أقلام ثقافية

لست الوَحيد

مينا راضيكلُّنا استِثنائيونَ بطَريقةٍ ما،

كلُّنا فاشِلونَ بشَكلٍ ما. لدى كلٍّ منا سِجِلُّ إنجازاتٍ و نَجاحاتٍ ساحِقةٍ يَقِفُ دَومًا على طارفِ لِسانه، و لَدى كلٍّ منا إخفاقاتٌ كَثيرةٌ يحاوِلُ حَبسَها خلفَ صورةٍ لامِعةٍ و مُزَركَشة. كُن واثقًا أنَّ داخِلَ كلِّ شَخصٍ يَمشي في كلِّ شارعٍ عُقَدٌ نَفسية، فكُلٌّ منّا يَخوضُ مَعرَكةً في حَربِ الحَياةِ الكُبرى. باختِصار، نحنُ جَميعًا روحٌ واحِدة، مُختَلِفونَ بانسِجام و مُتَشابِهونَ باختِلاف.

هناكَ في طَيّاتِ كُلٍّ منا قِصّة، قصّةٌ لا نُريدُ أن نَرويها. أراهِنُ أنَّ كلًّا منا يَتَسَلَّلُ خِفيةً إلى عياداتِ الأطِبّاءِ النَفسيين، خَوفًا على كبريائه. يَكفينا عَيشًا في أقفاصِ المِثالية، فالعالَمُ أوسَعُ بكَثيرٍ من ذلك القَفَص. إنَّ أثداءَ أمِّنا الأرض كانت دائمًا فائِضةً بالشَهدِ و العَلقَمِ معًا، فلماذا نُنكِرُ هذه الحَقيقة؟

يَجِبُ أن تُدرِكَ أيها الإنسانُ أنَّ لديكَ أكثَرُ من أربَعينَ شَبيهًا، أكثَرُ بكَثير... فكلُّ العالَمِ أشباهُك. كُفَّ عن الاعتِقادِ بأنَّكَ الوَحيد!

***

بقلَم الكاتبة: مينا راضي

في المثقف اليوم