صحيفة المثقف

فيروس الكورونا الجديد.. هل هناك داعي للقلق؟

محمد فتحي عبدالعالارتفاع الحرارة، سيلان الانف، عطاس وسعال، صداع وآلام في العضلات.. أعراض الكريب العادي التي يمكن أن تتطور إلى التهاب رئوي خطير ينتهي بالقصور التنفسي والصدمة الانتانية والوفاة جميعها أعراض قد تشير إلى هذا الفيروس الغامض فلا تتردد في مراجعة طبيبك أو أقرب مركز طبي منك.

سبّب ظهور سلالة جديدة خطيرة من فيروس كورونا (2019-nCoV) في مدينة ووهان الصينية ذعراً عالمياً، رغم أن حالات الاصابة خارج الصين ما زالت محدودة نسبياً، ولكن المشكلة أن لا شيء مؤكد حتى الآن بالنسبة لطريقة العدوى وحجم الوباء وامكانية العلاج. وحتى الآن يبدو أن حالات الوفاة التي سجلت هي لأشخاص متقدمين في العمر أو يشكون من مشاكل صحية تنفسية أو قلبية.

المرضى الأوائل الذين تم كشف المرض لديهم كانوا من عمّال أومرتادي سوق الجملة للمأكولات البحرية المحلية و الحيوانات الحية، مثل الدواجن والحمير والأغنام والخنازير والإبل والفئران والزواحف، والتي كثيراً ما يأكلها الناس نيئة. ويعتقد أن الثعابين هي المخزن الرئيسي والمصدر الأولي لهذا النوع من الفيروسات.

ينتمي الفيروس الجديد إلى عائلة فيروسات الكورونا التي تسبب حالات من الرشح العادي ونزلات البرد البسيطة، ولكنها ظهرت أيضاً من هذه العائلة سلالات من الكورونا الخطيرة ذات المنشأ الحيواني، يمكن أن تسبب أيضا أعراض خطيرة كالسارس الذي ظهر عام ٢٠٠٢وكورونا الشرق الأوسط الذي ينتقل من الجمال المصابة في منطقة الخليج العربي، والذي يمكن أن يتطور إلى شكل خطير قاتل.

الكورونا الجديد (2019-nCoV): سببه فيروس ينتقل من الحيوانات المصابة ويعتقد أنه يمكن أن ينتقل أيضاً من انسان لآخر عن طريق الرذاذ أو مفرزات الانف والعطاس والسعال ويكون الانتقال أثناء فترة حضانته أي قبل ظهور أعراض المرض على الحامل له مما يجعل الأمر أكثر صعوبة حيث يحمل المريض المرض وينشره دون أن يعلم  ويسود الاعتقاد الان أن فترة حضانة المريض والتي يحمل خلالها الفيروس دون أعراض تتراوح بين يوم واحد و١٤ يوما... وتشمل طرق انتقال العدوى من أنواع كورونا الأخرى الانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات في حالة الشك في تلوثها بالفيروس ومن ثم ملامسة الفم أو الأنف أو العين.

الحالة الأولى شخصت ليلة راس السنة في سوق غير مرخص للمأكولات البحرية والحيوانات البرية في مدينة ووهان بوسط الصين، والمعلومات حتى الآن تشير إلى١٣٠٠ شخص مصاب و٤١ حالة وفاة في الصين .. اصابتين في الولايات المتحدة لأشخاص قادمين من مدينة ووهان. أما في فرنسا التي استقدمت التحليل الجديد للكشف عن المرض وبدأت بفحص المسافرين القادمين، فقد كشفت عن ثلاثة إصابات بالعدوى. هذا عدا عن تايلاند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وفيتنام وسنغافورة وهونغ كونغ وماكاو ونيبال، بالإضافة إلى أستراليا.

تمت في الصين فوراً إجراءات عزل المصابين لمنع انتشار الفيروس، كما عزل المدن الصينية المصابة ومنع السفر اليها. ويوجد فحوص في المطارات العالمية لتشخيص الاصابات. حيث تم التوصل الى فحص للكشف الجيني عن الفيروس. وبسبب عزل الفيروس وكشف تركيبته الجينية، يمكن ربما التوصل إلى علاج أو لقاح فعال له.

ويعتقد الاطباء أن مضاد الفيروسات Emdesivir الذي فشل كمضاد للإيبولا، يمكن أن يكون فعالا في علاج الكورونا الجديد، حسب نتائج الدراسات الأولية لشركة الدواء Gilead، التي تتباحث مع الخبراء في كل من أميركا والصين في هذا المجال.وهذا ما أشارت له وزارة الصحة الصينية.

فيروسات الكوروناحساسة للمعقمات ومواد التنظيف العادية ويمكن الوقاية من الاصابة خاصة في المطارات الكبيرة والأماكن المزدحمة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية هناك طرق بسيطة للوقاية من العدوى:

١- اغسل يديك بانتظام باستخدام الماء والصابون أو المطهرات الحاوية على الكحول لمدة لا تقل عن 20 ثانية مع تجنب ملامسة العين والأنف والفم باليدين قبل غسلهما

٢- استخدام أقنعة الوجه عندما تكون في المناطق المزدحمة وتجنب مخالطة المصابين بأعراض تنفسية. وينصح بارتداء mask N95ونظارات جوجلز للوقاية بالنسبة للطاقم الطبي المخالط للمريض

٣- تجنب تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا مثل الحليب واللحوم والبيض والأسماك.

٤- تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص الذين يعانون من أعراض مثل الحمى والسعال والعطس وضيق النفس.

٥- عند اصابتك بالزكام، ضع منديل على فمك أثناء العطاس أو السعال، ارم المنديل فوراً في القمامة واغسل أو عقمّ يديك على الفور وفي حالة عدم توافر المنديل فيفضل السعال أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين .

٥- تجنب ملامسة الحيوانات الحية للأشخاص المتواجدين في المناطق المصابة بالوباء

٦- تقوية جهاز المناعة والمحافظة على اللياقة البدنية باتباع نمط حياة صحي.. الجميع عرضة للإصابة بالمرض ولكن تتزايد الخطورة لدى المخالطين بشكل مباشر للمريض والفريق الطبي المباشر للحالة ولذلك ينبغي الحيطة واتخاذ التدابير الوقائية.

 

د. منى كيال

د. محمد فتحي عبد العال

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم