أقلام حرة

صادق السامرائي: الإبْداع الخُلَّبي!!

صادق السامرائيخلّب: خادع

سَحاب خلَّب" سَحاب خادع غير ممطر

ما أكثر الإبداع الذي يخدعنا على أنه إبداع، كالإطلاقة الخلّبية التي تصدر صوتا وهي بلا رصاصة.

والدليل أن إنتاجيتنا الإبداعية الأصيلة، متدنية وضعيفة جدا، فمعظم ما نسميه إبداعا، عبارة عن مستوردات مسوَّقة وإستنساخات وتبعية عمياء لعطاءات الآخرين، ونوهم أنفسنا بأنها إبداعات، وإضافات معرفية وثقافية ذات قيمة حضارية معاصرة.

والواقع يشير إلى الركض وراء خطى الآخرين بعد أن تواصلوا في مسيرهم، وقطعوا مسافات طويلة لا نقدر على الوصول إليها، تجدنا في محنة الإحتفال بما عافوه، ونحسبه جديدنا ومن موضات وتقليعات المعاصرة الموهومة.

أين الإبداع الأصيل؟

أين أدواتنا الإبداعية التي تميّزنا وتشير إلينا؟

أرجو أن لا تنزعج النخب مما تقدم وما سيأتي، فمنذ بداية القرن الحادي والعشرين، ومسيرة الإبداع العربي في صدمة مروعة لم تستفق منها، مما دفعها للتعاطي مع الأوهام والهذيانات، التي تطلق عليها جزافا إبداعا.

إدغام وإبهام ونزوع نحو الأساطير، والرمزية والغموض، وكأننا نريد إعادة عجلة الزمان إلى الوراء، ونتناسى بأن هذه الأساليب قد أكلت عليها الدهور وعافتها العصور، فالزمن علمي الطباع والتوجهات، ولا إبداع يتفوق على الإبداع العلمي، والمجتمعات التي لا تستطيع أن تتواكب مع مسيرة الإبداع العلمي وثوراته المتدفقة المتواصلة نحو المطلق، لن تتمكن من الإتيان بإبداع له قيمة معرفية وفكرية، وطاقة إلهامية للإقدام على ما هو صالح للحياة الأرقى.

والحقيقة المريرة، أننا نتخبط، ونتوهم بأن الإنسلاخ عن ذاتنا وموضوعنا وهويتنا وجوهرنا ومداد كينونتنا الإنسانية، هو الذي علينا أن نقول عنه إبداعا.

فماذا قدمنا للإنسانية من إبداع؟!!

كلنا أساطين في الموضوعات الدينية والتراثية والتأريخية، ولدينا وسوسة في الكتابات السياسية، في مجتمعاتنا التي تجهل أبسط بديهيات ومفردات السياسة.

فعن أي إبداع يتحدث المتأبدعون؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم