صحيفة المثقف

ما أَروعَ المرءَ في حُسْنِ الأَساليبِ

صالح الفهديما أَروعَ المرءَ في حُسْنِ الأَساليبِ

كالنَّسْمِ في نَشْرهِ النفَّاحِ مــن طِيْبِ

 

إذا تحدَّثَ أَلْقى الدُّرَ مـــن فَمِهِ

يضمُّهُ العِقْدُ في نَسَقٍ وتهذيبِ

 

كأنمـــــــــا ينتقي عندَ الدُّعــــاءِ لهُ

أرقى العباراتِ في قُدْسِ المحاريبِ

 

معوِّدُ الفَمِ أن يُبقي طهارتـــــهُ

من رِجْسِ كُلِّ كَلَامٍ فيه تَثْرِيْبِ

 

فلا تحرَّكُ أوداجٌ لهُ لســـوى 

قولٍ توخَّى لتسديدٍ وتصويبِ

 

المرءُ يَكْشُفُ عن طبعٍ بمنطقهِ

وإنْ تَسَتَّرَ في أَزْهى الجَلَابِيْبِ 

 

وزينةُ المرءِ لا كُحْلٌ وتَطْرِيَةٌ  

وإِنَّما منطقٌ في حُسنِ تأديبِ

 

به ينالُ المراقي حيثما سمقتْ

معظَّمُ القَدْرِ، يلقى كلَّ ترحيبِ

 

يفرُّ من نطقِ ما يُرديهِ منزلةً

كما يفرُّ المها من منظرِ الذِّيبِ

 

بعضُ العباراتِ عُفْنٌ بين أَحْرُفِهــا

وَيَكْشِفُ البَعْضُ مِنْها عَنْ مَخَالِيِبِ!

 

والمرءُ إن يرتقي تزكو عبارتهُ

فيبعدُ العِرضَ عن لــومٍ وتأنيبِ

 

للهِ درُّ الذي صانَ اللِّسانَ ولمْ

يُبِنْ قبيحاً بإِجْهَـــــارٍ وتَنْكِيْبِ

 

وأحكمَ القيدَ إن هاجَ اللسَانُ بهِ

كمـــا يروِّضُ خيلاً عندَ تأديبِ

 

ما الأصغرانِ سوى قلبٌ يضخُّ بهِ

دَمٌ، ولسانٌ طــــــــــــوعُ مرغوبِ

 

هما، هما المرءَ لا يعدو بغيرهما

إلاَّ كياناً غريباً غير منســـــــوبِ 

***

د. صالح الفهدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم