أقلام ثقافية

تجربة الفنانة التشكيلية سهيلة حمزة غربال

وعملها الفني قبيل معرضها الشخصي برواق بالعاصمة

من فكرة الفن المفعمة بالوجد تجاه الطبيعة والمادة وشجن الذات الانسانية في اعتمالات دواخلها.. ومن جهة الحلم بالسفر تجاه ما تقترحه فسحة الحلم الملون بالخيال.. ومن ممكنات النظر والتأملات والقراءات المتاحة.. ومن تفاصيل مساحات شاسعة من طفولات عابرة.. ومن كل هذا وغيره كانت اللعبة المشتهاة تجاه الآخر..

هي مسارات متعددة ومتنوعة الرغبات والانتظارات من قبل الطفلة الحالة من خلال نظرات مشتتة للعالم يجمع بينها شغف البدايات بالتلوين والرسم والتشكيل الفني عموما قولا وفعلا وشيئا من العبث الطفولي بالبياض لادارة العالم على أنه علبة تلوين بموسيقى البراءة وأصوات التلقائية الباذخة..

هكذا كانت الفكرة من سنوات للنفاذ الى عوالم الفنون الجميلة من قبل الفنانة الحالمة سهيلة حمزة التي تخيرت اللعب الفني في مدارات التلوين والتشكيل عبر توظيف البقايا من القماش المستعمل حيث اللوحة مجال من الجمال.. كما كانت لوحاتها المتعددة بعوالم من التجريد تتناسق فيها الألوان مثل سمفونيات طالعة من أرض الموسيقى العامرة بالثراء والبهاء..  وثمة اشتغال على الموضوع البحري من خلال الرسم أو في فن النسيج أيضا..

شاركت في عديد الملتقيات الفنية التشكيلية والثقافية ومنها بالخصوص السمبوزيوم الدولي للفنون وفن الحفر بالمهدية.. وقدمت أعمالها في معارض فنية خاصة وجماعية.. كما أنها تشتغل على معرضها الجديد بدلية الموسم المقبل بأحد أروقة العاصمة ليضم حيزا من تجربتها الفنية والجمالية عبر سنوات ماضية.

و عن تجربتها التشكيلي تقول الفنانة التشكيلية سهيلة حمزة غربال "..  الفن هو معرفة كل شيء متحول للتعبير عن الأفكار التي تعذب عقولنا ونرسمها. إنه الاتجاه الجديد للشخص المثالي مع الفرشاة.و فن النسيج الذي يتمثل في إعطاء حياة ثانية لنفايات المنسوجات. يستهويتي لتكريم، وترجمة معاناة النساء في المجال الريفي، ولكن أيضًا معاناة النساء المتحررات. ونطاق الصيحات التي أطلقتها حواء..  إن جعل المرأة مثالية حيث تدمجها اللوحة وهو الدعوة التي تم إطلاقها بصوت عالٍ وأن الفنان جعلها فكرة سائدة في كفاحه الأبدي من أجل الاعتراف الصريح. هناك الكثير من الرموز التي يجب تذكرها في سطح صغير يجمع بين الألوان والموجات والرسائل. شكل جديد للرسم تفسح فيه اللوحة الطريق لخيال الفنان الذي لا يتوقف أبدًا عن الابتكار أثناء التعبير عن أكبر عدد من الرسائل من خلال العديد من الألوان التي تمكنت من جلب الجمال بقدر ما هو ملائم للرسائل... كما أنني أعمل كثيرًا على الموضوع البحري سواء في الرسم أو في فن النسيج.. في فن النسيج، أحاول منح النفايات وفضلات النسيج مجالات جمالية لتكون في أعمال فنية جديدة.. أنا فنانة متعددة التخصصات كونت نفسي بنفسي وأحاول أن أجسد أفكاري على محامل مختلفة والتي في رأيي تعطي بعدًا آخر للعمل..".

فسحة جمالية تقترحها الفنانة التشكيلية سهيلة حمزة غربال تقوم على ما تراكم لديها من ذاكرة البدايات وخبرات الحياة والممارسة الفنية المكتسبة عبر الدأب والمثابرة.

هكذا هي الجدلية تجاه المادة والتلوين حيث العمل على تنمية التجربة وتطويوها بما يتناغم وعالم الفنانة سهيلة الذي ينهض على أحاسيس وأفكار و.. أحلام جمة لا تضاهى..

***

شمس الدين العوني

في المثقف اليوم