أقلام حرة

عماد علي: قصف اربيل حمالة الاوجه

عماد عليالوقت المختار من قبل الفاعلين يشير الى امور مختلفة والشكل والجهة المقصودة من العملية تحمل ايضا اهداف داخلية عراقية كوردستانية وخارجية ايرانية امريكية تركية، وتحوي في طيات كيفية تنفيذ هذه العملية غير المسبوقة بهذا الشكل والنوع والكيفية، تحوي احتمالات سياسية ذات طابعين او محورين سواء امريكي تركي ديموقراطي سني او ايراني عراقي شيعي اتحادي.

لو عرفنا الارضية السياسية في اقليم والعراق واسترجعنا في الذاكرة الاحداث السريعة خلال الشهرين الماضيين والافعال او الحوادث الخطيرة التي حدثت كافرازات الصراع الاقليمي والعالمي، فان استهداف القنصلية الامريكية وبهذا الشكل يمكن ان تكون وراءها دوافع متناقضة الاهداف ومن الممكن ان يحتار المراقب في بيان ما يشوبه من الشكوك، وبه تخلط النتائج المتوقعة كافة الشبهات والتوقعات مع محاولة تحديد المستفيد فيها . هذا ان كانت متطلبات الصراع الدولي ونوايا المحورين يمكن ان تتقاطع مع الصراع الداخلي في العراق وكوردستان لاول مرة ايضا منذ ترسيخ المحاور داخل العراق و المنطقة .

هنا تشرذم القوى الكوردية وصراعها المرير دون اي اعتبار للمصلحة العليا، وهناك التخربط نتيجة الاصرار على حكومة الاغلبية التي خف التاكيد عليها منذ الامس والتقاء المتخاصمين، ام يا ترى، انها للضغط على اربيل على الرغم من ان جانب منها تقع لصالح اربيل في الوقت والكيفية والهدف، ام ضغط سياسي على حساب الشعب الكوردي كقرار المحكمة الاتحادية نتيجة حث وتشجيع اطراف معينة، ام ردود افعال اقليمية لها مصالح مختلفة في العراق وكوردستان وكل منهم ينتظر الوقت المناسب لتنفيذ اهدافه الاستراتيجية التاريخية له في العراق وكوردستان وحتى في المنطقة ككل، ام ربما جانب مهم من الحركات التي تتطلبها مفاوضات فينا، ام استثمار الوقت والمرحلة الحالية لتحقيق اكبر مصلحة لدولة ما او دول عدة على حساب الشعب العراقي والكوردي ايضا، ام في النهاية لها الصلة لما يحدث في اوكرانيا والمطلوب تحقيق ما يخدم الاطراف بشكل غير مباشر.

اننا يمكن ان نتجه نحو التوقع الاصح ان ابعدنا ما تتطلبها الظروف الموضوعية وما يحدث في العالم والمنطقة بالذات، فان اكثر التوقعات القريبة الى حقيقة الامر، هو ما تقع نتائجها لصالح احد المحورين الداخليين اكثر من غيره . وعليه يمكن ان نتوصل الى نتيجة نسبية لمن يمكن ان يستغل ما حدث بشكل جيد ويبرزه بتكتيك لتحقيق الهدف الاني.

وفي نهاية الامر لا يقع ماحدث لصالح السلطة العراقية الحالية وفي مقدمتها رئيس الجمهورية المرشح الجديد، وعليه صرح مشوشا بان العملية مشكوك في توقيتها، وفي المقابل يمكن ان يستغلها من يقابله ويصارعه بشكل جيد ويخرج من المولد بحمص .      

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم