أقلام ثقافية

ماهر نصرت: الأحلام والحياة ما بعد الموت

قد يرينا الله سبحانه وتعالى في منامنا الحياة بعد الممات اي مرحلة العبور من الحياة الدنيا إلى حياة الآخرة الأبدية وكيف تجري بنا الأمور هناك وكيف نتصرف وكيف نتكلم أو كيف يكون سلوك النفس البشرية وقد دخلت إلى عالم تختلف فيه الأزمان والأبعاد عن عالمها الأرضي فهو عالم اقرب إلى الخيال.. بلا شك إن هناك حياة بعد الموت تخترقها النفس وتبقى عالقة فيها إلى يوم يبعثون وقد جاء في الآية 87 من سورة النمل وغيرها مايدل على أن هناك حياة أخرى بعد الموت وحساب منتظر: (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض الاّ من شاء الله وكل أتوه داخرين).. في الحقيقة إن الأحلام التي نراها في منامنا هي انعكاس لواقع مابعد الموت على ما يبدو وإلاّ ماهي الحكمة من ان يرينا الله سبحانه في منامنا أمور نعيشها في حياتنا أو لانعيشها فهناك بعضاً من الأحلام يطير صاحبها فوق الغيوم أو يرحل إلى أبعاد أخرى في السماء أو يغور بين الكهوف والظلمات او يرى ويكلم شخصيات من الأموات رحلوا قبل عشرات السنين وهناك من يرى الأنبياء والصالحين او يدخل الى إحداث خارقة لايمكن ان يتلقاها في عالمنا الأرضي وغيرها من التفاصيل المختلفة التي تدل على أن هناك عالم آخر تطاله نفوسنا في يوم قادم ، عالم سرمدي لايعلم أسراره إلاّ الله سبحانه خالق الوجود .

خلاصة القصد.. إن الأحلام التي نراها في منامنا من الممكن أن تكون هي نفسها طبيعة الحياة التي تعيشها النفس البشرية* مابعد الموت التي أشار إليها القرآن الكريم مراراً في آياته الحكيمة ومنها مثلاً الآية 42 من سورة الزمر التي جاء فيها:

(ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَٱلَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ ٱلَّتِى قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلْأُخْرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لآيات لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ) صدق الله العظيم .

***

ماهر نصرت

......................

* النفس البشرية: هي المكون الأثيري الذي يحمل تفاصيل الإنسان في حياته وهي التي تحمل حسنات الشخص وسيئاته فهي بمثابة شريط الخزن الذي خزنت عليه جميع أعمال المرء في حياته الدنيوية .

 

 

في المثقف اليوم