صحيفة المثقف

إشاعة عبور دجلة سيراً على الأقدام ..

نبيل احمد الاميرصارت هواجس تؤرق العراقيين

يبدو أن الحكومات العراقية على مدى قرن مضى فشلت في توقيع اتفاق ملزم مع الجارتين يضمن حقوق بلاد ما بين النهرين بشكل دائم، حيث يبلغ إجمالي معدل الاستهلاك لكافة الاحتياجات في البلاد نحو 53 مليار متر مكعب سنويا، بينما تقدر كمية مياه الأنهار في المواسم الجيدة بنحو 77 مليار متر مكعب، وفي مواسم الجفاف نحو 44 مليار متر مكعب، وإن نقص واحد مليار متر مكعب من حصة العراق المائية يعني خروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية من حيز الإنتاج.

ووفقا لتوقعات "مؤشر الإجهاد المائي" فإن العراق سيكون أرضا بلا أنهار بحلول عام 2040، ولن يصل النهران العظيمان إلى المصب النهائي في الخليج العربي، وتضيف الدراسة أنه في عام 2025 ستكون ملامح الجفاف الشديد واضحة جدا في عموم البلاد مع جفاف شبه كلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب، وتحول نهر دجلة إلى مجرى مائي محدود الموارد.

إن أزمة المياه تهدد العراق منذ 2003، فقد تراجعت الإيرادات المائية من 70 مليار متر مكعب فى الثمانينات، إلى 30 ملياراً في 2019، ومرشحة للتراجع بحلول 2025 إلى 17مليار، وسيتحقق الجفاف الكامل لا محالة بحلول للأنهر العراقية في 2040 .. حيث ترجعت حصة الفرد العراقي من المياه من 6000 متر مكعب إلى 2000، وإن مساحة البحيرات الكبرى «الثرثار، الحبانية، والرزازة» انحسرت إلى النصف .

الجفاف أضر بالزراعة والثروة السمكية والحيوانية، التي كانت مصدر رزق 70% من سكان جنوب العراق، وثانى مصدر للدخل القومي (30% من إجمالى الموازنة) ، وقد بدأ سكان 17 قرية فى الهجرة لشُح المياه .. وإن محطات توليد كهرباء سدود الموصل وحديثة وكردستان مهددة بالتوقف، ما سيضر بالتأكيد بالصناعة والزراعة وكميات مياه الشرب الواصلة للمنازل التي تراجعت بشدة، ناهيك عن الانعكاسات السلبية على البيئة بأهوار الجنوب .. الحديث عن حرمان 50% من الأراضى الزراعية من الحصول على المياه .

والله المستعان على قادم الأيام

 

قفشة أرقام بقلم / د. نبيل أحمد الأمير

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم