أقلام ثقافية

أرض الله

أنهيت ليلا رواية أرض الله (530 صفحة) تاريخ الإصدار 2021 للشاعر والروائي الأردني الدكتور أيمن العتوم رواية بديعة محكمة البناء صاحبها نحات لغوي يشكل من مفردات اللغة عوالم يمتزج فيها الخيال والواقع وفي وصف دقيق لمعاناة العبيد تجد نفسك وكأنك تعيش يوميات العبيد في حقول القطن والسياط تلهب جلودهم، رواية الترحيل القسري من أرض الأجداد إلى عالم جديد وغريب يجتث منه التاريخ والدين والأخلاق لكن عمر (ماريان) يتمسك طوال ستين سنة بدينه ويصنع له سجادة ويقيم صلاته سرا ويدعو إلى الله كلما سنحت له الفرصة، لم ييأس، حاول الهروب ثلاث مرات ويقبض عليه، يتعرض لتعذيب شديد من أجل الحرية بطل هذه الروايةهو  (عمر بن سيّد) الّذي وُلِدَ في (فوتا تور) ما يُعرَف اليوم بـ (السّنغال) في غرب أفريقيا عام 1770م ونشأ فيها، حتّى عام 1807م حيثُ يأتي جيشٌ يحتلّ بلاده، ويأخذه عبدًا إلى (تشارلستون) في جنوب أمريكا الشّماليّة، عمر قضى أكثر من ربع قرن يدرس علوم اللغة والدين، زاهدا في كل شيء من أجل العلم، حفظ كتاب الله، الذي كان أنيسه في سنوات العبودية الطويلة، فكرة الرواية حقيقية ..

إن مثل هذه الروايات ذات البعد التاريخي الإنساني، تحلق بنا بعيدا في عوالم من الدهشة ووالواقعية الفنية الممتزجة بالخيال فتثير في القارئ أحاسيس من الألم والوجع والأمل، يمكن لهذا الفن الروائي أن يغير الإنسان ويدفعه إلى دروب الوعي بواقعه وذاته وما أحوجنا إلى أدب بعيدا كل البعد عن الحداثة المزيفة التي تبيح للكاتب ان يقع في الإسفاف والبذاءة بدعوى السياقات الأدبية والضرورات الفنية والتعبير عن الواقع وبعد هذا يتباكى هرلاء الكتاب عن غياب المقروئية وفقدان القارئ المتذوق فالرواية الإنسانية الخالدة ذات البعد الجمالي والفني تجد القارئ الذي يحتضنها في شتى بقاع العالم وروايات الشاعر والروائي القدير د.أيمن العتوم طبعت منها عشرات الطبعات وهناك بعض رواياته وصلت إلى الطبعة الخمسين في ظرف قصير وبيعت منها مائات الآلاف وهو يعترف في اقل من عشر سنوات باع بالإهداء اكثر من مائة الف نسخة.

لا يمكن للأديب أن يشق طريقه نحو العالمية ببيع نفسه لدوائر الغرب حتى يرضوا عنه، فطريق الخلود والمجد الادبي أن تعبر عن أمتك وعن قيمها وتاريخها واشواقها واشواكها وعن آمالها وآلامها وكل هذا بلغة جميلة بديعة تستهوي القارئ وتشده وتمنحه متعا فنية وروحية يعيش في أجوائها منتشيا مستنشقا عبير الحياة.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

 شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم