسها في حلم يقظة جميل تسافر اليه الى هناك الى نهاية المدى الى الافق الذي هوحد النهاية الممتد سياجا بيننا وبين النهاية، ومن حلم اليقظة الى الحلم حيث اسدال ستائر النسيان على الحزن فالحبيب سيعود كما يفعل دائما وهي تنتظره مع الامل بلقائه بشرفتها، لكن الواقع يابى الى ان يوقظها ليعيدها لواقعها، لتعلم ان الميت لايعود، وتسال نفسها سؤال جهل العارف كبف يعودالميت! وتنتفض على نسها لترفض واقعا يعاندها فهي تتحداه بحديث النفس، ترفض موته وتخاطب روحها وهي تدلل على صدقها عندما تضع يدها على قلبها تجس نبضه لتقول هذا هو هنا الشوق لازال طريا فانا اشتاقه واحن اليه فهو اقرب الي من حبل الوريد، وتسال روحها المستقلة بسؤال الحال كيف اجد روحي اليس هو روحي التي احيابها واتنفس حبا لاجلها، فماذا اكون لو لم اجد روحي اليس مايتبقى مني هوهذا الجسد الذي هو والصخر سواء،، وتعود لواقعها تفتش عمن يخرجها من سجن الوهم الذي وضعها داخل سجنه و قد صدا امفتاح لطول الزمن، وتلتفت في لحظة صحو لترفض ماهي فيه من وهم تمكن من الاستطان داخل ذهنها، فهو مشكلتها التي ضربت سرادقا في ذهنها ولم يعد بامكانها ان تتلمس الطريق لان كثافة الوهم تحجب عنها الحقيقة، فلاتجد في متاهتها سوى العود الى الحبيب الذي غادر الى ماوراء الافق وهو يغني، وهي تتوسله اليه ان يرد لها روحها بل يذهب بها الشوق بعيدا وهي تشعر وهما بانه يقيدها فتدعوه ليطلق سراحها لتطير اليه انها مما هي فيه تتمنى الموت، النص اكتنز صورا فنية رائعة ودلل على قدرة الشاعرة على رسم المشاعر والاحاسيس بالغربة والاغتراب، وهي تتكيء على  تلك العلاقة المنسجمة مابين تراكيبه اللغوية ومنحها قدرة البوح عما يعتمل في النفس.

 

احمد زكي الانباري

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم