أقلام ثقافية

السياحة الجيوحرارية

يقصد بـ(السياحة الجيوحرارية – جيوثيرمال تورزم) أو (سياحة الحرارة الجوفية) توجه السياح إلى مناطق انتشار ينابيع وعيون وآبار ونوافير وبحيرات المياه المعدنية الساخنة وفتحات البخار وبرك الطين وبعض أوجه النشاطات البركانية الآمنة لأكثر من غرض، والتي كثيرا ما تستغل في إنشاء المنتزهات والحدائق الوطنية الحرارية (ثيرمال باركس)، بالإضافة إلى المنتجعات العلاجية ومراكز الاستجمام والاستشفاء . وقد عرف الانسان قديما هذه الموارد البيئية الطبيعية الهامة واستخدمها في حياته اليومية لأغراض شتى، مثل الطهي والاستحمام والعلاج والتدفئة والاحتفال، كما فعل الهنود الحمر في امريكا قبل عشرة الاف سنة تقريبا . وتشير الاكتشافات الاثرية التي تعود الى (300 – 400) سنة قبل الميلاد إلى وجود مثل هذه المنتجعات والحمامات الصحية في إيطاليا منذ القدم (بومبي، كابوا، تيانو) . أما منتجع (هوا تشينغ) للمياه الساخنة في منطقة (لين تونغ) بمدينة (شيآن) الصينية فيعود تاريخه إلى أكثر من ستة الاف سنة . كذلك ينبوع (هوادي) في (صندقلي) التركية الذي يعود تاريخه إلى الف عام . وتحظى هذه الموارد بأهمية خاصة في كثير من الدول باعتبارها مغريات سياحية (طبيعية) يقبل عليها السياح من خارج وداخل البلاد، وينفقون عليها مبالغ طائلة، ترفد اقتصاد البلاد والمنطقة، ناهيك عن أهميتها العلمية والاقتصادية والبيئية . كما ان هناك مناطق كثيرة في العالم تتوفر فيها مثل هذه الينابيع، فأصبحت وجهات سياحية مشهورة على خارطة السياحة العالمية، الأمر الذي صاحبه تحسن في المستوى المعيشي للمجتمعات المحلية التي تقطن فيها مع زيادة وعيهم البيئي بأهمية هذه الينابيع والعيون على ضوء أسس وقواعد الاستدامة . ومنها على سبيل المثال (لويكرباد) السويسرية التي استغلت ينابيعها الحارة منذ أيام الرومان . وهناك نحو (3000) منطقة في اليابان تنتشر فيها مثل هذه الينابيع وتسمى (اون سن)، ومنها (اوكوهيدا، توهوكو، بيبو، هوكايدو، ايكاو) . ومناطق (الحمة، الطفيلة، اللسان، جرش، الأزرق، وادي زرقاء، ماعين، وادي ام هديب، وادي اليرموك، وادي العرب) في الأردن . و(ساري، بهشير، يله كنيد، خرقان، نوشهر، جالوس، ارشيا، محلات، تنكابن، رامسر) في ايران . و(قربص، بنزرت، الحامة) في تونس . و(باموكالي، يالوفا، باليكسير) في تركيا . و(روتوروا، واكاريواروا، تي بويا، اوراكي كوراكو، وايكاتو) في نيوزيلندا، وقد استقبلت الأخيرة (أي وايكاتو) في عام 2011 وحده نحو (2.5) مليون زائر محلي واجنبي، أنفقوا أكثر من (200) مليون دولار .

***

بنيامين يوخنا دانيال

    

في المثقف اليوم