أقلام ثقافية

ابتهال العربي: أمي.. خبز الحنان

أمي نعمة. شجرة شمس. وردة وأمان.. كثيرة الكلمات الجميلة والتي يستشعرها ويتذوقها الكثير من الشعراء والكتّاب والقُرّاء لكنني الآن أشعر أن مايقال عن الأم هو كلمتين " خبز الحنان"، أتذكر في المدرسة كنا نكتب ونسهب في التعبير عن أي موضوع تطلبه المعلمة في درس الإنشاء وكان من أجمل الدروس لدي التي تنَّمي القدرة الذهنية والتعبيرية والوصفية وكنتُ شاطرة مثلما نقول في الإنشاء كتبت كثير من السطور بوجهتين أو أكثر من الورق في مواضيع طلبتها المعلمة، لكن لا أتذكر أنني كتبت في موضوع الأم أو لوكنت قد كتبت لا أتذكر الكلمات التي كتبتها بحق هذه المخلوقة والإنسانة، ربما أقول لأمي أحياناً مازحة أو غير مازحة أنت السبب في ولادتي أنت من قررتِ الحمل والولادة وأنا نتيجة وتلك حقيقة كل الناس وسواء المشروع كان بنتيجة جيدة أو سيئة فلا نختلف في حقيقة "محبتنا للأم الحنون"، ربما لاتجمعنا علاقة وثيقة أو صداقة مع أمهاتنا لكن تجمعنا العاطفة التي وضعتها الحياة.. إنها السر الكوني الذي أوحاه الله تعالى فتنجب الوالدة قطعة منها وتصبح فيما بعد قطعة من مولودها يظل يجمعهما الحبل السري مدى الحياة نعم إنه حبل المودة والحنان وليس حبل الولادة، اليوم أكتب هذه الكلمات وبالتأكيد سأتذكر أنني كتبت لها ليس فقط لأمي بل للأم، إنها فعلاً عظيمة مثلما يتفق في الوصف الغالبية، عظمة الأم ليس دورها في الدنيا من إنجاب وتربية ورعاية فقط فالبعض منا لم يتمتع بالرعاية أو التربية أو حتى لم يشعر بحنان الأم لكن الأم هي كتلة العاطفة هي الوردة في مساحة خضراء هي الشمس في مساحة السماء هي النور في مساحة الظلام هي الحنان في مساحة المشاعر.. هي الحب الأول الذي يجعلك لاتعلم لماذا تحب أو كيف تنسى كأنه سحر لايتعطل وسر لايتفكك وشعور لايتلاشى.. ذلك الحب العذري الذي لايتكرر لأنك لن تستطيع أن تولد من جديد من أم أخرى ولن تستطيع أن تختار أم أخرى أو أن تحب أحداً كما تحبها، إن كانت بجانبك الآن أهديها شيء جميل دائماً ولو إبتسامة أو إهتمام لاتحدد سعادتها في يوم واحد من السنة لأن هنالك من يحسدك على وجودها بجانبك فقد توفيت أمه وذهبت دون عودة فأحرص على ذلك لأنها ليست مربية أو راعية أو طباخة أوست البيت إنها خبز الحنان الذي يغذيك ودونه تكون جائعاً .

***

ابتهال العربي

في المثقف اليوم