صحيفة المثقف

اعادة التفكير في قيمنا

نحن نعيش وسط مجتمع لا يؤمن بالحقوق وبالنتيجة فأن ترسخ هذه الثقافة ادى بافراده الى ضعف في عامل الثقة بالنفس لأن الفرد يشعر انه مكلف وبالتالي محدد الخيارات وبالتالي فهو يعاني نحو من القهر .

ولذلك نحن نبحث عمن يدلنا وعمن يفكر بدلاً عنا وعمن يرسم الطريق لنا لأننا لا نملك الشجاعة لخوض المعتركات لوحدنا .

نحن نخشى التجربة ..

ولأننا لا نؤمن بحقوقنا فأن ذلك ما رسم حالة الديكتاتوريات التي تعسف اوطاننا وتستعبدنا.

ان الشعوب التي تؤمن بحقوقها هي شعوب قوية ومدركة تماماً لفلسفة العلاقة بين السلطة والشعب وبالتالي فهي شعوب يصعب اخضاعها، لانها تضع خطوطاً حمراء دون المساس بحقوقها وما ان يتم تعديها حتى تنتفض.

المشكلة باعتقادي قيمية وتضرب جذورها بعيداً في اعماق لا وعينا الذي نتج عن منهج تربوي وسلوكيات موروثة ولذلك فمن الصعب تغييرها رغم انه ليس مستحيلاً .

ان تحول تفكيرنا نحو الايمان بان لنا حقوقاً علينا ان ننالها سيغير الكثير من مجرى حياتنا وسينتشلنا من التخلف الذي نعيشه .

فنحن مثلاً ما زلنا نعتقد ان المسؤول الحكومي متفضل علينا حين يقدم خدمة ما وحين يقوم بواجبه !

ولا نرى ان ذلك المسؤول مجرد موظف عليه ان يؤدي واجبه ونحن من يملك حق ازاحته من مكانه كما نملك حق تنصيبه بل اننا نحترم ذلك المسؤول ونوقره رغم علمنا بأنه يخدعنا وانه سارق وفاسد .

العمال مثلاً وهم فئة مستضعفة لدينا لا يؤمنون بحقوقهم التي ضمنها لهم قانون الضمان الاجتماعي والذي اضحى نتيجة لذلك مجرد حبر على ورق ، المعضلة ان العامل الذي يؤمن له ذلك القانون راتباً تقاعدياً ويضمن له حداً ادنى من الاجر لا يؤمن بذلك القانون ويستخف به ، وكل ذلك مرده الى الثقافة المركوزة في اذهاننا ايماننا بأن لنا حقوق فحياتنا

انما حصل في انتفاضة تشرين في العراق يشكل جزءاً من هذا التغيير فلم تكن الانتفاضة مجرد خروج للمواطنين في الشارع للمطالبة بفرصة عمل او خدمات بل ان الانتفاضة احدثت تغييرات ضربت في العمق وهشمت بعضاً من البنية الاساسية للقيم المعشعشة .

 

اياد نجم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم