أقلام ثقافية

شدري معمر علي: العلاج بالتخيل.. كيف نستخدم الخيال لعلاج أمراضنا؟

كثيرا ما نهرب من واقعنا المر المليء بالفوضى والأزمات إلى عوالم الخيال فنعوض فشلنا بالنجاح وإفلاسنا بالغنى وغرفتنا الضيقة بفيلا واسعة محاطة بحديقة جميلة تزينها أشجار التوت والبرتقال ياله من عالم خيالي جميل، ولكن للأسف هناك من يهرب إلى الخيالات السلبية وتوهم الأمراض والانتكاسات فيزيد واقعه مرارة وخيبة فاللجوء إلى الخيال الإيجابي وتصور عالم مثالي هو علاج لبعض أمراضنا هذا ما أكدته بعض الأبحاث العلمية..

ما هو تعريف التخيل؟

حسب الكاتب شين بي لياو هو: "تمثل الأشياء دون أن تكون ماثلة أمامك كما هي في الواقع، في التو، وبذاتها. يمكن للمرء استخدام التخيل لتمثل الإمكانات المحتملة لا الواقعية، ولتمثل الأزمان الأخرى لا الحاضر، ولتمثل وجهات النظر غير الخاصة به. وبخلاف الإدراك والاعتقاد، فإن تخيل شيء ما لا يتطلب أن يكون ذلك الشيء حقيقيا"(1).

يبين لنا الكاتب "رضا إبراهيم" أهمية التخيل وفوائده فيقول: "والتخيل يقدم للشخص أموراً هادفة، عند وقوعه تحت ضغط كبير أو ألم شديد، والتخيل يحفظ الصحة النفسية لدى صاحبه، ويبعدها عن المرض والاعتلال، وهناك حالات كثيرة أقر بها أسرى الحرب كمثال أثناء احتجازهم في معسكرات الاعتقال، بأنهم تمكنوا من إنقاذ أنفسهم من الانهيار النفسي، عبر صنع تخيُلات عاشوها أثناء فترة الأسر، ومن ثم بددت كربهم وأزالت آلامهم وقوت عزائمهم، بتحويلهم إلى عالم متخيل صنعوه بأنفسهم، وذلك كان فراراً صحياً وقائيًا ومنقذًا لهم. والملاحظ وجود كثير من البشر يشعرون باحتياجهم الشديد إلى القدرة على التخيل وافتقارهم له، إلا أن التطبيق المنهجي لتمارين التخيل، دوماً تخلق حساً قوياً بالقوة الذاتية الشخصية وبالسيطرة

فلن تكون في شكل محادثة بل مجرد صور تخيلية.. فنحن على الأرجح نتذكر صورا وليس كلمات”(2).

وإذا أراد الإنسان علاج امراضه ومخاوفه واوهامه عليه أن يستبدل التصورات السلبية بتصورات إيجابية فيتخيل نفسه في اماكن جميلة هادئة،تقول الدكتورة باربارا روزي مديرة مركز استشارات الطب البديل بسانتافي-نيومكسيكو ومؤلفة كتاب “استخدام التصور للصحة واللياقة”: “إذا أمكن للشخص أن يستبدل بالصور السلبية التي تضعه في حالة تأهب غير ضروري وغير مفيد صورة أخرى إيجابية كما في لحظة استرخاء على شاطئ البحر أو صورة له وهو يلعب مع أطفاله فإن هذه الصورة الإيجابية بدلا من أن تطلق الأدرينالين في الجسم تطلق المهدئات الطبيعية التي تجعل التنفس يهدأ والقلب يتمهل والتوتر ينخفض والجهاز المناعي يقوى وينشط”(3).

فيا صديقي لا تحرم نفسك من التخيلات الإيجابية، وأنت تقرأ القرآن تخيل وصف الجنة، تخيل نفسك بين بساتينها وانهارها من اللبن والعسل والخمر، أطلق العنان لخيالك فيوما ما يكون حقيقة تعيشها.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية

شدري معمر علي

..........................

المراجع:

1- شين بي لياو، فلسفة التخيل ترجمة ناصر الحلواني، موقع حكمة.

2- رضا إبراهيم، العلاج التخيلي وتحسين الصورة المثالية للذات، جريدة الجزيرة.

3- د. صهباء بندق، الجسم السليم في التخيل السليم، موقع إسلام أونلاين.

في المثقف اليوم