أقلام ثقافية

رنا فخري جاسم: عائشة الكونتيسة أميرة الرعب

عائشة الكونتيسة او عيشة القنديشة ، مقاومة مغربية من أصول أندلسية قتل المستعمرون الاسبان زوجها ونكلوا بعائلتها فأبت الا أن تنتقم لهم.

ظلت الروايات المختلفة ترسم صور خاصة عن (عيشة قنديشة) فهي لا تخرج إلا بالليل ولا تنام إلا في الغابات أو بجوار المجاري المتهرئة ويمكن أن تأكل الثمار والاعشاب والحيوانات وحتى البشر، ولذلك أصبحت (عيشة قنديشة) رمزا حقيقيا لكل أنواع الرعب. متوحشة وشعرها المنفوش وقدماها اللتان تشبهان حوافر البغال أو الحمير وعنقها المزين بمنقار الفيل وبذيل أقرب إلى ذيل الكلاب.. هكذا هي قنديشة في العرف وفي الثقافة ،فما رأيكم أن في هذه الصورة الكثير من التجني والمغالاة واللاحقيقية .

التاريخ الحقيقي إما أن تكتب كل حقائقه أو يترك جانبا،أما عدا ذلك فإنه معرضا للاخطاء والاكاذيب والتضليل أحيانا، وهو ماحدث في قصة عيشة قنديشة.

قنديشة بتلك الصورة التي رسمت في تمثلات الثقافة الشعبية خاطئة تماما، إنها السيدة الحرة التي حكمت شفشاون بشمال المغرب، إبنة امير شفشاون علي بن موسى بن راشد ،وشقيقة وزير، وزوجة حاكم تطوان محمد المنظري ثم زوجة السلطان أحمد الوطاسي فيما بعد. كانت تعمل في الصباح في الخياطة والحياكة وتعليم الفتيات القرآن في منزلها وفي الليل تتحول عائشة إلى وحش كاسر تصطاد جنود الاستعمار الاسباني وتنكل بهم أشد تنكيل وكانت ترتدي رداء ابيض وتغطي وجهها برداء أسود حتى ظن الاسبان انها جنية وليست من البشر ن وكانت تتصيد الجنود الاسبان على جوانب الطرقات وفي ظلام الليل الدامس ويقال انها تستعمل كلاب مدربة للفتك بالجنود الاسبان وسحبهم الى الوديان ثم تقوم بتقطيع اوصالهم ليكونوا طعاما لكلابها.

وتضاربت الانباء حول وفاتها ولكن اغلب الاقوال تقول أنها توفيت بمنزلها في تطوان، لكن المؤكد انها تحولت من اسطورة للمقاومة والحهاد الى عيشة القنديشة (الجنية) اسطورة الرعب التي تقتل الرجال ولها سيقان ماعز. وهي قصة ألفها الجنود الاسبان ظنا منهم أنها ليست من البشر وتنقالها المغاربة منهم لتصبح مجرد أسطورة من أساطير قصص الرعب التي تروى في مجالس الكهول .

***

رنا فخري جاسم/ العراق

جامعة بغداد / كلية اللغات

في المثقف اليوم