أقلام ثقافية

كاروشي والموت من فرط العمل

عندما نتأمل في حياة الإنسان الياباني نجد أن جزءا كبيرا من هذه الحياة موجه إلى العمل بل الإفراط فيه وصارت هذه سمة وميزة للإنسان الياباني فتقديس العمل و إتقانه ثقافة عند البابانيين ولا تبنى الحضارات إلا بالعمل المتقن والعكس صحيح، فكثير من المجتمعات المتخلفة رغم ما تزخر به من ثروات طبيعية تمكنها من الريادة والسيادة والتقدم لكن كسل هذه المجتمعات وخمول افرادها وتواكلهم وتضييعهم للوقت جعلها مجتمعات متخلفة بل مستهدفة من الدول الكبرى التي تستغل هوانها وذلتها فتسرق ثرواتها وخيراتها ..

ولهذا  ظهر عند اليابانيين مصطلح " كاروشي" 

و كاروشي (باليابانية: 過労死)  يعني «الموت من الإرهاق»، يعبر عن الموت الفجائي بسكتة قلبية للموظفين الذين يعانون من ضغط العمل، أو من القلق الكبير،منذ سنة 1970 اعتبر الكاروشي مرض مهني في اليابان.

وحسب ويكيبيديا: "قدم مصطلح كاروشي لأول مرة من قبل ثلاث أطباء Hosokawa ،Tajiri وUehata في كتاب نشر سنة 1982 في وصف مجموعة من الاضطرابات القلبية المرتبطة بالإفراط في العمل. عرفت أول حالة كاروشي في سنة 1969، كانت لموظف عمره 29 سنة يعمل في خدمة النشر لأحدى أكبر الجرائد اليابانية، توفى الموظف نتيجة سكتة قلبية في مكان عمله بسبب ضغوظ العمل تم تسجيل 157 حالة وفاة كاروشي بين أبريل 2005 ومارس 2006 عن طريق الانتحار أو بنوبات قلبية. و173 لحالات مرضية خطيرة".

ولكن لنفس الإنسان عليه حق فلابد من التوازن ،الإغراق في العمل على حساب صحة الإنسان ظاهرة غير صحية والإفراط في الكسل والخمول و فقدان الفعالية هي أيضا أمراض المجتمعات المتخلفة... 

لهذا انتبهت اليابان وكثير من المنظمات الحقوقية لضرورة أن توفر المؤسسات والشركات أماكن للاسترخاء والقضاء على التوتر فصار الإنسان الياباني يتوجه إلى الغابات و الأماكن الطبيعية مثل الأنهار والشلالات و التأمل في جمال خلق الله فهذا علاج لكثير من الضغوطات والتوترات فأين مجتمعاتنا العربية من كاروشي؟ لذا فاسمحوا لي أن انحت لكم مصطلحا من بنات أفكاري فأقول: " نحن مجتمعات كاسولي "على وزن " كاروشي ".

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية

 شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم