أقلام ثقافية

بنيامين يوخنا دانيال: بومبي.. أهم وجهة للسياحة المظلمة في إيطاليا

تعد مدينة بومبي الرومانية الاثرية أهم معلم سياحي مرتبط بالسياحة المظلمة في إيطاليا على الاطلاق، وأحد أكثر الكنوز الاثرية أهمية على النطاق العالمي وفقا لعلماء الآثار. وتحتل مكانة هامة على خارطة هذا النمط السياحي على النطاق الوطني والعالم أجمع، إلى جانب كهوف (ارديتين) ومقبرة (كابوتشيني) و(سان بيترو انفاين) وجزيرة (سترومبولي) وموقع كارثة (سيفيزو الصناعية) وغيرها. إذ يتراوح عدد الزوار والسياح الذين يؤمونها سنويا بين (2) و(2،5) مليون شخص (2،571،725 مليون شخص في عام 2007). يشكل الأجانب (50) في المائة منهم تقريبا وفقا للأحصائيات المحلية.

ويحكي واقع المدينة الحالي قصة مأساة حقيقية وكارثة طبيعية حلت ب (بومبي) وبأهلها البالغ عددهم (200000) نسمة تقريبا، جراء الطفوح البركانية (الخفاف) الناجمة عن ثورات جبل (فيزوف البركاني) الشهير في الرابع والعشرين من آب عام (79 م). فغمرتها عن العالم حتى القرن الثامن عشر (عام 1748 على وجه التحديد)، عندما بدأت بعض معالمها بالظهور من جديد نتيجة لأعمال البحث والتنقيب المضنية التي طالت المنطقة، واستمرت بعد ذلك وخلال فترات زمنية مختلفة وحتى يومنا هذا، وتحت مظلة منظمات محلية ودولية مختلفة. وذلك لأهمية المدينة التي تجذب أفواج السياح من الداخل والخارج رغم المخاطر والتهديدات المحدقة بها جراء العوامل الطبيعية والجيولوجية (عدم الاستقرار الهيدروجيولوجي). الامر الذي يتطلب معها المزيد والمزيد من العناية والرعاية والاهتمام من قبل هذه المنظمات بعد صمود المدينة الاثرية لأكثر من 2000 عام.

وكان آخرها شمول المدينة بخطة مراقبة ومتابعة دقيقة ومحكمة عبر أجهزة الاستشعار عن بعد والأقمار الصناعية، تقوم بها مجموعة الدفاع والتكنولوجيا الإيطالية المعروفة اختصارا بـ(فينميكانيكا) المعروفة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، والمدرجة عالميا ضمن أكثر من (10) جهات نشطة وفعالة في حقول الفضاء والدفاع والامن، وذلك للحد من التداعيات والتراجعات الحاصلة في ابنية وموجودات المدينة لأكثر من سبب، ومنها الأنشطة والفعاليات السياحية نفسها. وقد صارت تهدد هذا الموقع الاثري الهش والحساس، وبأكثر من اتجاه، بسبب الوجود المكثف للزوار، للرغبة الشديدة في زيارته ولأكثر من مرة في كثير من الأحيان، مع تعاظم عدد وحجم البرامج السياحية المنظمة والموجهة اليه من قبل الشركات السياحية الإيطالية، وطيلة أيام السنة والمرتبطة بعدة أشكال وأنماط سياحية، مثل: السياحة الثقافية والسياحة التاريخية وغيرهما.

***

بنيامين يوخنا دانيال

في المثقف اليوم