أقلام ثقافية

بغداد الأيقونة الحضارية!!

بغداد بناها الخليفة أبو جعفر المنصور (95 - 158) هجرية، المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، ونقل عاصمة دولته من (الكوفة)، إليها عند إكتمالها؟

وقد تألقت في زمنه وهارون الرشيد والمأمون (149 - 218) هجرية، أي على مدى (59) سنة.

وتعرضت بغداد لفترات صعبة من الخراب، كان أولها ما جرى بين الأخوين الأمين والمأمون من حرب تخربت فيها العديد من معالمها وقصورها.

وبعد المأمون أصابتها فتن وحروب داخلية أسهمت في خرابها، كما أنها عانت من الحرب بين (المعتز بالله)، وعمه (المستعين بالله)، إضافة إلى الفيضانات والأعاصير المدمرة.

وبين فترة وأخرى تحدث فيها قلاقل تتسبب بمزيد من فقدان معالمها العمرانية، حتى جاءتها الضربة القاضية التي أجهز بها عليها التتار سنة (1258).

فخراب بغداد قد بدأ منذ أن غادرتها العاصمة إلى سامراء، وخلال تلك الفترة التي إستمرت لأكثر من نصف قرن، فقدت بغداد العديد من معالمها التي شيدها الخلفاء (أبو جعفر المنصور، هارون الرشيد والمأمون)

ولو أن بعض الخلفاء في سامراء إهتموا بمعالمها كبيت الحكمة، لكن درجة الإهتمام لم تكن كما عهدتها في زمن أولئك الخلفاء.

وهذا يوضح أن خرابها كان تدريجيا واستغرق وقتا، ولم يكن مفاجئا، فللخراب والدمار أسباب تتفاعل للوصول إلى غايتها القصوى وتستجلب القوى اللازمة لتحقيقها، وهذا قانون السقوط الذي يفعل في الموجودات الأرضية.

وهكذا فأن بغداد قد عاشت زمنا قاسيا من التداعيات التي أوصلتها إلى ذروة الإنكسار والإنحدار في متاهات الخراب وسفك الدماء.

ويبدو أن مسيرة الخراب التي تعصف بها ستتواصل لزمن آخر حتى تنمحق معالمها التي تشير إلى هويتها العربية الساطعة.

فهل من نداء بناء وإعمار في مدينة الأرض المدورة؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم