أقلام ثقافية

مهرجان مسرحجي حدث ثقافي

(شارك في الإعداد: الشاعر محمود مرعي)

قبل أيام اختتمت في الناصرة فعاليات مهرجان «مسرحجي» للمسرحيات الكوميدية القصيرة في نسخته الأولى، والذي يجمع بين الفن، الكوميديا والنقد، بمشاركة تسع مسرحيات، هي: الخادم، على ميعاد، درويش، أمل، سادة، يا أنا يا حماتي، ماي فاميليا، المحشي أعظم، المهم نبيع.

مهرجان مسرحجي، حدثٌ ثقافي يجب دعمه، فهو يأتي بعد فترة ركود للثّقافة في النّاصرة، وهو مهرجان هادف وممتع أقيم في مركز سينمانا وهو مؤسسة أقيمت لتعزيز الثقافة والهوية عند الجماهير العربية في البلاد، من خلال تقديم الأعمال الثقافية المستمدة من الوجدان العربي الفلسطيني ونشر أعمال ثقافية وإبداعية مختلفة منها عروض أفلام، كونسيرتات ومسرحيات.

وفازت بأحسن نص مسرحيّة «المهم نبيع» التي تحكي عن بائع متجوِّل، يبيع رموزًا دينيّة في مدينة معظم سكانها من الـمسيحيّين، يدخل على طبيب مسلم، ويحاول بشتَّى الطُرق والحيل إقناعه بشراء رموز مسيحيّة مثل، مسابح مع صليب، دون أن يدري أنَّ الطبيب مسلم، والطبيب يخجل من البائع، لِـما يظهر منه، فهو يحمل البخور حيث سار، ويحاول تقمّص شخصيّة رجل دين مسيحي، وَهذا ما جعل الطبيب يخجل منه ويشتري عدّة مسابح.. والكبُّوت الذي يرتديه، في جانب منه مسابح مع صلبان، وفي الجانب الآخر مسابح ومصاحف للمسلمين.

فجأة يرنُّ هاتف البائع، ومن خلال مكالمته عبر الهاتف يتبيَّن أنه مسلم واسمه محمد، وأنّه فرد من مجموعة «جروب» تحترف هذه المهنة، وينكشف أمره للطّبيب، لكنّ البائع ذكي، فبمجرَّد تيقُّنه من انكشاف أمره، رمى القبَّعة عن رأسه، فإذا تحتها طاقيّة بيضاء للمسلمين، ويتحوّل إِلى بائع مسابح للمسلمين ومصاحف، ويعود إِلى إقناع الطبيب بشراء الـمسابح، بل وينشد نشيدًا إسلاميًّا، وينجح في إقناع الطَّبيب بشراء بعض الـمسابح، لكنّ الطبيب الذي اكتشف خدعة البائع وأنه ليس أكثر من نصَّاب، حيث قبض منه مئة شيقل، في البداية، وحين انكشف أراد الطبيب استرجاعها، فما كان من البائع إِلا أن بدّلها بمسابح للمسلمين، وهنا صاح الطبيب: ولَكْ أنا يهودي مش مسلم.. قالها بغضب وصوت مرتفع، ليوقف البائع النَّصَّاب، لكنَّ البائع انتحى جانبًا وراح يحدِّث نفسه: «يهودي...»، ثمَّ ألقى طاقيّة الـمسلمين فإذا تحتها «كيباه» قبّعة اليهود، وانقلب إِلى رجل دين يهودي وبدأ يتلو أدعية لليهود، وثار غضب الطبيب الذي لـم يجد بدًّا من الرّكض خلف البائع النّصّاب وطرده.

هذِه الـمسرحيَّة، هناك مثل شعبي ينطبق تمامًا عليها وهو الـمثل «إقْلِبْ قَلَبْنا»، وهو انقلاب الحال حسب الـمصلحة.

الـمسرحيَّة من إنتاج فرقة شبابيك، تمثيل: عزَّت النَّتشة، علاء أبو غريبة ومن تأليف د. أحمد سليمان من عكا، وهو من الكتاب المميّزين الذي يعمل طبيب أسنان، وله العديد من المؤلفات في الرواية، القصة القصيرة، قصص الأطفال والمسرحيات، منها في الرواية: أنا وملوك الأزقة، العكروت، شاعر رغم أنفه ودراع الوادي. في قصص الأطفال: الأرنب زرزور، أجمل طفل في العالم، مملكة الفرسان وفارس الثلج (للفتيان)، وفي المسرح: شرشر وجرجر (مسرحية للأطفال من إنتاج مسرح بيت الكرمة- حيفا) صرخة وسقوط اسبارطة (مسرحية للكبار، فائزة بالمركز الأول لمسابقة النص المسرحي لمسرح الميدان عام 2002).

تحية لكل المشاركين في مهرجان مسرحجي، هذا الحدث الثقافي الجميل الذي يجب أن يحظى بالدعم الكامل، سواء من قبل الجمهور أو المؤسَّسات في نسخه القادمة.

***

بقلم: حوا بطواش

في المثقف اليوم