أقلام حرة

عقيل العبود: ذاكرة المكان..شريف فهد عبقرية فذة وتاريخ مشرف

عقيل العبودالنبات، والحيوان مادتان مقررتان لمرحلتي الخامس، والسادس العلمي. وفي درس الحيوان حيث تتوزع الموضوعات كالطيور، والزواحف، والحشرات، بتعقيداتها، وتفاصيل أجهزتها المركبة، يقف شريف فهد بوسامته المعهودة، وشخصيته الرزينة، ليرسم المخطط على السبورة، وبأقلام الطباشير الملونة مع تفاصيل لا تخلو من موهبة تم احتوائها على أساس صناعة الفن الخاص بالمنظور الهندسي لكل شكل من أشكال هذه الأحياء، وفي دفتره الخاص الذي لخَّص فيه جميع ما تحتويه المادتين المذكورتين، وبعبقرية متناهية.

خبير استطاع ان يصنع من مجسات الفحص العلمي عند كل نقطة من النقاط الجوهرية من الموضوعات، ما يجعلها حافزاً لفهم المنهج المقرر، وبشكل واضح، ودقيق.

قبل نهاية السبعينات وفي العام ١٩٦٨ تحديداً، سمعت عنه لأكون تلميذه فيما بعد.

وتلك حكاية أحببت أن أخوض في أرشيفها تخليداً لمناسبة يوم المعلم، وإنصافا ووفاءً لتاريخ نخبة من الكفاءات كان لها الحضور الأكبر، والحظ الأوفر في تخريج عباقرة، وأطباء، ومهندسين.

ليس بمتخصص يستحق الدكتوراه في الباب المذكور فحسب، بل أن لشخصيته المرموقة وقعاً، وإيقاعاً في نفوس الذين تأثروا به، ليتركوا بصمات نبوغهم وتفوقهم في صفحات السجلات المدرسية.

متميزون يحملون في عقولهم، وأرواحهم جينات الوطن السومري، يفترشون منابر الصبر في قاعات الدرس، ينهلون من موارد هذا الذي بقي مشعاً بأنوار عبقريته الفذة؛

الدكتور عقيل اليعقوبي، صادق جادر، علي العبود، وغيرهم من تلامذته الذين تشهد لهم المدينة بالبنان.

هكذا أمسى المدرس الذي أحببناه رغم صعوبة الدرس إنموذجاً لمحطات زمن ما زال عامراً بحاملي حقائب العلم، تاركين خلفهم ذكريات تنبض بشريان ملهم، وأستاذ شهدت، وتشهد مدينتنا السومرية دوره الفذ، وقدرته الفائقة في تدريس هذه المناهج.

شريف فهد ما زال مواظباً في عطائه لتخريج دفعات جديدة من الطلبة الذين يسعون إلى أن ينالوا حظهم الوافر من النجاح.

خبرة جنت الناصرية وتجني إلى يومنا هذا من حديقة علمها المعطاء أجيالاً لا حصر لها من الكفاءات.

 

عقيل العبود

..................

*الموضوع تم إعادة صياغته، وتنقيحه وقد سبق لي أن نشرته على موقع المثقف، ومواقع أخرى. 

 

في المثقف اليوم