صحيفة المثقف

ثمرُ العطاء

صالح الفهديقصيدة مهداة للطواقم الطبية على جهودهم الجبارة في نجدة البشرية من وباءِ كورونا (كوفيد19)


ثَمَرُ العطاءِ إِذا الخُطُوبُ تَكَالَبَتْ

حُلْوٌ، كَطَعْمِ العيشِ عندَ رخـــاءِ

 

لا يَشْعُرَنَّ بهِ سِوى مَـــــنْ ذَاقَهُ

حِينَ اشْتِدادِ الضِّيقِ في الأَرْزاءِ

 

فَهُنَاكَ حِينَ يُصارِعَنَّ حياتَهُ

بينَ الفناءِ، وبينَ وَمْضِ بَقاءِ!

 

يَجِدُ الأيادي كالغصونِ تشاجرَتْ

حَدَباً عليـهِ، كَرَوْضَةٍ غنَّــــــــــاءِ

 

تُلْقِي بها الأَرواحُ في كَنَفِ الرَّدَى

كأَشَاوسِ الأَجنادِ فـــــــي الهيجاءِ

 

 

لا يَحْفِلُونَ بغيرِ ما ائْتُمِنُوا بِهِ

مِنْ نجدةِ المُعْتَلِّ بالإِشفــــــاءِ

 

ويُكَتِّمُونَ هَواجِساً تنتابُهُـــمْ

في قاعِ نفسٍ أُرْهِقَتْ بِعَنَاءِ

 

لِيُجَدِّدُوا أَمَلَ الحياةِ لِفاقِـــــدٍ

أحبابَهُ، وَاشْتَاقَ قطرةَ ماءِ!

 

لا فــــرقَ بينَهُمُ وبينَ مُقَاتِلٍ

يحمي الحِيَاضَ وأَهْلَهُ بِفِدَاءِ 

 

لا يَطْلُبَّنَ سِوى الحياةِ لِمَوْطِنٍ

إِنْ كانَ يَسْعَدُ مَوْطِنٌ بِبَقَــــاءِ

 

للهِ دَرُّهُمُ فَقَدْ ضَـــربُوا لَنَا 

مَثلاً عَلِيّاً في عظيمِ وَلَاءِ

 

فَهُمُ القَنَادِيلُ الَّتِي قد أَوْقَدَتْ

آمَالَنَا فِي اللَّيلةِ الظَّلمَــــــاءِ

 

وَهُمُ الجُنُودُ الباسلونَ كِفَاحُهُمْ

يَصِلُ الصَّباحَ بِبَأْسِهِ لِمَسَـــاءِ

 

طُوْبَى لَهُمْ قَدْ أَحْسَنُوا بِعَطَائِهِمْ

واللهُ يَجْزِيهِـــمْ بخيرِ جـــــزاءِ 

***

د. صالح الفهدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم