أقلام ثقافية

حين التقى إبن آوى بالنعامة

عُرفَ عن ابن آوى بأنه أذكى الحيوانات وأكثرها مكراً واحتيالاً وكان هذا يسبب لبعض الحيوانات الضيق والحسد.

ففي ذات مرة، ولكي يغيظه، أومأ له ضبعٌ بجناح نعامة كان قد بدا يفترسها بهدوء على الجهة المقابلة لبِركة وكان ابن آوى جائعاً كثيراً وخشي أن يلتهم الضبع النعامة بكاملها لهذا ارتبك واضطرب وما من سبيل الا بالخوض في البركة فخاض فيها على عجل وقبل وصوله أحس بالإنهاك فجعل يغوص ثم يطفو فاستنجد بالضبع فتبسم الضبع وقال: اساعدك ولكن لي شروط.

فقال ابن آوى: مقبولة كل شروطك

فقال الضبع: قل انا أحمق وليس كما يشاع بأنك ذكي

فقال ابن آوى: انا أكثر الحيوانات حماقة.

فرد وقال له: قل انا ضئيل الجسم وبائس وبأني انا الضبع سيد الغابة.

فقال ابن آوى: بل أنت سيد الغابات كلها ..  هيا ساعدني.

فقال الضبع : قل انا هزيل وتعس وباني أنا الضبع أجمل وأرشق الحيوانات واسرعها عدواً.

فقال ابن آوى: أين جمال الطواويس من جمالك وأين سرعة الفهود من سرعتك.

فانتشى الضبع وسكرَ دون خمر.

فساعد ابن آوى في الخروج من البِركة وأراحه على جذع شجرة ثم قال له: اكملْ حديثك العذب الشفاف

فراح ابن آوى يمدح وينهش اللحم الطري وكلما أفاق الضبع من سكرة المديح عزَّزه ابن آوى بوصلة مديح جديدة حتى أتى على النعامة كلها !

***

سامي العامري - برلين

15 ـ 11 ـ 2022

في المثقف اليوم