أقلام ثقافية

السياحة البطيئة والسياحة منخفضة الكربون وفقا للأدبيات الحديثة

يرد مصطلح (السياحة البطيئة) في الادبيات السياحية الحديثة (ديكينسون، لومزدون، روبينز، رولينسون، ماكغراث، كاربينيلي، ماركويل، ويلسون، وفولاغار...) للدلالة على أحد أشكال (السياحة منخفضة الكربون) التي تعتبر من أنواع (السياحة المستدامة). وتقوم على ثلاث قواعد رئيسية متعلقة بقرب الوجهة السياحية التي يقع عليها الاختيار من قبل السياح، وسبل بلوغها، ووسائل النقل المستخدمة في التنقل فيها، ونوعية وطبيعة البرامج السياحية التي سيشاركون فيها أولا، والاثار البيئية التي يتركونها جراء سفرهم، واقامتهم المؤقتة من جهة ما يتسببون بها من انبعاثات من الغازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري) الكامنة وراء ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، والبصمة الكربونية التي يخلفونها ثانيا، والمدة التي يقضونها في رحلتهم السياحية، والسلوكيات السياحية التي يمارسونها خلال ذلك، وبخاصة تجاه البيئة الطبيعية والمجتمعات المحلية ثالثا. وذلك من خلال قيام السياح باختيار أقرب وجهة سياحية ممكنة بالنسبة لأماكن إقامتهم الحقيقية، واستخدام وسائل النقل غير السريعة لبلوغها، للفوز برؤية أكبر قدر ممكن من المناظر الطبيعية الخلابة في طريقهم إليها، وقضاء الوقت الكافي من أجل ذلك، ولضمان أكبر قدر من الاتصال بالطبيعة، والسير على الاقدام وركوب الخيل، واستخدام زوارق التجديف والدراجات الهوائية والعربات التي تجرها الحيوانات في تنقلاتهم ورحلاتهم الداخلية، والاقدام على شراء البرامج السياحية منخفضة الكربون، والتفاعل والانسجام مع السكان المحليين، وقضاء الوقت الكافي بين ظهرانيهم، والاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بهم. مع ضرورة احترام هويتهم الثقافية والاجتماعية. وارتياد المطاعم التي تقدم الاكلات الشعبية المعدة والمطهوة من مواد ومصادر محلية، وبالطرق التقليدية (الوجبات البطيئة والوجبات منخفضة الكربون)، والنزول في البيوت التي يملكها ويديرها هؤلاء، أو في الفنادق الخضراء والمنتجعات السياحية الصديقة للبيئة وغيرها. وذلك بهدف تخفيف الاثار البيئية لرحلتهم السياحية، والتقليل من الانبعاثات الكربونية الناجمة عنها، وإتاحة أفضل فرص انتفاع للمجتمعات المحلية المستقبلة (المضيفة) من خلال استخدام الافراد في الترجمة والارشاد السياحي، وشراء المنتجات الحرفية اليدوية وغيرها من السلع والخدمات السياحية، والمحافظة على الموارد المحلية المتوافرة، وبخاصة البيئية منها، وتأمين استمراريتها وديمومتها ووصولها للأجيال القادمة أكثر غنى وتنوعا وتطورا، وبما ينسجم وقواعد الاستدامة البيئية المعروفة. وقد جاءت فكرة (السياحة البطيئة)، وشهدت النور بذات الطريقة التي ظهرت بها فكرة (الوجبة البطيئة) أو (السلو فود) التي أطلقها الإيطالي (كارلو بيتريني) في عام 1989، وأصبحت حركة دولية مناهضة ل (الوجبة السريعة) منذ العام المذكور.

***

بنيامين يوخنا دانيال

في المثقف اليوم