أقلام ثقافية

بنيامين يوخنا دانيال: الاحياء الفقيرة تجذب السياح في ماليزيا

تستقطب الاحياء الفقيرة المنتشرة حول المدن والبلدات الماليزية عددا من السياح الأجانب لا بأس به، ومن جنسيات مختلفة، فيبلغونها فرادى وبجهود شخصية. رغم توافر عنصر الخطورة والمجازفة، أو ضمن مجموعات صغيرة منظمة، يرافقها دليل أو مرشد سياحي، مكلف من قبل شركة أو وكالة سياحية وطنية، تلبي رغبة هؤلاء في مشاهدة الفقر والفقر المدقع السائد فيها على نحو بين، وما ترتبط به من أوجه العوز والحرمان والقهر الإنساني والاذلال البشري.

و تعتبر الاحياء الفقيرة المنتشرة حول (كوتا كينابالو) عاصمة ولاية (صباح) من أبرز الحالات بالنسبة لسياحة الاحياء الفقيرة في ماليزيا. وتقع على الساحل الشمالي الغربي من جزيرة (بورنيو). كما توجد مثل هذه الاحياء الفقيرة على أطراف العاصمة (كوالالمبور). وتكون في الغالب على هيئة عشوائيات معقدة، متكونة من أكواخ متفاوتة الاحجام وعلب صفيح بائسة غير مؤهلة للعيش، وتفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية الضرورية للعيش الإنساني.

و للحكومة الماليزية خطة جدية وفعالة لمكافحة الفقر في الريف والمناطق الحضرية. وقد نجحت في تخفيض معدله إلى (3،8 %) في عام 2009 مقابل (16،5 %) في عام 1990 وفقا للاحصائيات الوطنية. وهو انجاز كبير صارت نتائجه ملموسة. ويشمل البرنامج توليد فرص العمل المناسبة للفقراء وذوي الدخل المحدود من سكان هذه المناطق مع توفير مساكن بديلة لهم، وعلى ضوء خطة تنمية اقتصادية واجتماعية طموحة.

علما شهدت ماليزيا منذ عام 1971 خطة من اربع مراحل لتوفير السكن في البلاد وبأنواع مختلفة مع التركيز على الاقتصادي منه، وعلى النحو التالي : إسكان الفقراء 1971 – 1985 واصلاح السوق 1986 – 1997 وتطهير الاحياء الفقيرة 1998 – 2011 والإسكان الحكومي الميسر 2012 ولحد الآن. حيث تم بناء نحو (1،3) مليون وحدة سكنية منخفضة التكلفة من قبل القطاع الحكومي والقطاع الخاص خلال الفترة 1971 – 2010 تجاوبا مع احتياجات الفقراء السكنية مع التخطيط لإنشاء مليون وحدة سكنية أخرى على نفس المنوال بنهاية عام 2020 وفقا للباحث (سيافي شويد) من الجامعة الإسلامية العالمية الماليزية. وهي إجراءات وخطوات تحد من الاحياء الفقيرة وما ترتبط به من سياحة محدودة (سياحة الاحياء الفقيرة) يوما بعد يوم.

***

بنيامين يوخنا دانيال

كوالالمبور – ماليزيا في 7 ك 1 / 2013

في المثقف اليوم