أقلام ثقافية

بيت الشعر بالشارقة.. مسيرة ثرية في أرض الشعر والشعراء

الحصول على جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي الرابعة 2022 عن "أفضل مشروع في خدمة الشعر العربي"

المكان مكانة.. نعم.. تدخل البيت فيغمرك فيض العطر النادر المكلل بالشعر.. هي القصائد وقد حلقت في الأرجاء معلنة فصول الكلام.. و الشعر حرير الكلام.. ثمة ألق وهيام وبهاء وقصائد عالية مثل أنثى بابتسامتها تضيء كل الجهات..

في تلك السنوات مررنا بالبيت ولمست طفولات أخرى في عيون الشعراء حيث كان الحديث مفعما بالود والشعر والحنين.. غسان زقطان وحكمت النوايسة وعلي العامري ومحمد البريكي وعمر أبو الهيجاء ويوسف أبولوز.. تحلقنا في فاصل استراحة بالبيت على هامش فعاليات مهرجان الشعر العربي بالشارقة.. كان الحديث برائحة البن وبطعم القصائد الباذخة.. هو حديث الشعر والنقد والثقافة منحنا اياه هذا الجمال والبهاء والأناقة في البيت الحاضن لحلو الكلام..

البيت خلية نحل ومجالس للشعر ونقده وما يتقاطع معه ويلتقي ثقافيا وفكريا.. كل ما يهم شعرنا العربي من دراسة وكلام ونقد وبحث.. شعراء من جهات الأرض مروا من البيت.. وهكذا..

الشاعر الأنيق شعرا وانسانية وحضورا محمد عبد الله البريكي وفريق عمله بالبيت.. أعني الأسرة.. في عمل دؤوب ونشاط متواصل ليلقى رواد البيت وجمهور الشعر وأحباؤه شيئا من هدأة الروح والنفس.. شيئا من طمأنينة الذات والحال والأحوال في عالم متغير وضاج وسريح التبدلات وهائج التفاصيل والعواطف يحتاج ما به تسعد القلوب والأنفس.. الشعر الجميل..

أنشطة متعددة منذ التأسيس والى اليوم.. ليجيئ النجاح المكلل بالتتويج.. عرفانا وتثمينا وقولا بالجهد والعمل والجدية والنجاعة والدأب.. و ما أدراك ما الدأب.. تتويج رائد ومستحق بجائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي في دورته الرابعة 2022 عن "أفضل مشروع في خدمة الشعر العربي"

ف ".. منذ تأسيس "بيت الشعر" في الدائرة الثقافية لإمارة الشارقة في تسعينيات القرن الماضي، أخذ على عاتقه البيت في البداية استضافة شاعر واحد من الدول العربية كان ذلك في العام 2002، ومن ثم تكريم رائدا من رواد الحركة الشعرية العربية على منجزه الشعري كان ذلك في العام 2004، حتى أصبح محط الأنظار من شعراء ومثقفين في الوطن العربي، وأصبح مزارا لهم يقصدونه ويتفيؤون ظلاله الوارفة، والفضل يعود لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الراعي للثقافة والمبدعين.. بتوجيهات من سموه بالعمل على تأسيس بيوتات للشعر العربي في الوطن العربي، وكان أول بيت للشعر تم تأسيسه في الأردن بمدينة المفرق ومن ثم تم افتتاح العديد من البيوت في أكثر من دولة عربية منها المغرب وتونس والسودان وموريتانيا، وعملت هذه البيوت منذ تأسيسها على الكشف عن الأصوات الشعرية الجديدة في الشعر العربي الفصيح، واقامة الأماسي الشعرية ومهرجاناتها السنوية، هذا إلى جانب استحداث جائزة خاصة بنقد الشعر وهي أول جائزة متخصصة بنقد الشعر، وكذلك تكريم المبدعين في بلدانهم.. "بيت الشعر" في الشارقة ومنذ تسلم الشاعر والإعلامي محمد البريكي إدارته واصل الليل بالنهار لرسم معالم وخطط وبرامج اسبوعية وعلى درجة عالية من الوعي الثقافي والرؤى الجديدة للنهوض بمستوى النشاطات التي تقام في "البيت" بحيث عمل على استقطاب الأسماء الشعرية المكرّسة والأصوات الجديدة واشراكها في الأنشطة وفي مهرجان "الشارقة للشعر العربي" هذا المهرجان الذي يعد من أهم المهرجانات العربية قاطبة، وكما استحدث برنامجا فريدا من خلال عقد ندوات في "تعلم العَروض" وأيضا الندوات النقدية المتخصصة.. الشاعر محمد البريكي دينمو متحرك في الجسم الثقافي اماراتيا وعربيا، إنه صديق معظم الشعراء في الوطن، اذا تكلم قدم معلومة جديدة في خدمة الثقافة والمثقفين، شاعر نذر نفسه للشعر ومحبة الشعراء وأخلص لبيت الشعر في الشارقة بيته الثاني الذي نال حديثا جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي في دورته الرابعة 2022 عن (أفضل مشروع في خدمة الشعر العربي) … ".

بيت ومسيرة وحصاد.. حصاد بمثابة الثمار التي جاءت بالتتويج الجميل عربيا على أهمية الجهود والبرامج والفعاليات.. مبارك هذا العلو..

***

شمس الدين العوني

في المثقف اليوم