أقلام ثقافية

الأدب بين المتعة والمنفعة

قال هودسن: "ان الادب تعبير عن الحياة وسيلته اللغة"

كثيرا ما نقرأ على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي آراء لكتاب ومثقفين حول رسالة الأدب فهناك من يتبنى نظرية الفن للفن، يفرغ الأدب من كل منفعة يل يحصره فقط في المتعة الفنية وتجد أصحاب هذا الطرح يتعصبون لهذه الفكرة فهل حقيقة أن الأدب ليست له رسالة إنسانية؟

يفول الكاتب إسماعيل عبد الرفيع: "وبالرجوع إلى النصوص الإبداعية اليوم نجد أن الأدباء يَهتمُّون بشكل كبير بالإمتاع أكثر من الانتفاع؛ لذلك نجد تأثيرها محدودًا ضيقًا، آنيًّا لحظيًّا، سَرعان ما يتلاشى؛ إذ لا يَنفُذ إلى أعماق النفس الإنسانية ليُحاوِرها ويُذكي القيم النبيلة فيها، فيصبح الأدب بذلك ملهاة أكثر منه طبيبًا شافيًا، ما أحوجنا اليوم إلى أدب تنتفع به النفس وتستمتع، فبانتفاع النفس يُعيد الأديب وصْل ما انقطع، يُوجِد لنفسه جمهورًا تواقًا وفيًّا، لا يخشى تفلُّته أبد الدهر، وبذلك يكون قد أسهم في تشكيل ذلك الجمهور وصناعته، وَفْق نظرته وفَهْمه لمعنى الأدب الحقيقي.

إن نظريَّة الفن للفن التي تبنَّاها بعض أدبائنا بفعل الاحتكاك الثقافي والانفتاح، أسهمت بشكلٍ واضح في تعميق الهُوَّة بين المُبدِع والمُتلقِّي، وهو ما أدَّى إلى إنتاج مُتلقٍّ مشوَّه المبادئ والقيم والذوق"(1).

والرأي الوسطي الذي يتبناه كثير من الكتاب والمثقفين هو أن الأدب متعة وفن ومنفعة في نفس الوقت فالكاتب يعيش في واقع يتأثر به فيحاول أن يغير هذا الواقع فيسلط الضوء في كتاباته عن خبايا هذا الواقع ومشكلاته ومعاناة الناس المقهورين فكثيرا من الأعمال الروائية الخالدة كانت سببا في تغيير المجتمعات وحثها على التمرد على نظام الاستبداد والاستعباد، فرواية الكوخ عم توم أو حياة التواضع روايةٌ للكاتبة الأمريكية هيريت بيتشر ستو، تدور حول مكافحة العبودية، وطرح معاناة الأمريكيين الأفارقة  نُشرت الرواية في عام1852ويُقال إنها ساعدت في وضع الأساس لـ«‌الحرب الأهليّة الأمريكيّة وأججت مطالب تحرير العبيد  فنفعية الأدب ليس المقصود منها أن يتحول العمل الأدبي إلى وثيقة تقريرية وكلام مباشر لا روح فيه ورصف للكلمات  ووعظ وإرشاد وإنما العمل الأدبي الذي يحقق مقاييس الفن والجمال والإبداع فالكاتب  الذي يجمع بين الاثنين (المتعة الفنية والمنفعة) يكون قد أمسك بخيوط اللعبة الأدبية الحارقة والخارقة وتمكن من أسرارها فيستطيع أن يساهم في تلوين الحياة بألوان الحب والجمال والفن والخير والعدل ولا يكون كاتبا يكتب طلاسم غامضة وكلمات متنافرة مدعيا أنها قمة الفن ولا يهم موضوعها ..

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

 شدري معمر علي

.....................

المراجع:

1-إسماعيل آيت عبد الرفيع، الأدب بين الامتاع والانتفاع، شبكة الألوكة.

 

في المثقف اليوم