صحيفة المثقف

الفهم المثالي للوجود

علي محمد اليوسفوجهة نظر: نتيجة متابعاتي المحدودة حول فلسفة اللغة وعلوم اللسانيات في بحوث ودراسات تخص المنحى الذي ذكرته البعيد جدا تصنيفه انه فلسفة مركزية محورية في فهمنا قضايا الانسان والعالم من حولنا في تاكيد هذه المركزية اللغوية الافتعالية الخالية من اي شكل من التفلسف الهادف او المعرفي.

نستطيع الجزم من دون تحفظ استثنائي لا معنى له، ان فلسفة اللغة وعلوم اللسانيات ادخلت اللغة كعلم له كامل الاستقلالية والتعالق العضوي بالفلسفة في نوع من الاستشكال الفلسفي هو (تفلسف في نحو وقواعد اللغة) يقوم على تقطيع العبارة او الكلمة وتحميلها دلالات من النحوية والقواعد البلاغية الفارغة من المعنى المضموني كمعرفة فلسفية، بل كانت توظيفات لغوية ادخلت فلسفة اللغة وعلوم اللسانيات المتعالقة بها في عنق زجاجة لا يمكن خلاص الخروج  منها اساءت الى اللغة بما هي لغة اكثر من اساءتها للفلسفة بما هي فلسفة.

عالمنا اليوم تتقاذفه الامواج العاتية السياسية الاقتصادية المضطربة، وتفشي الفقر والاوبئة وشتى انواع الاستلاب الانساني، وتلاعب حفنة من الدول في مصائر أمم وشعوب مقهورة لا تمتلك أدنى أمكانية في خلاصها، لتأتي فلسفة اللغة بتطرفها الشاذ في صرف انظار بعض الفلاسفة والمفكرين عن معالجة هموم الانسان المسحوق عالميا، في الغوص والاهتمام المبالغ فيه حد التخمة على أن مركزية حل مشكلة المعنى باللغة هو مفتاح الحل والتصحيح لكل من مشاكل تاريخ الفلسفة، وحل مشكلة الانسان المصيرية كموجود أصبح لا يقوى على فهم ابسط الاشياء التي يجري تسويقها من حوله وهو صاغر مطيع مسلوب الارادة في تقرير مصيره.

أعتقد حان الوقت اليوم الخروج من مركزية هيمنة فلسفة اللغة وتوابعها المنبثقة عنها المتجذرة فيها مثل نظرية المعنى والتحول اللغوي، بعد أولوية الخروج من التبعية المركزية السياسية الاقتصادية التي تحكم العالم، فالتفلسف النحوي اللغوي القائم على اشكال من التجزيء لمفردات ومرموزات ومعادلات تمسخ معنى اللغة وتدّمرها قبل اساءتها الاكبر في تدمير مستقبل الفلسفة. توضيح فهم المعنى اللغوي لا يمكن أن يكون بهذه الاشكالية الغريبة التي أدخلت مباحث الفلسفة في متاهة من الضياع التي ركنت الاهتمام جانبا قضايا فلسفية لها ارتباط وثيق بهموم ومصير الانسان.

بمجمل الاختصار في خلاصة التعبير أن المنحى الفلسفي اللغوي المتطرف الذي تسلكه تيارات فلسفة اللغة وعلوم اللسانيات قضى على آخر أمل يرتجيه الانسان أن تكون الفلسفة أحدى وسائل تامين مستقبله امام تجذير فلسفة اللغة بعمى التجريد النحوي فيها حد الامتعاض. التحول اللغوي وفلسفة اللغة والتيارات المتعايشة عليها ومعها لم ولن يخدم تاريخ مستقبل الفلسفة، بل العكس وضع مباحث الاهتمام الفلسفي على سكة طريق لا يؤمن للفلسفة تحقيق ابسط اهدافها بمقدار أن تلك المباحث وضعت الفلسفة في متاهة من الضياع والتيه الذي لا يضع أمامه أهدافا واضحة تخدم الحياة والانسان.

بيركلي والادراك

لعل المثالية الابتذالية التي دافع عنها بيركلي أفضل تعبير في أسوأ تناقض هو قوله (يمكننا تحديد المقصود بالوجود دون اللجوء الى ادراكات لغوية، فوجود الشيء هو وجود ادراكه)1، هل الوجود الادراكي يقوم على تفكير خيالي بوجود شيء غير موجود واقعيا؟، ثم أن الادراك يقوم على الاحساسات وتعبيرات اللغة سواء صامتة أو مسموعة مقروءة. والادراك لا ينوب عن وجود المادة في حال ادراكها بل هو يعبّر تجريديا لغويا أستبطانيا أو أفصاحيا عن ذلك الوجود.

أما الادراك في مواضيع تبتدعها المخيلة من معين الذاكرة مستودع المعلومات تبقى مواضيع خيالية استبطانية لا يقدر العقل التعبير عنها لغويا تجريديا، ثم أن الخيال لا يصنع مواضيع لها وجود واقعي لم يكن قائما انطولوجيا قبل الادراك التخييلي له كموضوع.

وتعقيبنا على هذه المثالية الفجّة أكثر مما ذكرناه نجده في:

- الوجود سابق على أدراكه، وأسبقية الوجود هي التي تعطي الحواس الادراك به. ولا يحل الادراك البعدي محل الوجود القبلي، من حيث الوجود يدرك بموجوداته التي هي مادة يدركها الحس، بينما الادراك المجرد عن موجودية المادية السابقة عليه هو وهم فكري تجريدي لوجود غير موجود أو غير متحقق ادراكه حسيّا.

- لا يمكن تأكيد أدراك موجود خارج تعالقية اللغة به في تصوره والتعبير عنه. ادراك شيء بالفكر لا يجعل منه مدركا ماديا بالحس. وقابلية العقل على ادراك الموجودات الشيئية حسّيا لا يقوم بغير تمثّل صوري لغوي تجريدي لتلك الاشياء.

- ادراك الوجود ادراك عقلي داخلي مادي منظم وليس ادراك الوجود خارج العقل بمنظومته البيولوجية، لذا يكون الوجود هو مصدر أدراك العقل للاشياء، ولا يكون الادراك الوهمي لموضوع خيالي يجعله مصدر تحقق موجود مادي. ادراك الشيء بالفكر يختلف عنه ادراك الحواس له وكلا الادراكين المادي والخيالي هما تجريد لغوي يفهمه العقل في تعبيره عنهما. ولا يمتلك الادراك التعبير عن نفسه الا بوسيلة تجريد اللغة فقط التي ينكرها بيركلي، كذلك الاهم لا يمكن تفكير العقل المجرد بوسيلة اللغة يجعل الافكار تخلق موجوداتها المادية بالواقع .

- لعل طرافة وبساطة مقولة بارمنيدس البديهية تعبيره " الوجود موجود، وعدم الوجود غير موجود" بمعنى أنت لا يمكنك ادراك شيء أنت تخلق وجوده المادي بخيالك الفكري كي تدركه بغير دلالة تعبيرية عنه ولا بدلالة حسّية له.. فالمدرك موجود واقعيا، وغير الموجود لا يمكن ادراكه.

- أبتداع مخيلة العقل لموضوع لا ينتج عنه وجودا ماديا انطولوجيا، المخّيلة تفكير تجريدي محض في حال تعبيره عن موضوع لم يكن له وجودا انطولوجيا. والتجريد الادراكي لا ينتج عنه ادراك انطولوجي لشيء.

- ادراك الشيء بغياب وجوده المادي لا يجعل الادراك له معنى ينوب في غياب الموجود، واستحالة تحقق ادراك من غير موضوع او شيء مادي موجود يسبق وجوده ادراكه والتفكير به ما عدا مواضيع المخيلة خياليا...

الانطولوجيا واللغة

يعتبر أفلاطون الموجودات (الوقائع المعينة هي أفكار، أي هي كيانات مختلفة تماما عن كيانات العالم المحسوس)2، لو نحن أخذنا المقصود المباشر لتفسير العبارة نجدها هي تفريق بين الشيء المادي كموضوع للعقل وتعبير اللغة عنه، وبين الموضوع الذي مصدره مخّيلة الانسان والذاكرة الخيالي - المفاهيمي وتعبير اللغة عنه مثل مواضيع الاخلاق والقيم والعواطف والنفس وضروب الابداع الادبي والفني وغيرها.

فهذه مواضيع مستمدة من تمازج الخيال مع المعرفة المفهومية المجردة. كون المفاهيم ليست مواضيع ادراكية لا يستطيع العقل التعبير عنها والاحاطة بها الا بوسيلة التجريد الخيالي لغويا خارج الادراك المادي، المفاهيم مباحث مطلقة التجريد غير محدودة لذا لا يمكن معرفتها بغير دلالة موجوداتها المتعالقة بها. فمثلا مفهوم الوجود المطلق ميتافيزيقيا لا يمكن ادراكه الا ضمن علاقة موجوداته التي يحتويها داخله. وبدون محتوى الوجود تبقى اللفظة خالية من معنى الدلالة لا قيمة معرفية لها. مثال آخر مفهوم الزمان فهو مفهوم مطلق لا يدرك معرفيا الا بدلالة غيره من موجودات يحتويها في ادراك مقدار حركتها فيه. ومثال ثالث الطبيعة لا يمكن ادراكها الا بدلالة موجوداتها التكوينية التي تحتويها.. المفهوم كمطلق ميتافيزيقي تجريدي هو ليس موجودا ماديا يمكن ادراكه بالحواس عقليا وهو يختلف عن الادراك التجريدي ايضا لمواضيع واشياء حسّية موجودة واقعيا يمكن ادراكها.

أن الموضوع الخيالي أو الموضوع المفاهيمي لا يمتلكان كيانا موجوديا ماديا في الواقع، بل هما فكر تجريدي في الذهن لا يعبر عن موجود مادي بعينه موجودا واقعيا انطولوجيا. وما سبق لنا مناقشته في عبارة بيركلي ينسحب على مثالية أفلاطون ايضا ونجد بذلك انتهينا منه. لكن السؤال الباقي معلقا بماذا يختلف ما هو موجود مادي في تعبير اللغة عنه؟ عما هو غير موجود ولا مادي بالنسبة للفكر واللغة؟

الموجود المادي هو لغة قائمة انطولوجيا في تعبيرها عن مدلولها الواقعي المادي في حال الادراك الحسّي للموجود. وعندما نقول الموجود المادي هو لغة فهو تعبير صحيح تماما كون ادراك العقل لكل محسوس هو لغة تصورية تجريدية، لكن هذا التعبير لا يخلو من تناقض ازدواجي في معناه. فادراك الشيء حسّيا هو ادراكه لغويا لا خطأ فيه يدينه ويسمح مناقشته، وعندما نقول حسب تعبير افلاطون الوقائع المعنية هي أفكار لغوية  صحيح ايضا فأين الخطا أذن،؟

مسألة بديهية أن كل مدرك حسّي عقلي أو مدرك كموضوع خيالي هما ادراك بوسيلة الفكر واللغة المجردين ولا فرق بين وسيلة التعبير عن الادراكين. فألادراك الحسّي هو تجريد لغوي،كما أن ادراك موضوع مصدره المخيّلة يكون تجريدا لغويا أيضا. لذا يكون الادراك في كل الاحوال وفي أختلاف وتنوع مواضيعه الادراكية هو ادراك تجريدي لغويا.... ولا يمتلك الادراك الحسّي العقلي في التعبير عن مواضيع وموجودات ادراكه سوى تفكير العقل تجريدا لغويا.

فرق الادراك بين الحسّي والمتخيّل

لم نقل لا فرق بين الموضوعين المدركين أحدهما الموضوع المادي الحسّي والآخر موضوع المتخيل الذهني الذي لا وجود له على ارض الواقع. بمعنى الاول يمتلك وجوده الانطولوجي وتعبير الفكر واللغة عنه، وهذا ما لا يتوفر عليه الثاني موضوع المخيلة الخيالي الذي يمتلك ايضا لغة التعبير عنه تجريديا لكنه لا يمتلك وجوده الانطولوجي الواقعي بل هو من صنع مخيّلة الانسان.

اللغة في تعبيرها عن موجود متعيّن انطولوجيا هو دلالة قطعية على وجود موجود مادي سابق في وجوده المادي على لغة التعبيرعنه. وعلاقة الموجود المادية مع التعبير اللغوي عنه متطابقان تماما في عملية الادراك.

أما وجه التحفظ المثالي في ملابسة هذا الطرح هو الذي يقوم على أن الموجود هو لغة مستقلة بالذهن في تعبيرها عن موجود غير موجود ماديا ويريد الفكر واللغة خلقه واقعا ماديا وهو استحالة لا يمكن تحقيقها مطلقا.

بمعنى تعبير الفكر واللغة التجريديين عن موضوع لامادي وغير موجود واقعيا يبقى موضوعا تصنيعيا من أبتداع المخيلة وعمل الذاكرة ولا يمكن معاملة ذلك الموضوع وجودا ماديا. الفكر واللغة لا يخلقان اشياء مادية واقعية. وفي كل الاحوال يبقى تعبير اللغة عن الاشياء المادية والمتخيلة هو تفكير لغوي تجريدي.

فلسفة الوجود قبل سقراط

ينسب الى أحد تلامذة جورجياس انتستين قوله " انا لا يمكنني أن أحدد ماهية الشيء، وأنما يمكنني فقط أن أحدد بعض الخصائص التي يملكها هذا الشيء، وهناك ما هو اسوأ من ذلك فأنا لا يمكنني القول عن شيء محدد ما ليس هو عليه ولا حتى أن اقول غير موجود." 3

ما اشار له انتستين قوله لا يمكنني أن أحدد ماهية الشيء أنما كان بذر البذرة الاولى في تاريخ الفلسفة حول قضية الماهية أو الجوهر بشكل دقيق لم يسبقه غيره به، التي أصبحت قضية فلسفية محورية اكدها كانط وهيجل ومن بعدهما الفلسفتين الماركسية والوجودية بخاصة في الفينامينالوجيا عند هوسرل، وكنت تناولتها في اكثر من مقال أن ماهية الشيء هي ليست صفاته الخارجية، ومجموع الصفات في الاشياء المدركة من غير الانسان تكون معرفة كافية للماهية أو الجوهر تعويضيا عن عدم معرفة ماهياتها كجوهر متمايز عن الصفات. لكن هذا لا ينطبق على الانسان الذي يمتلك ماهية هي غير صفاته التي يشاركه بها غيره من البشر. الماهية عند الانسان هي تحقق الذات، هي الضمير الذي يقود سلوك الانسان، هي الجوهر الذي يمتاز به الانسان عن غيره من نوعه وعن غيرة من الكائنات في الطبيعة. والماهية هي تصنيع الانسان لذاتيته الموجودية المتمايزة.

فلاسفة الماركسية أدانوا مقولة الاشياء تمتلك ماهيات أو جواهر هي غير صفاتها الخارجية المعلنة المعروفة. ولا هناك حاجة للبحث عن ماهية الشيء بعد معرفتنا صفاته الخارجية. وبقيت مسألة هل تمتلك الموجودات في الطبيعة ماهية أو جوهرا خاصة بها كنوع أم لا تمتلك بقيت بدون حل. وفلاسفة الوجودية كانوا مؤيدين للمنهج الماركسي حول هذه القضية باستثناء سارتر حيث كان له رأيا منفردا عن بقية فلاسفة الوجودية في النقاط التالية:

- الانسان فقط هو من يمتلك ماهية أو جوهرا من بين جميع كائنات الطبيعة الحية وغير الحية منها.. التي لا تمتلك جوهرا مثل الانسان.ماهية الحيوان والكائنات الحية الاخرى صفاتها الخارجية تكفي لمعرفة ماهيتها. لذا الحيوانات لا تمتلك ذاتية تعي نفسها وفقدان الوعي بالذات لا يترتب عليه امتلاك ماهية أو جوهر هو غير الصفات الخارجية يقوم الحيوان تصنيع ماهيته كما يفعل الانسان تصنيع جوهره ذاتيا والسبب أن الانسان يمتلك الوعي الذكي في ادراك ذاته وادراك كل موجودات الطبيعة من حوله..

- ليس مؤكدا وجود الجوهر من عدم وجوده في جميع الكائنات بالطبيعة ما عدا الانسان فهو يمتلك ماهية متفردة في غنى عن تجربة التأكد منها.أشار سارتر أيضا الى أن الانسان هو الوحيد من الكائنات في الطبيعة يمتلك جوهرا أو ماهية كونه الوحيد الذي يدرك ذاته ويعي وجوده الفردي ووجود العالم الخارجي والطبيعة من حوله. وماهية الانسان ليست مجموع صفاته الخارجية التي يتساوى فيها مع غيره من الناس. كما أن ماهية الانسان أو جوهره هي عملية تصنيع ذاتي فردي، وهي بنية متطورة يقوم الانسان ببنائها في داخله بعد أحساسه التام بوجوده القبلي الذي يسبق ماهيته أو جوهره. فالماهية بنية يحتويها الوجود المادي للانسان هي صيرورة دائمية من تراكم الخبرة الشخصية المكتسبة من الحياة. وهي تابعة لوجود الانسان القبلي عليها.

دلالة الوجود

التاكيد الارسطي الذي يعتمده العديد من الباحثين في علوم اللسانيات أحداها" الوجود- حسب ارسطو – ليس فقط أن نقول ما هو موجود، وأنما أن نقول من أي نوع من الوجود، فكل عنصر من المقولات العشر – المقصود مقولات ارسطو – هي نوع من الوجود." 4

نفهم الوجود هو مفهوم مطلق يتعين موضوعيا بدلالة موجوداته الداخلية ونوعها وخصائصها ومميزاتها. لذا يوجد تفريق مهم ذهب له باسهاب كبير مارتن هيدجر في كتابه الكينونة والزمان تفريقه الملتبس بين الوجود والموجود. بين الوجود كمفهوم لا يمتلك تعيّنا انطولوجيا وبين الموجود الذي هو شيء متعيّن وجوده الانطولوجي كونه أحد مكونات الوجود.

اختلاف الوجود كمفهوم فيزيائي يختلف نوعيا بدلالة اختلاف موجوداته، لذا لا يمكن تصنيف الوجود كمفهوم الى نوعيات من الوجود. الوجود كمفهوم كلي شمولي لا يقبل القسمة ولا يقبل التقطيع نوعيا بغير دلالة موجوداته التي هي متعينات موجودية داخل الوجود يمكن ادراكها ويمكن تصنيفها نوعيا كما نشاء.

عليه يكون أختلاف الوجود هو في حقيقته أختلاف محتوياته الموجودية داخله، لذا تكون نوعية الوجود تقوم على نوعية موجوداته ولا يتقبل الوجود التوصيف النوعي بغير دلالة تصنيف نوعية محتوياته من الموجودات داخله. ولا يمكننا معرفة نوع الوجود وادراكه الا بدلالة محتوياته. والوجود كمفهوم ميتافيزيقي كما هو مفهوم الزمان حتى وأن جرى تمييزه نوعيا بغير دلالة موجوداته فهو يبقى بلا معنى ولا أهمية له. بمختصر العبارة يعرف الوجود بدلالة موجوداته، لكن هذه الموجودات لا تعرف بدلالة الوجود الذي يحتويها.

 

علي محمد اليوسف /الموصل

.........................

الهوامش:

1- سيليفان اورو، جاك ديشان، جمال كوغلي، ت: بسام بركة ص209

2- نفسه ص 213

3- نفسه ص 210

4- نفسه ص 224

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم