أقلام ثقافية

الآباء و البنون

كنتم أطفالا مثلي، والأكيد إنكم أحسستم نفس الأحاسيس نحو أبائكم، الأم وبالأخص الأب ولم تستوعبوا أنه لم يكن بالإمكان أن يفهمكم!..

لماذا يبخل عني بأوقات اللعب؟...

لماذا يفرض علي وقتاً، لا يجب فيه أن أتجاوز باب المنزل؟..

وفي أحيان كثيرة يحذّرني من اللعب مع هذا آو ذاك، ومرات عديدة يعاقبني بشدّة، رغم أن هذا أو ذاك مجرد طفل لكنه يتلفظ بالكلام البذيء!...

لماذا لا يمل الآباء من التوكيد على الدراسة؟..

كل يوم، وفي كل ساعة...

لماذا يختار لي هو ملابسي، ولون البنطلون والقميص، وشكل الحذاء؟...

لماذا يحبُ أختي الصغيرة أكثر مني؟ وأنا الذّي جئتُ إلى الدنيا قبلها بسنوات، وأدخلتُ السرور إلى قلبه قبلها أيضا!...

لماذا يلزمني بأكل الطماطم واللفت والعدس؟..

ومن الطفولة انتقلتم إلى الشباب والمراهقة، ووقعتم في الحب وتزوجتم، وأنجبتم الأولاد والبنات!..

والآن انتم أباء وتشعرون بنفس الأحاسيس اتجاه أولادكم، والمعضلة القديمة لم تجدوا لها حلا! وتذكرتم طفولتكم أو جزء منها...والآن تقلقون لماذا ليس بإمكان أولادكم أن يفهموكم؟..

لماذا لا يدرك الطفل أن اللهو لا يجب أن يلتهم كل النهار وجزء من الليل، وإنما هناك دروس تُراجع وواجبات تُحل،وجلوس مع الأم أو الأب، ونوم...

لماذا يتذّمر الأولاد ولا يفهمون أن المكوث خارج البيت فيه مضار أكثر من المنافع ،أطفال السوء السيارات المسرعة، التدخين لذلك يجب أن يُحدد وقت للعب وان لا يتجاوز أبدا أذان المغرب...

لا يريدون أن يفهموا أنكم تقلقون لأجلهم، ويقولون متمردين أنه يوجد أطفال، سيئون، يدخنون يسرقون، ولا يبالون بنتائجهم المدرسية، ولا يحترمون لا كبير ولا صغير!..

فهل هؤلاء ترتاحون لهم لكي يصطحبهم أولادكم؟...

***

بقلم: عبدالقادر رالة / الجزائر

في المثقف اليوم