صحيفة المثقف

نشأة المستوطن اليهودي

رجاء موليوإن اليهود منذ نشأتهم الأولى كانوا قبائل رحل، فمنذ عهد إبراهيم عليه السلام كانوا يقومون بهجرات جماعية وذلك لأن بنو إسرائيل كانوا في الأصل من الأمم البدوية الصحراوية التي لا تستقر في مكان، بل ترحل من بقعة إلى أخرى  بإبلها للبحث عن الماء والكلأ وطلبا للأمان ولهذا السبب سموا بالعبرانيين أي من العبور .

ونجد أن إبراهيم عليه السلام تلقى عهدا ربانيا بأن تكون له أرض كنعان؛ بالإضافة أنه سوف يخرج من صلبه اثني عشر سبطا أبناء يعقوب (إسرائيل) يملكون أرض كنعان .

وبعد ذلك ارتحل يعقوب وأبناؤه بدعوة من يوسف عليه السلام إلى مصر؛ ولكن وبعد الاضطهاد من قبل الفرعون بسبب خوفه من أن يستولوا على دولته، تمكنوا من الخروج من الاستعباد بمعية موسى عليه السلام الذي أراد التخفيف من آلامهم وأن يبث الأمن في نفوسهم، ولكن لم تشأ الإرادة الربانية أن يدخل بهم موسى إلى الأرض الموعودة التي وعدهم بها إلا مع يوشع بن نون، وهكذا استفاد اليهود من الحضارة الكنعانية في تشييد صرح دولتهم .[1]

ويعتبر عهد القضاة من الإرهاصات الأولى لنشأة الدولة اليهودية وذلك لتعدد الملوك (القضاة) فيها؛ فقد تشكل لليهود وعي بضرورة إنشاء وطن قومي؛ وهكذا فإن العهد الرباني لهم كان نازعا مباشرا في قيام الدولة اليهودية.

وهذا ما سوف نتطرق إليه بالدرس والتحليل في هذا المبحث مبرزين أهم الأسس والعوامل التي ساهمت في تشكيل الدولة اليهودية ؟

يطبق سبينوزا نظرية العقد الاجتماعي على تاريخ العبرانيين فبعد خروج العبرانيين من مصر لم يخضعوا لدولة أجنبية، بل أقاموا شريعة خاصة واحتلوا ما شاؤوا من الأرض. وفوضوا حقهم الطبيعي إلى الله نفسه ووعدوه بتنفيذ أوامره التي قررها الوحي، وقام العبرانيون بهذا العقد بمحض اختيارهم،وبذلك أصبح الله زعيمهم السياسي، وأخذت دولتهم اسم مملكة الله. وكان الله ملك العبرانيين، واختلط التنظيم الديني بالتنظيم الوضعي، وقامت دولة العبرانيين على الحكم الإلهي (التيوقراطي) وكان العبرانيين سواء أمام الله والقانون والمشاركة في وظائف الدولة.

وفي العهد الثاني، فوض الجميع لموسى الحق في مخاطبة الله وتفسير القوانين، وبذلك حكم موسى العبرانيين بدلا من الله لدرجة أن اتهمه البعض باغتصاب السلطة، ولم يكن للشعب قبل موسى الحق في اختيار خليفته، بل كان على موسى بمقتضى تفويض السلطة له تعيين الخليفة لتنظيم الدولة ومخاطبة الله ونسخ القوانين وإرسال المبعوثين وتعيين القضاة واختيار الخليفة تحول النظام إلى ملكية طبقا للتعاليم الإلهية.[2]

ونجد أول ما قام به موسى هو بناء مسكن الله، وقد قام الشعب بتكاليف البناء، وعين اللاويين خداما له وعلى رأسهم هارون الذي أصبح فيما بعد خليفة لموسى ومفسرا للقوانين ومخاطبا لله، كما أسس جيشا من الأسباط الاثني عشر لغزو بلاد كنعان، وقد كانت الخدمة العسكرية واجبة على الجميع من العشرين حتى الستين، وكان على الجنود قسم الولاء لله لا للقائد، ولذلك سمي الجيش جيش الله فقد عين موسى موظفين لا رؤساء دولة لأنه لم يعط أحدا حق مخاطبة الله، ولم يكن لأحد سواه الحق في القيام بمهام الدولة من سن القوانين ونسخها وإعلان الحرب وعقد معاهدات السلم والتعيين في الوظائف المدنية والدينية.

والنظام الذي كان سائدا في عهد موسى عليه السلام "المعبد" وهو عامل الوحدة بين الأسباط، "قسم الطاعة" الواجب على المواطنين لله.[3]

كما تقوم الدولة أيضا بمهمة السيطرة على الانفعالات القائمة بين المواطنين، وذلك لقيامها على حب المواطنين لبلدهم والدفاع عن استقلاله، ويعتبر العقد الذي ربطه العبرانيون مع الله يمثل شرفا له وكل الشعوب عدوة له، بل جعلت الإقامة خارج وطنهم عارا لأنهم لم يكن لهم الحق في إقامة شعائر دينهم.

وكانت المصلحة هي الدافع الوحيد في سلوك العبرانيين وفي حرصهم على الدولة لأنهم لم يحصلوا على حق الملكية المطلق إلا في هذه الدولة الإلهية، ولكن العبرانيين لم يحافظوا دائما على تطبيق الشريعة، ومن ثم وقعوا تحت نير الأجنبي، وانهارت دولتهم والسبب في ذلك راجع بالأساس إلى أن هذا الشعب كان عاصيا بطبعه وذلك راجع إلى شريعتهم الناقصة والمتناقضة بسبب تلاعبهم فيها مما جنى عليهم وأطاح بنظامهم الذي كان مبنيا على شريعة موسى الصحيحة والمنزلة من عند الله عز وجل. وهكذا توالت الحروب والفتن إلى أن أدى هذا بسقوط الدولة العبرية اليهودية.[4]

وهكذا نستنتج أن بني إسرائيل في بدايتهم حاولوا الخروج من دوامة الشرك وعبادة الأوثان إلى توحيد الله، وتأسيس دولة أساسها حكم الله عز وجل مع تنفيذ مطلق لشريعته إلا أنهم لم يلتزموا باحترام شعائره ولا باتباع أحكام نبيهم، مما عجل في إطاحة دولتهم وسقوط نظامهم الذي يغلب عليه الشرك والوثنية.

" فقد انتهت أحداث الخروج والاستيطان إلى تطور نظام سياسي جديد للإسرائيليين. وتحول الإسرائيليون بالتدريج من جماعة قبلية بدوية في شبه جزيرة سيناء إلى تكوين إتحاد قبلي بين القبائل الإسرائيلية في عصر القضاة، واستمر هذا النظام السياسي إلى أن انتهى إلى تكوين نظام دولة لأول مرة في تاريخ بني إسرائيل ولا شك أن البيئة الكنعانية لها أثرها في هذا التحول السياسي في تاريخ بني إسرائيل فهي بيئة زراعية أدى اندماج الإسرائيليين في نظامها الثقافي إلى تحولهم من بدو رحل إلى أقوام مستقرين واتخذ استقرارهم شكل الاتحاد القبلي أولا وانتهى إلى اتخاذ شكل الدولة .

وقد استغرق هذا التطور ما يقرب من ثلاثة قرون منذ دخول كنعان في القرن الثالث عشر إلى قيام مملكة داود وسليمان في القرن العاشر قبل الميلاد ".[5]

يتضح من هذا النص أن الدولة اليهودية تشكلت بوادرها منذ عهد الخروج ووصول الإسرائيليين إلى أرض كنعان، فقد أدى اندماجهم مع الكنعانيين أن استفادوا من حضارتهم في عدة مجالات  ممهدين الطريق لتشكيل دولة وكيان خاص بهم .

ويعتبر عهد صموئيل فترة مهمة في رسم معالم الكيان اليهودي " وقد قام صموئيل بدور رئيس في زعامة بني إسرائيل حتى فترة الملكية . وتركز نشاطه في منطقة بنيامين وأفرايم، التي كانت خاضعة للفلسطينيين آنذاك (...) أما دوره الأساسي فقد قام به في شيخوخته، عندما اقتربت فترة نشاطه من نهايتها، عندما طالبه الشعب بأن ينصب لهم ملكا ليحكمهم"[6]  "فَاجْتَمَعَ كُلُّ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَجَاءُوا إِلَى صَمُوئِيلَ إِلَى الرَّامَةِ وَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا أَنْتَ قَدْ شِخْتَ، وَابْنَاكَ لَمْ يَسِيرَا فِي طَرِيقِكَ. فَالآنَ اجْعَلْ لَنَا مَلِكًا يَقْضِي لَنَا كَسَائِرِ الشُّعُوبِ».[7]

وهكذا يتبين أن صموئيل هو الذي نصب شاؤول ملكا، وهو أول ملك، على الرغم من معارضته الشديدة لفكرة الملكية في البداية . كما أنه ساند الملك في خطواته الأولى، ولكنه اختلف معه في النهاية، وترك نشاطه السياسي، بل وبشر بنهاية ملكية شاؤول واعتلاء داود العرش .

وتبدأ فترة حكم شاؤول ما بين 1004-1025]ق.م [بالصراع مع الفلسطينيين كما تنتهي به. حيث تبدأ بهزيمة شاؤول للفلسطينيين وذلك بأسلوب المباغتة والحيلة، مثل ما حدث في فترة القضاة ويعتبر ذلك بداية حرب إبادة ضد الفلسطينيين[8] القاطنين في إقليم الجبل، في منطقة بنيامين وأفرايم " وَأَخَذَ شَاوُلُ الْمُلْكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَحَارَبَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ: مُوآبَ وَبَنِي عَمُّونَ وَأَدُومَ وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَحَيْثُمَا تَوَجَّهَ غَلَبَ. وَفَعَلَ بِبَأْسٍ وَضَرَبَ عَمَالِيقَ، وَأَنْقَذَ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ نَاهِبِيهِ."[9]

وكانت فترة حكم شاؤول مرحلة انتقالية من الناحية الاجتماعية والسياسية، فلقد انتهت فترة حكم الأسباط البطاركة وخلت محلها ظواهر جديدة وصلت لأوج تطورها في عهد داود وسليمان.

كما أن فترة حكمه تميزت بإيجابيات نرصد منها أنه أدخل تجديدات عدة، هو التنظيم العسكري، حيث لم تكن المهام التي أخدها على عاتقه تكفيها فرق المحاربين الذين يتم تجنيدهم  استجابة لنداء الزعيم المخلص وقت الطوارئ،فقد دعت الضرورة إنشاء جيش ثابت، ولهذا الغرض جمع شاؤول "شباب إسرائيل" ونظمهم مئات وآلاف ورغم ذلك فقد كان هذا التنظيم يعتمد على البنية التقليدية السبطية الإقليمية .[10]

أما من الناحية الاجتماعية فقد تميزت بظهور طبقة جديدة في المجتمع الإسرائيلي وهي طبقة المقربين للملك، ومن طبيعة الحال كانت تلك الطبقة من أسرة الملك، ولقد منحهم شاؤول ملكيات من الأراضي التي تم احتلالها من الفلسطينيين أو التي سلبت من الجبعونيين[11]، وقضية منح الأراضي كانت جديدة في إسرائيل، إلا أنها كانت معروفة في المدينة الكنعانية، ولقد أدى ظهور طبقة أقارب الملك، أصحاب الضياع والتي كانت غريبة عن روح القضاة إلى ازدياد المعارضة في فترة حكم شاؤول،  مما أدى إلى الإطاحة بحكمه وهذا الوضع ساعد على صعود الملك داود عليه السلام [12].

وهكذا فإن فترة شاؤول تعتبر مرحلة فاصلة ما بين مرحلة القضاة والانتقال إلى المرحلة الملكية،  وفترة حكمه لم تخلوا من الإيجابيات فمن الناحية التنظيمية تم تأسيس قوة عسكرية تمثل دورها في تعزيز الأمن والحفاظ على الاستقرار الدولي، ومن الناحية الاجتماعية تميزت بظهور طبقة مقربة للملك تستفيد من الهبات الملكية في الإستحواد على الأراضي التي سلبت من الفلسطينيين وغيرهم، هذا أدى إلى إحداث نوع من النفور وسقوط ملكية شاؤول ليحل مكانه النبي داود عليه السلام .

- فترة داود عليه السلام  965-1004]ق.م]:

حظي تاريخ داود بوصف مفصل للغاية في العهد القديم، مما يميزه عن باقي تواريخ شعب إسرائيل القديمة، ومن أهم مميزات تاريخ داود عليه السلام هي : تشكيل المملكة الموحدة، وحدودها الإقليمية، ووجود مؤسسات حكم ضخمة ويتضح أن مكانة الأدباء الذين يدونون تاريخ الملك في سجلات تاريخية قد حضوا بمكانة مهمة ومرموقة. [13] ومثال ذلك ما جاء في سفر صموئيل الثاني :

"  وَجَعَلَ دَاوُدُ مُحَافِظِينَ فِي أَرَامِ دِمَشْقَ، وَصَارَ الأَرَامِيُّونَ لِدَاوُدَ عَبِيدًا يُقَدِّمُونَ هَدَايَا. وَكَانَ الرَّبُّ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ"[14] .

أما شؤون المملكة التي كانت تحتاج لتدوين دقيق مثل إحصاء السكان :" فَقَالَ المَلكُ ليُواب رَئِيسْ الجَيشْ الذِي عنْدهُ طف فِي جَميعْ أسْبَاط إِسرائِيل مِن دَان إِلى بِئرْ سَبع وعَدُوا الشَّعب فَاعلمْ عَدَد الشَّعْب " [15].

كما تم تسجيل وثائق أنساب مفصلة وأوصاف موسعة وأماكن أنصبة الأسباط، وهذه المادة التاريخية القيمة نجدها في سفر أخبار الأيام الأول :" آدَمُ، شِيتُ، أَنُوشُ، قِينَانُ، مَهْلَلْئِيلُ، يَارِدُ، أَخْنُوخُ، مَتُوشَالَحُ، لاَمَكُ، نُوحُ، سَامُ، حَامُ، يَافَثُ. بَنُو يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَايُ وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ. وَبَنُو جُومَرَ: أَشْكَنَازُ وَرِيفَاثُ وَتُوجَرْمَةُ. وَبَنُو يَاوَانَ: أَلِيشَةُ وَتَرْشِيشَةُ وَكِتِّيمُ وَدُودَانِيمُ."[16]

وبالتالي فإن فترة داود عليه السلام تتميز بمرحلة انتقالية في تاريخ الدولة اليهودية، من حيث أنه وضع القواعد الأساس لبناء الدولة وتوحيد المملكة ورسم حدودها والوثائق التاريخية تبرز هذا الجانب في الإتجاه  نحو تأسيس كيان خاص باليهود .

" تولى الأمر داود (...)  ما بين -966/1004  ق.م – وكان في أول الأمر يحكم بصفته تابعا للفلسطينيين، ولكنه تمكن من إحراز الاستقلال، ولم يكتفي بذلك بل إنه وسع حدود مملكته إلى جهات لم يبلغها سلطان اليهود من قبل، واحتل القدس، وجعلها عاصمة ملكه (...) وأقام إدارة على الطراز المصري القديم، وأجبر دمشق على دفع الخراج له، كما أحبط مؤامرة ابنه أبشالوم، وأخمد ثورة الولايات الشمالية من مملكته، وأخضع الموابيين[17] والأدوميين [18]والعمونيين[19]( ...) ومع هذا فالدولة في أوج خيلائها ". [20]

وهكذا استطاع داود عليه السلام خلال معاركه من بسط نفوذه على المنطقة وطرد الفلسطينيين إلى ما وراء الجبل، وبذلك تم الاعتراف له بالسيادة عليهم .

"كما وحد الأسباط الإسرائيليين تحت سيادة إدارية واحدة، واختار أورشليم (القدس)[21] ירושלים مركزا لحكمه (...) ولم يكتف داود بجعل القدس مركزا لقواده، بل نقل إليها تابوت العهد وأسرة الكهنة (...)  وجعل منها أيضا مركزا روحانيا للعبادة ". [22]

ويبدوا أن السبب في اتخاذ داود عليه السلام للقدس عاصمة لحكمه وملكه؛ راجع للموقع الجغرافي لها، فهي تمثل حصنا طبيعيا مما يضفي نوعا من الاستقرار والأمن على المنطقة وهذه العوامل انعكست إيجابيا على نظام الحكم فقد تمكن داود عليه السلام من الوصول إلى حكم إسرائيل كلها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الحنكة السياسية للنبي داود عليه السلام في الولاية السياسية .

" وخلف داود ابنه سليمان الذي بدأ حكمه بقتل أخيه الأكبر أدوناي، وقتل يؤاب رئيس جيش أبيه (...) وكانت مصر وأشور في حالة اضطراب مما ساعده على البلوغ بمملكته 925/960]  ق.م[-أوج ازدهارها . كان اهتمامه بالتجارة الخارجية والصناعة والتعدين والبناء والتعمير من عوامل عيشة البذخ والإسراف، على غرار ملوك مصر وآشور، وأسرف في بناء قصره الذي استغرق بناؤه ثلاثة عشر عاما، واشتهر كذلك ببناء المعبد المشهور باسم (هيكل سليمان).[23] وقد اتضحت في بنائه الرمزية الكنعانية [24]،واهتم ببناء الحصون والقلاع والثكنات، وأنشأ بمساعدة صديقه (حيرام)[25] ملك صور أسطولا من السفن التجارية ".[26]

" توفي داود عليه السلام، وتولى من بعده حكم الدولة اليهودية ابنه "سليمان" عليه السلام،  وهو النبي المشهورة قصصه في القرآن الكريم، وقد صخر الله له القوى الطبيعية كالريح، وسخر له الجن والطير والحيوانات يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وقصور وغيرها. ﴿يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا أل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور﴾[27]  ولما توفي سليمان عليه السلام تمزقت دولته بين أولاده وضعفت"[28].

ويتضح أن فترة حكم سليمان عليه السلام تميزت بايجابيات عديدة؛ منها الاهتمام بالتجارة الخارجية والعناية بالبناء والتعمير وهذا يتمظهر في تشييد المعبد والقصر، زيادة على العناية بالجانب العسكري وذلك حفاظا على الأمن الداخلي وحماية للدولة .

" ولقد أتاحت له سيطرته الكاملة على طرق التجارة الرئيسية التي تربط أرام النهرين وسوريا . امتيازات سياسية وتجارية كثيرة . وكانت سيطرته على طرق القوافل العربية ذات أهمية قصوى، وخاصة قوافل البخور والعطارة (...) ونظرا لأن أهل سبأ كانوا هم المصدر الرئيس لهذه التجارة(...) فإن ذلك يفسر قصة زيارة ملكة سبأ للقدس، تلك الزيارة التي ساهمت في إيجاد علاقات تجارية(...) ووصل سليمان عن طريق الصوريين والدول الحديثة الجديدة في شمال سوريا إلى مصادر المعادن للمعادن، فأخذ النحاس من قبرص، والحديد من أسيا الصغرى . وكان النحاس مخصصا لصنع آنية الهيكل، بينما خصص الحديد لآلات العمل والأسلحة . ويعتبر ازدهار التجارة جانبا واحدا من جوانب الازدهار الاقتصادي في مملكة سليمان (...) و كانت حركة العمران النشطة في أرجاء البلاد من أبرز علامات الازدهار في عصر سليمان".[29]

من هنا يتضح ما مدا التطور والازدهار الذي عرفه عهد الملك سليمان عليه السلام في شتى الميادين؛  بالإضافة إلى العلاقات التي ربطها مع الدول الأخرى والتي عززت من مكانة المملكة؛ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الحكمة العالية التي كان يتمتع بها والتي داع صيتها بين مختلف الأقطار .

"... لكن نشاط التجار والمرابين والعمال المعطلين زاد من الفساد الاجتماعي والسياسي، مما ساعد على نشاط الأعداء، فاستعادوا بعض البقاع التي كانت خاضعة لأبيه، وانكمش ملكه في أخر عهده، فاقتصر على غرب الأردن ".[30]

ورغم الإيجابيات التي عرفتها فترة حكمه إلا أنها لم تخلوا من سلبيات؛ تمثلت في الفساد الاجتماعي والسياسي مما أضعف من قوة المملكة وجعلها تسقط في يد الأعداء الذين بطشوا بها.

ومع كثرة الأزمات السياسية والضغوط الخارجية المتتالية كل هذا ساهم في انقسام المملكة المتحدة إلى قسمين شمالية وجنوبية.

" بعد سليمان كان النزاع الشديد بين المدن والريف الذي يصحب عادة النشاط التجاري والصناعي – من عوامل انقسام الدولة إلى: (يهوذا) تحت (رحبعام) بن سليمان الذي لم يستطع – بسبب بطشه – جمع شمل البلاد، واتخذ عاصمة ملكه (أورشليم)، أما (إسرائيل) فكانت تحت حكم (يربعام) – من سبط أفرايم – الذي اتخذ عاصمة دولته مدينة (السامرة) في الشمال – 922 ق.م . تقريبا ".[31]

"אָז יֵחָלֵק הָעָם יִשְׂרָאֵל, לַחֵצִי: חֲצִי הָעָם הָיָה אַחֲרֵי תִבְנִי בֶן-גִּינַת, לְהַמְלִיכוֹ, וְהַחֲצִי, אַחֲרֵי עָמְרִי".[32]

هذا النص يدل على انقسام المملكة الموحدة إلى شمالية وجنوبية .

"حِينَئِذٍ انْقَسَمَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُ الشَّعْبِ كَانَ وَرَاءَ تِبْنِي بْنِ جِينَةَ لِتَمْلِيكِهِ، وَنِصْفُهُ وَرَاءَ عُمْرِي. وَقَوِيَ الشَّعْبُ الَّذِي وَرَاءَ عُمْرِي عَلَى الشَّعْبِ الَّذِي وَرَاءَ تِبْنِي بْنِ جِينَةَ، فَمَاتَ تِبْنِي وَمَلَكَ عُمْرِي ".[33]

وهكذا وبعد وفاة النبي سليمان عليه السلام اشتد بطش الأعداء بالمملكة، مما دفع بأبنائه رحبعام ويربعام إلى تقسيم المملكة إلى شمالية وجنوبية لكن يتبين أن كل من المملكتين عرفتا مصيرا مغايرا ونخص بالذكر المملكة الشمالية التي عرفت اضطرابات داخلية وغزوات خارجية مما عجل بسقوطها، عكس المملكة الجنوبية التي عرفت الاستقرار وقدر لها البقاء لمدة أطول .

" لما مات سليمان بدأ شيشنق ينفذ تخطيطه، واستغل يربعام في ذلك، فلما نجح يربعام في تقسيم الدولة والتسلط على جزئها الشمالي كان ذلك في الحقيقة انتصارا عمليا لفرعون مصر، ولم يكتف شيشنق بهذا بل غزا فلسطين وصعد على أورشليم ونهبها وبسط سيطرته على دولة يهوذا ثم على دولة إسرائيل وامتد سلطانه إلى الجليل (...) كانت دولة إسرائيل تمثل أغلبية الأسباط، وكانت أوسع رقعة من دولة يهوذا، ولكن دولة إسرائيل كانت مضطربة كثيرة الانقلابات، في حين كانت دولة يهوذا أكثر استقرار وهدوءا ".[34]

"וַיְהִי בַּשָּׁנָה הַחֲמִישִׁית, לַמֶּלֶךְ רְחַבְעָם; עָלָה שושק (שִׁישַׁק) מֶלֶךְ-מִצְרַיִם, עַל-יְרוּשָׁלִָם.

וַיִּקַּח אֶת-אֹצְרוֹת בֵּית-יְהוָה, וְאֶת-אוֹצְרוֹת בֵּית הַמֶּלֶךְ, וְאֶת-הַכֹּל, לָקָח; וַיִּקַּח אֶת-כָּל-מָגִנֵּי הַזָּהָב, אֲשֶׁר עָשָׂה שְׁלֹמֹה ".[35]

" وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ، صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ. وَأَخَذَ جَمِيعَ أَتْرَاسِ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ ".[36]

وفي ظل هذه التوراة المتتالية كانت دولة الأشوريين تزداد قوة، فتوجه سرجون – 722ق.م – إلى الشام، واستولى على السامرة، أما المملكة الجنوبية فقد كانت أكثر استقرار من المملكة الشمالية وذلك نظرا لصغر حجمها بالمقارنة مع المملكة الشمالية ولقلة أهميتها وبعدها عن طرق الجيوش الغازية، وضعف مستواها الاقتصادي مما جعلها بمنأى عن الاضطرابات الداخلية والغزوات الخارجية التي قضت على السامرة؛ ومع هذا كله فقد انهارت تحت وطـأة ضربات الملك البابلي بختنصر، عام 586  ق.م  .[37]

وخلاصة القول فإن كلا من المملكة الشمالية والجنوبية عرفتا اضطرابات داخلية وخارجية، إلا أن حدة المشاكل التي عرفتها المملكة الشمالية عجلت بسقوطها في وقت وجيز وذلك نظرا لمكانتها الاقتصادية وعدم وجود مركز ديني قومي لها زيادة على تعدد ملوكها وشيوع الكفر فيها وتعدد القبائل الغير المتجانسة؛ هذا ولد لديها عدم الاستقرار لتسقط في أيدي التيارات الطاغية التي أطاحت بنظام الحكم فيها وبعد زوال المملكة الشمالية أصبحت المملكة الجنوبية معرضة بشكل مباشر للضغوط الخارجية مما أدى إلى سقوطها وهكذا تنتهي المملكة اليهودية الموحدة .

ومما ينبغي الانتباه إليه أنه كان للمملكة داود وسليمان عليهما السلام أهمية خاصة بالنسبة للديانة اليهودية؛ فهذا الحدث الهام قد فسر من الناحية الدينية على أنه يعني تحقيق العهد الذي منحه الرب لإبراهيم عليه السلام، وهو الوعد بالأرض كما أن قيام مملكة داود عليه السلام دليلا على تحقق الوعد الرباني، وقد استغل كل من داود وسليمان عليهما السلام هذه الظروف لإعطاء شرعية لاهوتية للمملكة التي نجحا في إقامتها وتأسيسها، وتم تكامل الدولة والعقيدة من خلال الدعائم اللاهوتية وأعمال طقوسية وذلك لإعطاء طابع الاستمرار للدولة اليهودية .

تأسيس الدولة العبرية:

نستطيع رسم خطوات تأسيس الدولة اليهودية من خلال المعالم التاريخية الرئيسية التالية:

"نظم اليهودي المجري ثيودر هرتزل[38] (1904-1860) المؤتمر الصهيوني العالمي الشهير في بال بسويسرا عام 1897 والذي نتج عنه تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية وترسيخ فكرة الوطن القومي اليهودي في فلسطين، وأنشأ أيضا الصندوق الوطني عام 1901 لشراء الأراضي في فلسطين .

وعد بلفور عام 1917 بإنشاء مسكن وطني يهودي في فلسطين على أن لا يلحق ضررا بالحقوق العربية .

توقيع اتفاق تعاون بين الأمير فيصل (ملك العراق لاحقا) وبين اليهودي الروسي حاييم وايزمن 1952-1874)) والذي أصبح أول رئيس للدولة العبرية بعد إعلانها في فرساي بفرنسا عام 1919"[39].

"إعطاء بريطانيا السيطرة على فلسطين من خلال الانتداب الذي وافقت عليه الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، تحول الوعد من مشروع مسكن وطن يهودي بناء على طلب ستالين إلى مشروع إقامة دولة يهودية يتعهد الإتحاد السوفييتي بحمايتها .

تصويت اللجنة السياسية في الأمم المتحدة لصالح قرار تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب...

تقسيم فلسطين وإعلان الدولة اليهودية واعتراف معظم دول الصناعي بها .

حرب عام 1948.

حصول الدولة العبرية على 100,000,000 دولار من الولايات المتحدة الأمريكية في 1948/5/14 عن طريق الرئيس الأمريكي هاري ترومان، إضافة إلى عدد وعتاد عسكرية لترجيح كفة اليهود العسكرية ".[40]

وخلاصة لما تقدم يتبين أن المجهودات التي قام بها اليهود من أجل تأسيس الوطن القومي لهم، تتمثل في توقيع اتفاقيات مع الدول الأخرى من أجل اكتساب الصبغة الشرعية لإقامة الدولة اليهودية في أرض فلسطين؛ وقد تمخض عن ذلك أن قامت عدة مؤسسات بمنحهم مختلف المساعدات الضرورية وذلك بغية تحقيق فكرة الوطن اليهودي المستقل، وتأكيدا لفكرة العهد الرباني لهم بالأرض الموعودة ألا وهي فلسطين؛ وقد نشأ عن ذلك أن استعانوا بتبريرات أسطورية لتعزيز وتأكيد فكرة إقامة الدولة اليهودية .

" وكان من أهم أهداف قادة الحركة الصهيونية، ثم المنظمة الصهيونية العالمية، هو إقامة دولة تحمل اسما تاريخيا صرفا، في محاولة من جانب هؤلاء القادة لترسيخ مفهوم إسرائيل ككيان تاريخي، حمل المسمى نفسه في التاريخ القديم؛ وعلى الرغم من أن فكرة هذا الكيان هو كيان يهودي في الأساس؛ فإن هؤلاء القادة ابتعدوا في البدايات عن توصيف الكيان بسمة دينية كالدولة اليهودية، لخشيتهم من رفض العالم لهذا الكيان؛ وبخاصة أن دول العالم في القرن  التاسع عشر كانت تنحى منحى النمط القومي (...) فارتأى قادة الحركة الصهيونية استخدام النمط القومي؛ على اعتبار أن دولة إسرائيل المزمع إنشاؤها ستكون للقومية اليهودية التي تجمع بين أجنحتها كل شتات اليهود في العالم؛ مع عملهم الدؤوب على أن يحمل أي قرار بخصوص دولتهم اسم الدولة اليهودية، لاستخدامه عندما تقتضي الظروف ذلك ".[41]

الملاحظ أن الهدف الذي ترمي إليه الحركة الصهيونية يتمثل في تأسيس الدولة اليهودية على أنقاض الكيان الفلسطيني، عن طريق رسم مخطط يلوح بآفاقه على المدى البعيد وذلك بوضع الشتات اليهودي في أسس بناء وإنشاء القومية اليهودية مع حث الدول الأخرى على الموافقة والتنظير لهذا المشروع الذي يحمل في طياته السموم للمجتمع الفلسطيني .

" والثابت تاريخيا أن انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول بمدينة بازل في سويسرا عام 1897 م، الذي ضم كل التجمعات الصهيونية في العالم، كان بمثابة الإعلان الأول لإنشاء الدولة اليهودية، فمن خلاله وضعت اللبنات الأولى والمقومات الأساسية الضرورية لقيام تلك الدولة على أرض الواقع، وظهر ذلك جليا من خلال تحديد المؤتمر لأهدافه، والتي كان من أهمها : خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام؛ وقد تعمد مؤتمر بازل أن يستعمل في قراره الرئيس تعبير "وطن" لأسباب دبلوماسية، بينما كان الهدف الحقيقي للمؤتمر منذ البداية هو "دولة يهودية"، ولتحقيق هذا الهدف لابد من وسائل لتنفيذها، منها : العمل على استعمار فلسطين بواسطة العمال الزراعيين والصناعيين اليهود وفق أسس مناسبة، وتقوية الشعور والوعي القومي اليهودي وتغذيته، بل أكثر من ذلك فقد ألف "تيودور هرتزل" عام 1895 م كتابا أسماه (الدولة اليهودية) (...) شرح فيه أفكاره حول المسألة اليهودية والحلول التي يتوخاها لها ".[42]

يتضح مما سبق أن فكرة إنشاء الدولة اليهودية،كانت الأساس لدى قادة الفكر الصهيوني وعلى رأسهم هرتزل لذلك كان عليهم تقوية الشعور القومي في نفوس الجماعات اليهودية وكل ذلك يصب في هاجس تحقيق الوعد الإلهي بالأرض الموعودة وإعادة أمجاد الملوك السابقين مثل داود وسليمان علهم السلام في تأسيس المملكة اليهودية .

ومن بين التبريرات التي اعتمدها اليهود لتأسيس دولتهم نرصد التالي:

جاء في تصريح جولدا مائير لصحيفة قنداي تايمز أن :

" ليس هناك شعب فلسطيني (...) ولم يكن الأمر أننا جئنا وأخرجناهم من الديار واغتصبنا أرضهم . فلا وجود لهم أصلا .

كما أن الإيديولوجية الصهيونية تستند إلى مسلمة بسيطة تتمثل في ما جاء في سفر التكوين: "لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ".[43]

وجاء في صحيفة لوموند : " إن وجود هذه الدولة هو تجسيد للوعد الإلهي ومن السخف أن يطالب أحد بشرعيتها غير ذلك "

كما صرح لبيجين في أوسلو في صحيفة دافار :

" لقد وعنا بهذه الأرض، ولنا الحق فيها ".

أما "موشي ديان" فيقول:

" إذا كنا نمتلك التوراة، ونعتبر أنفسنا شعب التوراة، فمن الواجب علينا شرعا أن نمتلك جميع الأراضي المنصوص عليها في التوراة. أراضي القضاة والآباء، أراضي أورشليم وحيرون وأريحا، والأراضي الأخرى " .

يقول "مناحم بيجين" الذي تشبع بالتراث التوراتي :

" سوف تعود أرض إسرائيل الكبرى إلى شعب إسرائيل، كاملة وإلى الأبد ". [44]

ونستخلص من هذه التصريحات المختلفة أن اليهود استثمروا بعض النصوص المقدسة ليجعلوها تخدم أغراضهم في تأسيس وطن قومي لهم على أرض فلسطين، وذلك بغية اكتساب الطابع الشرعي وهو الوعد الرباني بالأرض، لهذا السبب فإنهم يعتبرون أن الأعمال التي يقومون بها مبررة ومن حقهم ماداموا ينفذون أمرا ربانيا، وبعكس ذلك فإن الوعد بالأرض كان في الوقت الذي كانوا فيه على العقيدة الصحيحة وماداموا نقضوا عهدهم مع الرب ومع أنبيائهم فإن الوعد لم يعد قائما.

 

رجاء موليو - المغرب

طالبة دكتوراه

...........................

[1] - تاريخ الديانة اليهودية، محمد خليفة، ص: 193-194 بتصرف.

[2] - رسالة في اللاهوت والسياسة، اسبينوزا، دار التنوير للطباعة والتوزيع، بيروت، 2005، الطبعة الأولى، ترجمة حسن حنفي، ص: 92-91-90 بتصرف.

[3] - رسالة في اللاهوت والسياسة، اسبينوزا، ص: 92-91-90 بتصرف.

[4] -  نفسه، ص: 94-93 بتصرف.

[5] - تاريخ الديانة اليهودية، محمد خليفة حسن أحمد، ص : 203.

[6] - العبرانيون وبنو إسرائيل في العصور القديمة بين الرواية التوراتية والإكتشافات  الأثرية، أبراهام مالمات وحييم تدمور، المكتب المصري لتوزيع المطبوعات، القاهرة،  2001، الطبعة الأولى، ص : 199 .

[7] - سفر صموئيل الأول : 5/8 .

[8] -فلسطين هو الإسم الذي يطلق في الوقت الحاضر على المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن والممتدة حتى لبنان وسوريا شمالا والبحر المتوسط وسيناء غربا، وكانت تسمى أرض فلسطين "بحور" نسبة إلى الحوريين، ويشار إلى فلسطين بعبارة " إرتس يسرائيل " و "صهيون" و"أرض الميعاد" في الكتابات الدينية اليهودية وفي اللغة العبرية . (ينظر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية – عبد الوهاب المسيري- المجلد 4 ص: 180 ).

[9] -سفر صموئيل الأول : 47/14 .

[10] - العبرانيون وبنو إسرائيل في العصور القديمة بين الرواية التوراتية والإكتشافات  الأثرية، أبراهام مالمات وحييم تدمور، ص :-202- 201-200  بتصرف .

[11] -الجبعونيين : ال "نيثينيم" جماعة غير يهودية كانوا يعدون من عبيد الهيكل، كما كانوا يقومون على خدمة كهنته اللاويين، وقد اشتق اسمهم من فعل "ناثان" بمعنى "يكرس" أو "يسلم" ويمكن أن يكون معنى الكلمة في صيغة المفرد هو "تخصيص فرد للعبادة القربانية" وهم سكان عدة مدن بجوار القدس، وقد كانوا من الكنعانيين . (ينظر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية – عبد الوهاب المسيري المجلد 4 ص: 171-172).

[12] - العبرانيون وبنو إسرائيل في العصور القديمة بين الرواية التوراتية والإكتشافات  الأثرية، أبراهام مالمات وحييم تدمور، ص :-202- 201-200  بتصرف .

[13] - نفسه، ص : 204  بتصرف.

[14] - سفر صموئيل الثاني : 6/8 .

[15] - سفر صموئيل الثاني : 2/24 .

[16] - سفر أخبار الأيام الأول : 7-1/1 . ينظر سفر أخبار الأيام لمعرفة أنساب بني لإسرائيل بالتفصيل .

[17] - الموابيين : كلمة "مؤابي" مشتقة بالنسب إلى بلاد مؤاب، وكلمة "مؤاب" لفظ سامي معناه "من أبوه" والمؤابيون ساميون يرجع تاريخ استقرارهم في فلسطين إلى أواخر القرن الرابع عشر قبل الميلاد، أي أنهم أسبق من القبائل العبرانية بزمن طويل في فلسطين . وتقع مملكتهم في سهل مرتفع شرقي البحر الميت، يحدها شمالا نهر الأردن، وتمتد جنوبا إلى أدوم . ينظر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية – عبد الوهاب المسيري- المجلد 4 ص: 150.

[18] - الأدوميين : كلمة " أدوميون" تشير إلى إحدى الجماعات السامية التي كانت تقيم في أرض كنعان بمنطقة جبل سعير التي كان يطلق عليها "أدوم" وحسب الرواية التوراتية من نسل عيسو الذي كان يدعى أيضا أدوم . ينظر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية – عبد الوهاب الميري- المجلد   4 ص : 148.

[19] - العمونيين: شعب سامي قديم تجمعه، حسب الرؤية التوراتية، صلة قرابة بالعبرانيين، وبعد فترة قصيرة من الحياة شبه البدوية، أنشأ العمونيون مملكة شمالي مؤاب التي استمرت من عام 1500 ق .م حتى القرن الثاني الميلادي . وقد سموا عاصمتهم " رباة عمون " ينظر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية – عبد الوهاب المسيري- المجلد 4 ص: 149.

[20] - اليهود تاريخ وعقيدة، كامل سعفان، ص : 18.

[21] - القدس : تقابلها في العبرية كلمة "يروشلايم ירושלים" وقد وردت الكلمة بهذه الصيغة في العهد القديم أكثر من ستمائة وثمانين مرة . وهي كلمة مشتقة من الكلمة الكنعانية "اليبوسية" من مقطع يارا بمعنى يؤسس أو من أور بمعنى موضع أو مدينة ومقطع "شولمانو" أو شالم أو شلم وهو الإله السامي للسلام . ينظر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية – عبد الوهاب المسيري- المجلد 4 ص: 198-197.

[22] - العبرانيون وبنو إسرائيل في العصور القديمة بين الرواية التوراتية والإكتشافات  الأثرية، أبراهام مالمات وحييم تدمور، ص : 209-208.

[23] - هيكل سليمان : اشترى داود أرضا من أرونا اليبوسي ليني فيها هيكلا مركزيا، ولكنه لم يشرع هو نفسه في عملية البناء ( وتبرز التوراة ذلك بأن الرب منعه من ذلك لوقوعه في خطأ قتل أوريا الحيثي )، فوقعت المهمة على عاتق ابنه سليمان الذي أنجزها في الفترة 960- 953 ق.م ولذا، فإن هذا الهيكل يسمى "هيكل سليمان" أو "الهيكل الأول" وحسب التصور اليهودي، قام سليمان ببناء الهيكل فوق جبل موريا، وهو جبل بيت المقدس أو هضبة الحرم التي يوجد فوقها المسجد الأقصى وقبة الصخرة. وفي العبرية يسمى "هرهبايت"  "הר הבית"  أي "جبل البيت" (بيت الإله). (ينظر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية – عبد الوهاب المسيري- المجلد 4 ص:(262 .

[24] - كلمة "كنعاني": هي صيغة النسب إلى كنعان وهي كلمة حورية تعني "الصبغ القرمزي" وهو الصبغ الذي كان الكنعانيون يصنعونه ويتاجرون فيه، وتبعا لجدول أنساب سفر التكوين فإن الكنعانيين هم نسل كنعان بن حام بن نوح . (ينظر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية – عبد الوهاب المسيري- المجلد 4 ص: (157.

[25] -حيرام : لفظ عبري وفينيقي اختصار لكلمة "أحيرام" ومعناه "الأخ يرفع" وهو ملك صور الذي شيد هياكل لعشتاروت . كان حيرام صديقا لكل من داود وسليمان . (ينظر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية – عبد الوهاب المسيري- المجلد 4 ص:( 169.

[26] - اليهود تاريخ وعقيدة، كامل سعفان، ص : 17.

[27] - سورة سبأ، الآية: 13.

[28] - فلسطين.. التاريخ المصور، د. طارق السويدان، الإبداع الفكري، الكويت، 1425ه- 2004م، ص: 42.

[29] - العبرانيون وبنو إسرائيل في العصور القديمة بين الرواية التوراتية والإكتشافات  الأثرية، أبراهام مالمات وحييم تدمور،  ص : 219-218-217.

[30] - اليهود تاريخ وعقيدة، كامل سعفان، ص : 18.

[31] - اليهود تاريخ وعقيدة، كامل سعفان، ص: 18 .

[32] -www.Sefarim.fr .

[33] - سفر الملوك الأول : 22-21/16 .

[34] - مقارنة الأديان اليهودية، أحمد شلبي، ص : 83-82 .

[35] - www.Sefarim.fr .

[36] - سفر الملوك الأول : 26-25/14 .

[37] - اليهود تاريخ وعقيدة، كامل سعفان، ص: 18 و موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، عبد الوهاب المسيري المجلد 4، ص: 292 والإسلام والدين المصري القديم، محمد أبو رحمة، ص: 21  بتصرف .

[38] - ثيودر هرتزل : صحفي يهودي نمساوي، ومؤسس الصهيونية السياسية المعاصرة اسمه العبري الشخصي : بنيامين زئيف ولد في بودبست في 2 مايو 1860 وتوفي في إدلاخ بالنمسا في 3 يوليو 1904، تلقلى تعليما يطابق روح التنوير الألماني اليهودي السائد في تلك الفترة، التحق بكلية القانون حتى حصل على الدكتوراه سنة 1884 تم اشتغل بعدها فترة قصيرة في محاكم فيينا سالتسبورغ، تم توجه إلى الأدب والتأليف .

[39] - أساليب اليهود في تحقيق أهدافهم، إبراهيم بابللي، 2006، دار ناشري، ص: 5-4 .

[40] - أساليب اليهود في تحقيق أهدافهم، إبراهيم بابللي، ص: 5-4 .

[41] - يهودية دولة إسرائيل جذور المصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية، أسامة محمد أبو نحل، ص: 298 .

[42] - يهودية دولة إسرائيل جذور المصطلح وتأثيره على القضية الفلسطينية، أسامة محمد أبو نحل، ص: 298-299  .

[43] - سفر التكوين : 19-18/15 .

[44] - الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية، روجيه جارودي، دار الشروق، القاهرة، 1418ه – 1998م، الطبعة الأولى، ص: 226-225-223 .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم