أقلام ثقافية

في ذروة المحنة.. اذهب الى حيث يأخذك أيمانك

(مساج) العقل (9)

مكسب روحي عظيم ورزق إلهي أعظم أن تهذب ذاتك، تقضي حياتك تفعل ذلك يومياً، حتى تصل الى درجة قصوى من احترامها والشعور بالامتلاء. يخالك بعضهم أقرب الى الملاك، لانهم يرون الجانب المضيء للقمر، وقد لايصدق بعضهم ماوصلت اليه من نقاء وتهذيب، لانهم يعيشون في العتمة، ويعجزون عن الخروج منها، ولايعرفون للضوء معنىً، ولايرون من القمر سوى الجانب المظلم.

بتهذيب ذاتك ستصبح أكثر زهداً وصمتاً وعزلة، ومحبة غير مشروطة. لن تعود تنتظر أن يبادلك الآخرون محبتك، ولن تغريك رغبة التملك، يكفيك أن يكونوا بخير، ذلك أنك حررت الحب من أقفاص الأنانية.

تهذيب الذات غاية ووسيلة، تكشفان لك عجائب الروح خارج أقفاص التفكير المحدود. بهذا التهذيب لن ينقصك شيء.  ستصنع كوناً روحياً أخاذاً بكواكب حب ونجوم تسامح وأقمار  سلام تشع في قلبك وماحوله.

**

القوة، لاتعني ألاّ تحزن وتتوجع، او ألاّ ترحم وتتعاطف.

القوة أن تكون كالشمس، حين ينكسر شعاعك تحت مطر الأقدار المريرة، تنبثق من شظاياك أقواس قزح.

**

و.. قد يكون النقص فيك اكتمالاً، لايراه سوى القلب المبصر والعقل المتقد.  لاتخجل من نقصك، فالقمر ، رمز الجمال والعشق، ليس بدراً على الدوام، والشجرة وارفة الظلال ربيعاً هي نفسها  الشاحبة متساقطة الأوراق خريفاً، والألماس الذي يعجبك بريقه كان نائماً في رحم المناجم المظلمة.

ليشغ فيك قمر روحك، وتلمع ماسة وجدانك، وتورق شجرة محبتك، حتى يكتمل جمال الكون بك. فكلّ جمال، بالمحبة والرضا يستقيم.

**

في الأوقات العصيبة، ومع تكرارها، يتجلى أمام أعيننا ما اختزناه من قوة روحية كبرى عبر ما اختبرناه من حلو الحياة ومرّها.

القوة الروحية هي قارب العبور الى الضفة الثانية للحلم، ليس لننجو بأنفسنا فقط، بل لنحمل الى ضفة النجاة أحبابنا الذين يرافقوننا في رحلة الألم، ويساندوننا، ويتحملون مشاق الرحلة من أجل نجاتنا ووصولنا الى ضفة الطمأنينة.

**

و .. أحد أعظم أنواع الرزق والغنى أن يكون لك قلب غير مصاب بفايروس الكراهية والحقد والغيرة والشماتة والنظر الجشِع الى مافي أيدي الآخرين.. هذا النوع من القلوب يتوجع أكثر من سواه لما في الحياة من شر، لكنه يتفهم أن الوجع ضريبة إتساعه للتعاطف والتسامح والتعايش وحب الآخر بعيدا عن المشاعر البغيضة، وهو يدفع الثمن بشجاعة مادام غنيا بالحب، وغنى الحب حياة. وبهذا الغنى يرحل تاركاً ذكرى طيبة وأثراً حسناً، ولهذا فهو من جانب آخر أسعد القلوب.

ستموتون بفايروس غيظكم آلاف المرات في حياتكم يافقراء الاخلاق.

**

ثمة حبّ نقي، مُنزه من الأنانية والمصلحة الذاتية الضيقة، يستخرج الجمال من قعر القبح، والفرح من وجه الحزن، والامل من حفرة اليأس، والابتسامة من شفاه الدموع.

بهذا النوع من الحب قاوموا أوجاعكم، لعلّ العالم يشفى بكم.

**

أعد اكتشاف نفسك بين الحين والآخر، كي تمنح الآخرينَ المزيدَ منك.

***

أسماء محمد مصطفى

في المثقف اليوم