أقلام ثقافية

الدارمي.. رسائل عشق بأنامل رقيقة (3)

راضي المترفيتحدثنا في البداية عن نسبة الدارمي للنساء واحتكاره من قبلهن لزمن طويل واستخدامه ليس في الغزل وحده انما طوعنه لشتى الاغراض الحياتية الاخرى بعد ان خرج من عباءة العشق ورسائله السرية واقترب منه الرجال بحذر ودخلوا له من بابه القديم (العشق) وساروا به في جادة مبتدعته حذو الحافر بالحافر حتى تمكنوا منه فطوروا ونوعوا فيه واضافوا له اغراضا اخرى لكن الدارمي احتفظ بخواصه الاولى الرقة والسهولة والعذوبة وتيسر الحفظ واشتماله على بيت واحد لاثاني له ..

ومما قاله الرجال مجاراة للنساء في باب العشق والشكوى:

(شوف اشبلتني الروح وي وادم اجناب

والله اشعظمها تصير ياوكفة الباب)

والفارق بين الدارمي المنظوم من قبل النساء والدارمي المنظوم من قبل الرجال هو ان دارمي النساء ياتي عفويا برقة واضحة خالي من التكلف في حين دارمي الرجال فيه صنعة وتكلف وخشونة اضافة الى ان الرجال طرقوا بابا لم تطرقه النساء اذ قاموا بتوليد الدارمي من ابيات من الفصيح وانظر الى هذا البيت للمتنبي كيف قلبه احدهم وحوله الى دارمي ..

(اذا اعتاد الفتى خوض المنايا

فايسر مايمر به الوحول)

وهكذا اصبح بعد تحويله الى بيت (دارمي) ..

(كلب اليلاجي الموت ويخوضه كل حين

موشده عنده تصير من يمشي بالطين)

والرجال حتى في عشقهم تجد نوع من التباهي او التحدي بالاضافة للذكورية التي تطغي احيانا ..

(شفته وغواني ابليس وابرالي ذمه

وحومرت خد هواي من گلي شمه)

او نفي احدهم الحاجة للـ (الملايه) ..

(الوكت مايرّاد نعّايه تشچيه

دمعته بطرف العين كلمن تلاجييه)

وقد يحاول الرجل التحدي او فرض الواقع حتى في لحظات الهمس ..

(مخبل واحبج حيل حب يهدم الحيل

عاد انتي شوف شلون حب المخابيل.)

وخاض الرجل في كل الاغراض في الحب والحياة ومنها ..

(بقوطيه مارضعيت بس من لبنها

ومن عارضت بهواك ماجني ابنها)

او ..

(هنياله رمش العين من شافك ارتاح

الكلب مد احبال ياوسفه مالاح)

عموما نظمت المراة الدارمي ولحق بها الرجل وبقت المراة في نظمها وفية لانوثتها ورقتها وصوتها الهامس وتعلقها بحبيب حال بينها وبين التواصل معه اعراف مجتمع لايتساهل فيها ابدا في حين امتطى الرجل صهوة الدارمي وصال به في كل الاغراض دون مراعاته خصوصية هذا النوع من الشعر النسائي ونختم ببيتين قالهما الشاعر راضي الفريجي في موضوعين مختلفين ..

(حسبالي ارجه الماي طفت بسرابك

شحت علي شوفاك وانه اعله بابك)

و ..

(الخوه ياهو الگال ما خف لبنها

مهره ولگت مركاض ونهد رسنها)

***

راضي المترفي

في المثقف اليوم