أقلام ثقافية

اليقظة الشعرية!!

تفاعلات حسية للوصول إلى الذروة الإبداعية بإنثيالاتها الخلابة، فالمبدعون ومنهم الشعراء يواصلون محاولاتهم البحثية عن المتعة الفائقة، التي يكتبون أثناءها بكافة حواسهم المدركة، ويغمسون أقلامهم في دواة أرواحهم.

هذه اللحظات لا تتكرر، وتحصل في أحيان نادرة، وتمنح الشعور المطلق للتماهي مع جوهر الكون والوجود بأسره.

في تلك الحالة الإشراقية الإدراكية الوهاجة ذات السطوع الفكري، يكتشف المبدع ما يتوطنه من رمز الإنسان.

إنها تباغته وتنقله إلى عوالم خارج جاذبية الأرض ومداراتها العلوية، وتحرره من أصفاد المجموعة الشمسية، وتسوح بوعيه في أرجاء أكوان الإتساع.

ولا يخلو مبدع من تلك النوبات العاتيات القادحات، المتدفقات بما لا يستطيع إستحضاره في دورات أيامه ومنحنيات عمره.

ويبقى المبدع  دؤوبا في محاولاته للوصول إلى تلك الصيرورة الخلاقة، المُكثفة للطاقات وجواهر المكنونات المعرفية، وسيأتي بالغثيث والضعيف ويتواصل للفوز بصيده المنتظر، وكلما زادت محاولاته وتعاقبت معطياته بمواصفاتها المتنوعة، سيصل إلى الكنز الثمين، فيأنس به ويعيش منتشيا بما أنجزه.

فليس كل ما يسطره المبدع بجَيد، فهو بين القوة والضعف، وكلها خطوات للفوز بما فيه من صدق التعبير ودفق التنوير.

فلكي يكون المبدع مشرقا، يتماهى مع منبع النور السرمد، وهذا يتطلب مثابرة ومجاهدة محفوفة بالمحاولات التي تستأهل الحياة،وتشق الطريق إلى جنانها.

إن الإبداع الحقيقي تسلق مضني إلى قمة الإنطلاق الأكبر والتعبير الأقدر عن الحالات.

***

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم