أقلام ثقافية

اقرأ وربك الأكرم.. الكرم الإلهي في القراء

القراءة ليست ترفا بل أمراإلهيا يستوجب علينا أن نستقبله بقوة فهي قراءة باسم الرب، قراءة تنطلق من الذات لتعانق السماء، قراءة مشعة نورانية هادفة نافعة دافعة رافعة، نتيجة هذه القراءة المتبصرة هو الكرم الإلهي الذي يفتح عليك بركات الفهم والتأويل فلنسلط الضوء على هذا الكرم الإلهي والفوائد العظيمة لمتعة القراءة ..

ففي تقرير نشرته مجلة “أزاد سالود” (azsalud) الإسبانية، قال الكاتب بيرنات كابريسبينا إن المطالعة نشاط مفيد ويجب أن يكون جزءا من حياتنا اليومية، وهو الأمر الذي تثبته الدراسات العلمية الحديثة.

وينصح الخبراء بقضاء فترة قصيرة يوميا في قراءة شيء نحبه، ومع مرور الوقت، سوف ندرك معظم الأسباب التي تجعل القراءة بانتظام عادة ممتازة فالمطالعة لا تعد طريقة رائعة لقضاء الوقت فحسب، بل لها فوائد معرفية وعديدة أخرى ومن هذه الفوائد نذكر ما يلي:

1- المعرفة:

فالقارئ النهم المنتظم في قراءته يكتسب قدرا كبيرا من الثقافة والمعرفة يستخدمها في كتاباته ومناقاشاته وحواراته، فيملك ثروة لغوية تمكنه من التعبير السلس عن أفكاره وآرائه عكس الإنسان الذي لا يقرأ فيعاني صعوبة في تبليغ أفكاره فكلما سنحت له الفرصة للحديث يتوارى ويختفي ويشعر بالخجل والعجز عن الكلام.

2-الاسترخاء:

القراءة والسباحة في عوالم الفكر فرصة لا تعوض لنسيان همومنا ومشاكلنا وضغوط العمل فهذه المتعة تعطيك الراحة والاسترخاء والتخلص من سلبيات الواقع ومتاهته فلا تحرم نفسك من هذا المسكن لضغوط العمل ومشاكل الحياة.

3-التأمل:

عوالم القراءة تدفعك إلى التأمل والتفكير فيما قرأت قد توقفك فكرة تؤثر في عقلك وتجعلك تراجع حساباتك وتتخلى عن أخطائك، فكرة عميقة متبصرة كافية لتجعلك تخطو خطوات نحو التغيير الإيجابي وإذا كنت كاتبا مبدعا، هذا التأمل فيما قرأت يغريك بكتابة أخرى إضافة ومناقشة للكاتب فيكون الثراء الفكري الناتج عن هذا التأمل .

4-اتخاذ القرار:

القراءة الواعية والجادة تزودك بمهارات ومعلومات تمكنك من اتخاذ القرار السليم في أي مجال من مجال حياتك فنحن نعلم أن مشكلة الإنسان تأتي من أمرين اثنين وهما: المعلومات الخاطئة والمعلومات المنقوصة وهذان الأمران يجعلان الإنسان يتخذ قرارات غير مدروسة العواقب وفي كثير من الأحيان تسبب له مشاكل عويصة مدمرة.

5- تحفيز الدماغ:

يقول الكاتب علي دحروج: "ولكن ما يخفى على الكثيرين أن دور القراءة لا يقتصر على زيادة المعرفه أو تقوية الذخيرة اللغوية فقط، بل تلعب دورًا هامًا في التأثير على المراكز العصبية في دماغ الإنسان، حسبما أثبت باحثون في جامعة «ساسكس» البريطانية.

وأوضح البحث أن القراءة والمطالعة تُعد أحد أهم الأنشطة التي يفعلها الإنسان لتحفيز الدماغ وجعلها تقوم بوظائفة، كما تعمل على زيادة معدل قدرته على التواصل مع الآخرين بالإضافة إلى أنها تعمل على تقوية وصلات الدماغ العصبية.

ويؤكد الأطباء أن المطالعة من الأنشطة الذهنية التي تساعد على زيادة مستوى التركيز لدى القارئ".

6- التخفيف من التوتر:

تقول الكاتبة "رشا المالح": "تعتبر القراءة وسيلة للتحرر من التوتر وتساعد على الاسترخاء وإن لمدة ست دقائق فقط، فهذا الوقت يكفي لتخفيض مستويات التوتر بنسبة 68 % تبعاً لإحصائية أبحاث جامعة ساسيكس. وهو أسلوب فعّال وأسرع كما تشير الدراسات من أي طريقة أخرى لتهدئة الأعصاب كالاستماع للموسيقى أو الذهاب في نزهة سيراً على الأقدام أو الجلوس مع كوب من الشاي".

7- تقوية الذاكرة:

ونقلا عن جريدة الرياض: "تقول أورسولا لينز، من الرابطة الوطنية الألمانية لمنظمات رعاية المسنين، إن القراءة تحافظ على يقظتك الذهنية وتساعدك على مواكبة الأحداث الجارية.

وتشير زيمونه هيلك، من منظمة "الترزهيلفه" الألمانية التي تساعد على تطوير استراتيجيات لرعاية المسنين والترويج لها، إلى أن القراءة أيضا تساعد على تحسين المفردات واستخدام اللغة والقدرة على التركيز".

8- تعزيز مهارات التفكير:

مما لا شك فيه أن القراءة المنظمة والجادة تنمي لدى الإنسان مهارات التفكير وخاصة التفكير الإبداعي فكم من اختراع علمي جاء عن طريق القراءة فكرة ملهمة من كتاب تكون سببا في اختراع أو ابتكار يغير وجه الإنسانية لذا علينا أن لا نحرم أنفسنا وأبناءنا من متعة القراءة الدافعة إلى مهارات التفكير الإبداعي التفكير خارج الصندوق.

بعد كل هذا كيف يفرط الإنسان في القراءة؟ فالقراءة هي قرار الرؤية، رؤيتك المتبصرة لأهداف حياتك وخطتك المستقبلية ..

*** 

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم