أقلام ثقافية

في تجربة الفنانة سلوى عيسى

الفن بما هو تلك الفسحة بين الدروب نشدانا للجميل والمشرق الكامن في الذات وهي تكابد نهاراتها وتحلم بالعناق الأبدي..الفن تلك الفسحة من الخيال حيث القلب في هيجانه الرجيم على الأشياء والتفاصيل لأجل فكرة النظر والتأويل والقول بما به تسعد الخطى وهي تقطع المسافات نحو الكلمات المكللة باللون والصور والبهاء ...

الفن بما هوهذا وغيره يأخذ كائنه الى أمكنة في الجهات والدواخل لتصير المحصلة الابداعية بمثابة العبارة والترجمان ..و الفن بما هو غير هذا وهذا أيضا فلن الذات المأخوذة بتفاصيله تظل تسعى وتمضي في الدأب عساها تمسك بشيء من شجنها وشأنها  لتعرف من هذا المسك بعض دروبها في عوالم وعرة وصعبة المراس في كون متغير ويسكنه الضجيج...

و الفن هنا ونحن نتعاطى مع فصل من فصول تجاربه هو البحث عن جمال مبثوث في الروح عل الجسد يتعافى من فراعغاته وشقائه وقلق عناصره حيث النظر للفن كونه هدا الملاذ والسلوى...

هي فنانة أخذتها الرغبة في التلوين منذ طفولة أولى ..فمنذ سن السابعة بذأت بالتمرن واعادة رسم ما علق بالذاكرة القريبة من رسوم وصور نصوص الدرس المدرسي وذلك اثر كل عودة من المدرسة ..كانت ترسم ما تراه في دروس الفصل ...الى أن تطورت هذه العلاقة بالرسم حيث صارت الأةلى في مادة الرسم ....و غاب هذا الغرام بالرسم ليعود مع الانتهاء من الدراسة وتقلد وظيفة التدريس كمربية ..هي العودة بحب آخر للرسم وخاصة رسم الأشرطة المصورة ثم رسم اللوحات بعناية والاشتغال على كل ذلك...

هده البدايات التي تتواصل بعد ذلك نحو البراعة في الرسم والموهبة في الخط العربي كانت المرحلة المهمة لتأكيد ولع الفنانة التشكيلية سلوى عيسى بالفن كحالة جمال وابداع وصولا الى الاعداد لمعرضها الشخصي بعنوان " ريحة البلاد " بفضاء المعارض بالمركز الثقافي بئر لحجار بداية من يوم 3 ديسمبر المقبل ليتواصل الى غاية يوم 31 ديسمبر المقبل.

سلوى عيسى فنانة تشكيلية عصامية مولوده بزغوان شاركت في معارض وطنية ودولية

بتركيا  والمجر  والمملكة العربية السعودية  والمغرب  وفرنسا  في مدن تونس وسوسة  وزغوان  وبوقرنين  وحمام الانف وكانت لها مشاركات في معارض مع الحمعية التونسية للخط و اطرت نادي دار الشباب سيدي بوعلي سوسة لمدة ثلاث سنوات بشكل تطوعي ورسمت غلاف كتاب مدرسي ولها هذا المعرض القريب ببئر .

تقول عن شغلها الفني "...بعد ذلك تعلمت الخط عن الخطاط المعروف عربيا الأستاذ عامر بن جدو صاحب كراس الخط الكوفي القيرواني ..و اشتغلت على الرسم الزيتي مع اضافة الخذ وما يضفيه ذلك من جمالية ومتعة بصرية وأنجزت عددا من اللوحات المستوحاة من هذا السياق الفني الابداعي حيث أنني مزجت بين الخط والتجريد ...الفن شغل وعمل انساني نبيل وقد جعلني الفن أمتلئ بحياة جديدة وأشعر بالراحة والطمأنينة وهو ملاذي الآمن وقد عدت لذاتي بعد سنوات من مكابدات الحياة وانشغالي بالتدريس والعائلة والأبناء فالرسم عاد لي وعدت به الآن في فرح وشغف وسعادة لأعيد اكتشاف ذاتي ...".

وعنزغوان الجميلة مدينتها الموحية بالكثير من الثراء الفني والحضاري تواصل القول "...زغوان ملهمتي واستوحيت من خلالها عديد الأعمال الفنية من حيث الجمال والمعمار والعادات والمناسبات والتقاليد والتراث وأيضا فسحة مميزة من طفولتي بها حيث الأزقة واللباس التقليدي والسفساري والحنة والخرجات ومهرجان النسري ..هي زغوان الجمال والفرح ..كنت فيها دائما على حيوية وفرح وحلم شاسع واني بها ما زلت على أمنيات وحلم بمزيد العمل لانجاز لوحات فنية جديدة ...".

الفنانة التشكيلية سلوى عيسى تسير مع الحلم ديدنها كفنانة العمل الفني المفتوح على الاضافة والابداع حيث يمثل معرضها الشخصي بداية من يوم 3 ديسمبر 2022 مناسبة مهمة للابداع والتواصل مع جمهور الرسم والخط والفن التشكيلي ..هي تقدم لوحاتها ومنها ما تتضمن أجواء زغوان وتطمح لترك بصمتها في الرسم وفق المساهمة المتميزة في الساحة الثقافية الفنية عموما.

فنانة وعمل بشغف وحب ضمن بدايات مسيرة حيث اللعب على ممكنات الجمال في الرسم والتلوين والخط وسحره الدفين... وأعمال منجزة ومعرض وحلم مفتوح على الدهشة والجمال تماما مثل أطفال يلونون الجهات بلا ملل وبلا توقف.

نعم..هكذا هي لعبة الفن المشتهاة لدى الطفلة الحالمة دوما بجعل العالم والذلت علبة تلوين...انه الفن بما هوهذا وغيره يأخذ كائنه الى أمكنة في الجهات والدواخل لتصير المحصلة الابداعية بمثابة العبارة والترجمان ..و الفن بما هو غير هذا وهذا أيضا فلن الذات المأخوذة بتفاصيله تظل تسعى وتمضي في الدأب عساها تمسك بشيء من شجنها وشأنها  لتعرف من هذا المسك بعض دروبها في عوالم وعرة وصعبة المراس في كون متغير ويسكنه الضجيج...فنانة تأخذ زائري أعمالها الى جولة في معرض متنوع الأعمال واللوحات الفنية ..هو معرضها الشخصي بعنوان " ريحة البلاد " بفضاء المعارض بالمركز الثقافي بئر لحجار يفتتح عشية يوم السبت 3 ديسمبر المقبل ليتواصل الى غاية يوم 31 ديسمبر المقبل.

***

شمس الدين العوني

في المثقف اليوم