أقلام ثقافية

في تجربة الفنانة التشكيلية التونسية المقيمة بباريس نعيمة القيزاني

انطلقت في رسوماتي مع التجريديات ومشاهد الطبيعة وكان لي معرض بباريس ب"دار تونس" في أكتوبر 2021

 أستاذتي كانت تمكنني من بطاقات بريدية لأرسم محتوياتها في لوحات لتباع آخر السنة الدراسية..

بعد حوالي 40 سنة استعدت حلمي بالرسم وحققت مرادي ...لا بد من تحقيق الحلم ..."

كان غرامي كبيرا ببيكاسو وسيزان وفان غوغ ...درست كثيرا تجاربهم أعدت رسم العديد من أعمالهم..

***

في عوالم شتى من سير الكائن في حياته ثمة ما يشي بالقول نظرا وتشوفا وجمالا وحبا حيث الحياة تلك الخلبة الضاجة ببساتين بهجتها وحقول جمالها وغابات ألوانها وسماء نظرها في كثير من الحلم .. والحلم الدفين...

نعم بالحلم تسعد الكائنات وقد تشقى لبرهة لأجله لكنه العزاء لها والسلوى في كون يطلب الحلم كحد أدنى للعيش..و الفن هنا مجال حلم وذهاب للأقاصي في كثير من النظر والأمل والتأمل..

هكذا يقودنا عنوان الحلم في الفن والحياة ونحن نمضي في سفر جميل مع تجربة فنية تشكيلية عن لصاحبتها أن تقيم للحلم أعراسه ولو بعد زمن طوييييل حيث لا غرام ولا ذهاب الا تجاه العنوان الكبير الساكن في أحياء القلب وتجاويف الأعماق وشواسعها..

هي عشقت الفن في صغرها كموهوبة لكن الطريق الى معاهد الفنون خانها لرغبة الىخرين وذهبت لحالها وحياتها لتجد بعد أربعين عاما من المتغيرات والأحوال السيد الحلم بانتظارها جاملا علبة تلوين كهدية قديمة متجددة..عادت الى غرامها الفنانة وهي ترسم لا تلوي على غير تحويل العالم الى علبة تلوين.4361 نعيمة القيزاني

الرسامة نعيمة القيزاني تقيم بباريس وتزور تونس من حين لآخر تعيش حياة الفن والرسم والتلوين لتتنوع جماليات لوحاتها بين حالات فنية تقول بما يعتمل بداخلها من رغبات ونظرات ملونة لذاتها وللعالم ...فمن اعادة رسم أعمال الفنانين الكبار وما في فن الاعادة هذا من انتباه وحرفية مضت الى عالمها الخاص لتتعددة تجريدياتها بين مساحات متحركة من الأزرق والأحمر وذلك وفق بهجة لا تضاهى تعيشها الفنانة القيزاني مع الفن التشكيلي وعوالمه المتعددة ليبرز من ذلك معرضها الفني بباريس في " دار تونس " خلال شهر أكتوبر 2021 وهي تعد الآن لمعرضها الفني الخاص برواق بالعاصمة خلال الموسم الثقافي الحديد.

عن تجربة البدايات وحلمها وعملها الفني المتواصل تقول الفنانة نعيمة القيزاني "... منذ صغري ودراستي بسوسة كنت أرسم وبرزت موهبتي لتنتبه الى ذلك أستاذتي التي كانت تمكنني من بطاقات بريدية لأرسم محتوياتها من صور ومشاهد وغير ذلك في لوحات كانت تباع في آخر السنة الدراسية خلال حفل الاختتام الدروس وفي يوم ما خاطبت والدتي كي أتوجه الى معهد الفنون الجميلة بعد الباكالوريا لكنها عارضتني ورفضت ذلك باعتبار وأن الفن ليس مهنة وحيث أنه لا يوجد معهد للفنون الجميلة بسوسة آنذاك ويصعب من طرف العائلة ذهابي الى معهد الفنون بتونس للدراسة فقد تبخر أملي ولكن ....ظل الحلم يرافقني بعيدا عن رغبة الرسم التي اختفت وظللت أدرس لاسعاد عائلتي وتحقيق رغبتها وتغيرت الحياة وتزوجت ثم سافرت الى باريس...و عملت في مجال غير الفن والرسم لأعمل كمستشارة ادارة لتبقى حكاية الفن التشكيلي حكاية مخزونة في داخلي وفي أعماقي...و مع بلوغي التقاعد تبادر الى ذهني سؤال عن الوقت والانشغال بشيئ ما خاصة مع فقداني لزميلة لي عاشت قلقا وضغطا مع فترة التقاعد وتوفيت ففكرت مليا وعادت بقوة حكاية الرسم والفن كمشغل ليس لوقت الفراغ فحسب بل أكثر من ذلك كحالة طبيعية لاستعادة حلم قديم خزنته أعماقي وحان وقت العودة وتحقيق آمالي في معانقة عميقة للفن الذي سكنني والرسم الذي ملأكياني كحلم خبأته وربيته في الغياب ليكرمني على وفئي ليحضنني وكان لقاؤنا مثل عاشقين تجدد الهيام بينهما بعمق وفرح ورغبة جامحة..". وعن فنها تقول الرسامة نعيمة " ... كان غرامي كبيرا ببيكاسو وسيزان وفان غوغ ... وذهبت كثيرا في فكرة النفاذ الى تجاربهم ومجال رسم العديد من أعمالهم ضمن فن الـ: ...reproduction

واصلت تجربتي لأقول بفكرة الابداع الشخصي بعيدا عن اعادة رسم أعمال الآخرين وانطلقت مع رسوماتي الخاصة مع التجريديات ومشاهد الطبيعة وكانت معارضي التي منها معرض باريس ب"دار تونس " في أكتوبر 2021 وفي أماكن أخرى للعرض الفني...".

و عن رؤيتها للفن والرسم تواصل الفنانة التشكيلية نعيمة القيزاني القول "...الرسم هو محال حياة وفرح وابداع وامتاع وانتشاء وكثيرا ما أرسم مع الموسيقى ليتملكني احساس عميق بالطمأنينة والمتعة ..أنا أحلم وحلمي مفتوح عل الابداع والرسم وكان معرضي مع الفنان التشكيلي والأكاديمي غازي حسني بمثابة الجزء من طموحي وحلمي وهو فنان وجامعي وقد اطلع على أعمالي وأعجبته ليكون معرضنا المشترك بسوسة وأنا أثمن تجربته وما قام به تجاه ابداعي وحرصه على معرضنا هذا ...أنا أعجبت في بداية تجربتي برسامين قدامى من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ..." وعن رسالتها من خلال فنها تقول "...لي رسالة للعائلات بخصوص مسؤولياتهم تجاه المواهب وتشجيع من له رغبة في الفن ودراسته ختى لا تظل في فلوب بعض الشبان والمغرمين بالفن دراسة وممارسة تلك الحسرة والندم فأنا وبعد حوالي 40 سنة استعدت رغبتي وحلمي وحققت مرادي ...لا بد من تحقيق الحلم ...".

وبخصوص تجربة الفنانة نعيمة القيزاني وأعمالها يقول الباحث الجامعي والفنان التشكيلي الأستاذ غازي حسني "...الفنانة التشكيلية نعيمة القيزاني هي مثال الفنانين الذين يملكون الموهبة وبلا تشجيعات من العائلة بالنسبة لحالها والمجتمع من تواد وغيرها في الفضاءات والتأطير بالنسبة لغيرها ..هي عاشت بعيدا عن حلمها الكامن فيها ل40 سنة وجاءت المناسبة لتعود الى حلمها الذي عايشها في صمت ...ان الأحلام لا تموت أحيي فيها هذا الحرص والاصرار فهي تنتج عملا فنيا فيه حياتها وحلمها ورغباتها الانسانية والثقافية الفنية ..رسمت أعمالا لكبارالفنانين دون خوف أو وجل من تجاربهم ومنهم فان غوغ وبيكاسو وهنري ماتيس ...هي المراة الفنانة العصامية المحترفة تجاه حلمها الأصيل وما تقوم به من بحث عميق واجتهاد لاجل فرض بصمتها في الساحة الفنية التشكيلية بعيدا عن الفنانين الأكادميين المنظرين الذين بقوا في لحظتهم الانشائية ولأنهم ببساطة لم يعيشوا لحظة الحلم ..هي عصامية تسعى لتقديم عمل جيد ...".

هكذا هي الفنانة التشكيلية نعيمة القيزاني في دأبها الفني حيث العوالم الفنية بتلوينات الحلم والفرح والحب والحياة بين تجريديات بها حركة ووجوه دالة على كياناتها وأصواتها وأحلامها وفق قول للرسامة القيزاني بالفن كأسلوب جمالي ينهض على نظرة الذات تجاه العالم والآخرين .

***

شمس الدين العوني

في المثقف اليوم