أقلام ثقافية

زوجات الأدباء.. والدافع نحو الإبداع

كتب الصديق الإعلامي والشاعر المبدع إبراهيم قار علي عن مشكلة طبع الكتب ووجد في زوجته الدافع والمحرك فقد عرضت عليه أن تبيع ذهبها من أجل طبع كتبه وهذا الفعل النبيل ينم عن وعي بأهمية الكتابة والإبداع وترك الأثر فكثير من الأدباء العالميين كان وراء نجاحهم إصرار زوجاتهم على المضي في هذا الطريق الشائك مع لعبة الأدب والثقافة الحارقة

 وقصة "مارسيدس بارشا" زوجة غارسيا ماركيز شاهدة على ذلك فبعد أن استغرق الروائي العالمي ماركيز في كتابة روايته "مائة عام من العزلة" وقتا طويلا، ووبعد أن فرغ منها الكاتب أخيرا، وجد نفسه أمام معضلة النشر  فحجم الرواية كبير وهو لا يملك  مصاريف إرسالها إلى الناشر عبر البريد فالتكلفة  باهظة، وهو الذي كان يعيش رفقة أسرته الصغيرة  ظروفا صعبة وقاسية  قام الكاتب بإرسال النصف الأول من الرواية، ولم يجد بعد ذلك سوى آلته الكاتبة ليرهنها، حتى يرسل النصف الثاني  هنا تدخلت زوجته " مارسيدس " وهي من أصول مصرية، واقترحت عليه  رهن خاتم الزواج، وعدم بيع آلته الكاتبة التي لها مكانة خاصة لدى الكاتب وتحمل رمزية كبيرة ..

وفي يوم الثلاثاء 30 ماي (أيار) عام 1967، خرجت  الطبعة الأولى من الرواية، وصدر الكتاب في منافذ البيع دون أي حملات ترويجية، وأحدث مفاجأة فقد بيع منه ثمانية آلاف في أسبوع واحد، وأحدثت الرواية ضجة في العالم منذ يوم صدورها الأول، و بشرت بميلاد تيار الواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية، وأثرت الرواية في مختلف الكتاب والروائيين عبر العالم، وتمت ترجمتها إلى سبعة وثلاثين لغة، وبيع منها ما يقارب ال 25 مليون نسخة حول العالم، وكانت سببا مباشرا في حصول الكاتب على جائزة نوبل للآداب عام 1982 ، فهذا الخاتم الذي هو رمز للعلاقة المتينة الذي ضحت به الزوجة كان سببا في ولادة كاتب عالمي ورواية عالمية انسانية انتشرت عبر أصقاع العالم كانتشار النار في الهشيم فشكرا لكل زوجة آمنت بإبداع زوجها فكانت سندا له وسط دياجير التجاهل واللامبالاة.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية

شدري معمر علي

في المثقف اليوم